كيف أجعل ابني قادرا على الدفاع عن نفسه في المدرسة؟
2014-12-01 02:14:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أريد استشارتكم في ابني البالغ من العمر ست سنوات، وهو الآن في الصف الأول، لا يدافع عن نفسه إذا أحد اعتدى عليه، أو أخذ أغراضه، ويوجد طالب في الفصل دائما يضربه، وإذا قلت له دافع عن نفسك يقول: لا أقدر، الولد أقوى مني، مع أنه في البيت -ما شاء الله عليه- نشيط، ويضرب إخوانه، ويرفع صوته علينا، ويدافع عن نفسه.
في المدرسة يصبح شخصا ثانيا، ولا يريد الذهاب للمدرسة، ومرة دافع عن نفسه، وضرب ولدا واشتكاه الولد للأستاذ، والآن صار يخاف أن يدافع عن نفسه؛ خوفا من الأولاد، وخوفا من أن يشتكوا عليه، فكيف أتصرف معه وأزيد ثقته بنفسه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أختنا الكريمة: مشاكل الأطفال مع بعضهم البعض في المدرسة، أو ما يعرف -بالتنمر- تحدث كثيراً في مختلف الأعمار، والأمر يتطلب تعاون كل من أولياء الأمور والمدرسين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين بالمدارس.
فيجب ألا نحمل الطفل في هذا العمر مسؤولية الدفاع عن نفسه، وهو غير قادر عليها؛ مما يؤدي إلى كراهيته للمدرسة، وقد تتغير نظرته للمدرسة بدلاً من أن يفهمها بأنها مكان لتلقي العلم، واكتساب المعرفة؛ يكون فهمه لها بأنها مكان لإثبات الرجولة، ومصدر لتولد الصراعات.
فإذا خاف طفلك من طفل أكبر منه أو أقوى منه فهو محق في ذلك؛ لعدم تكافؤ القوتين، وإذا خاف من الدفاع عن نفسه بسبب الشكوى للمدرس فلماذا لا نجعل الطفل الذي يهدده، يخاف أيضا من الشكوى للمدرس؟
والأفضل -أختي الكريمة- أن نعلم الطفل أن يأخذ حقه بالطريقة القانونية، وفي هذه الحالة يعتبر الأستاذ هو الحكم، ومصدر السلطة في المدرسة، وهو لا شك لديه الوسائل والأساليب التي يستطيع بها زجر التلاميذ، وكفهم عن الاعتداء على بعضهم البعض.
فينبغي أن لا ندفع الطفل دفعاً لكي يدافع عن نفسه، بل يجب أن نقف بجانبه ونشعره أننا معه، وسندافع معه، ونحميه من كل شر يهدده، سواء في المدرسة أو خارجها؛ لأن خبراته ما زالت قليلة، وغير ناضجة فيما يتعلق ببيئة المدرسة، وهي جديدة عليه.
أما في بيئة البيت المألوفة لديه، فلا شك أنه يستطيع الدفاع عن نفسه، فنلتمس له العذر في ذلك، فتواصلكم مع المدرسة ومع المدرسين في هذه المرحلة ضروري؛ لترسيخ القيم التربوية، وبناء شخصية الطفل على النحو السوي.
حفظ الله تعالى ابنك وجعله من الموفقين.