كيف أتخلص من الأفكار السلبية ومن عدم الثقة بالنفس؟
2014-11-30 00:03:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شخص أعاني من الأفكار السلبية، وعدم الثقة بالنفس،
أما الأفكار السلبية؛ فمنذ أن أصحو من النوم وحتى أخلد للنوم تكون كل أفكاري سلبية، فمثلا: متى أحظى بوظيفة، وألوم المفسدين، وأصحاب الواسطات، وألوم المجتمع بسبب عدم مراعاة المقبلين على الزواج، ولا يفكرون بحاجة الشباب، وأحيانا ألوم نفسي بسبب عفوية خاطئة قد فعلتها، وغيرها من الأفكار السلبية.
وأغلب يومي يكون تفكيري متى سوف أتزوج وأرتاح، وأيضا الهوس الجنسي بعد الزواج.
في الحقيقة أنا أعاني من هذه الأفكار منذ صغري، فأنا لا أتحدث إلى نفسي ولله الحمد، ولكن أفكاري تحصل في الدماغ عندما أخلو لوحدي، أو أكون في مجلس عام، ولا أحد يتحدث معي، فيذكرني الدماغ بهذه المواضيع.
وأيضا أعاني من عدم الثقة في النفس، فقد كنت أعاني منها منذ صغري، فمثلا: عدم مشاركتي في الصف، والخوف من الإجابة، مع العلم أني أعرف الإجابة الصحيحة، وإذا ما شاركت وأجبت الإجابة الصحيحة أشعر بالنشوة والفرحة الكبيرة، ولكن سرعان ما تعود لي عدم الثقة في النفس، وعندما كبرت أستطيع القول بأني تغلبت على بعض الجوانب، ولكن أحيانا نفسي تغلبني وتمنعني من فعل أي شيء.
أتمنى أن أجد حلا لترويض نفسي وعقلي؛ حتى أكون إنسانا إيجابيا ومركزا على أهدافي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أولاً: نقول لك الحمد لله أن ما تعاني منه هو مجرد أفكار، وأنك لم تنو أو تشرع في تنفيذها يوما من الأيام.
ثانياً: وضع الله سبحانه وتعالى الغريزة الجنسية في الإنسان والحيوان من أجل التكاثر والتناسل، ولا يتحقق ذلك إلا إذا تم تزويج الذكر بالأنثى، أما أي طريقة أو وسيلة أخرى؛ فلا تؤدي إلى الغاية المرجوة.
وكما تعلم فإن الشيطان يزين للإنسان كل ما هو محرم، فينشغل به البال والتفكير، ويظل على ذلك حتى يوقعه فيما هو محرم، وكما هو معلوم فإن السلوك يبدأ بالفكرة، ثم يحدث انفعال مع الفكرة، ثم يدفع إلى الفعل.
ثالثاً: المهم هو أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كلما جاءتك هذه الأفكار، حتى لا تعشعش في ذهنك، وتفسد عليك حياتك الدنيوية والأخروية، وأنت ما زلت في مرحلة الإعداد للمستقبل ففكر في مستقبلك، ولا تشغل نفسك بهذه الأفكار في هذه المرحلة، وأكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل، وأشغل نفسك بالتخطيط للزواج؛ فهو الوسلية الشرعية الوحيدة التي تؤدي إلى إشباع الغريزة، وفيه السكينة والمودة والرحمة، ولا تستسلم للتبريرات الواهية التي من شأنها أن توقعك في الحرام.
علاقتك مع ربك أولى من كل شيء، ومن يتق الله يجعل له مخرجا، وإنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون؛ فانتظر الفرج من الله ليس من المجتمع، وواظب على الصلاة في جماعة؛ لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، فتفكيرك في الزواج والتخطيط له من الآن بالطرق المشروعة هو الحل الناجع للتخلص من مثل هذه الأفكار؛ فأكثر من الاستغفار فإنه مجلب للسعادة والمال والبنين.
واتبع الإرشادات الآتية ربما تساعدك في زيادة الثقة بالنفس:
1- قم بتعديد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً، فأنت محتاج لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية ويدعمها ويثني عليها، والمفترض أن يقوم بهذا الدور الوالدان أو الإخوة والأصدقاء.
2- لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل أنظر إلى من هم أقل منك، واحمد الله على نعمه، وتذكر أنك مؤهل للمهام التي تؤديها.
3- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكر أن كل من أجاد مهارةً معينة، أو نبغ في علمٍ معين؛ مرَّ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم، ولا يتقن صنعته.
4- ضع لك أهدافا واضحة، وفكر في الوسائل التي تساعدك في تحقيقها، واستشر ذوي الخبرة في المجال.
5- تجنب الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص وهي: الرغبة في بلوغ الكمال، وسرعة التسليم بالهزيمة، والتأثير السلبي بنجاح الآخرين، والتلهف إلى الحب والعطف، والحساسية الفائقة، وافتقاد روح الفكاهة.
6- عزز وقوي العلاقة مع المولى عزَ وجلَ بكثرة الطاعات، وتجنب المنكرات، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.
نسأل الله تعالى أن يكفيك بحلاله عن حرامه، ويغنيك بفضله عن من سواه.