كرهت الدراسة بسبب الاكتئاب والخوف! فما الحل؟
2014-11-25 04:03:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا طالب، في الصف الثالث الثانوي، كنت مجتهدًا في أول السنة، وحاصلًا على دراجات قريبة من التامة، واستمررت على هذا الحال حتى منتصف العام الدراسي، وصرت أسمع بطلاب مجتهدين محبين للدراسة، ولهم ترتيب دولي في سوريا من الناحية التعليمية.
أخذت أنظمتهم لعلّي أن أزيد من قدراتي، فلم أستطع تنظيم وقتي مثلهم، وكنت أقول في نفسي: سوف أدرس في ذاك اليوم تلك الكمية، ولمّا بدأت بذلك، كنت أحس أني أتراجع، وبدأتُ أكره الدراسة، ولكني كنت أدرس -والحمد لله-، ولكن ليس مثل الفترة الأولى، واقترب الامتحان، وازداد مقتي للدراسة، وهناك امتحانات كنت لا أدرس لها إلا قبل الامتحان بفترة قصيرة، ولكن -الحمد لله- نجحت بمجموع 80 %.
عدم مقدرتي الدراسية، والتفكير والخوف من الامتحان، وهل سوف أنجح أم لا، كل هذه المشاكل ما زالتْ تراودني، علمًا أني أريد أن أدرس، ولكني أمكث فترة قصيرة ولا أقدر على المواصلة، عندما أدرس أكتئب، ولا أعلم لماذا؟ وأنا -الحمد لله- أصلي وأصوم، وأنا الآن سوف أدخل المرحلة الجامعية، وتصاحبني مشكلة كره الدراسة والخوف منها.
أنا الآن في غير بلدي، هل هناك غذاء أو دواء أو شيء يساعدني في علاج الاكتئاب وعدم القدرة على الدراسة؛ فلم يبقَ إلا أشهر قليلة للاختبار لقبولي في الجامعة.
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله -تعالى- أن تعودوا إلى وطنكم سالمين غانمين.
الإنسان إذا استشعر بأهمية الشيء يستطيع أن يؤديه وينفذه مهما كانت الظروف والعوامل التي حوله سلبية وغير مساعدة.
أريدك -وأنت في هذا العمل الجميل- أن تعرف أن أفضل سلاحين تتزود بهما في هذه الحياة هما: العلم ومعرفة دينك والالتزام به، العلم لا ينزعه منك أحد، الدين لا ينزعه منك أحد أبدًا، ظالمًا كان أو طاغية أو أي شيء من هذا القبيل، هو جزء منك ومن كمالك -إن شاء الله تعالى-، ويجب أن تُدرك إدراكًا تامًا أن العلاقة بين العلم والدين علاقة وثيقة جدًّا، فكلاهما مكمّلٌ للآخر، وكلاهما يُجمِّلُ الآخر، وأنا أريدك –يا ابني أحمد– أن تتبع ترتيبًا معينًا:
أن تنام مبكرًا، النوم المبكر أمر مطلوب، فهو يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، يؤدي إلى راحة لهذه الخلايا، ويجعلك تستيقظ مبكرًا وأنت في حالة هدوء وسكون، تصلي الفجر، بعده تدرس لمدة ساعة ونصف قبل أن تذهب لمرفقك الدراسي. هنا أنت ربطت بين صلاة الفجر وبين الدراسة. المذاكرة الصباحية إن كانت ساعة أو ساعة ونصف أو أكثر من ذلك أو أقل تعادل الدراسة في أي وقت آخر ثلاثة أضعاف تقريبًا.
هذه البداية الطيبة لليوم، وهذا البكور العظيم والاستفادة منه قطعًا سيؤدي إلى مشاعر إيجابية جدًّا في كيانك وفي ذاتك، والمشاعر الإيجابية حين تتولد من خلال هذا الفعل وهذا الإنجاز الجميل مع الصباح سوف يحسِّن من دافعيتك ولا شك في ذلك. هذا أمر مجرب ومنهج مؤكد، فأرجو أن تتبعه.
هذا هو الذي تحتاج إليه، شيء من التغيير المعرفي الحقيقي، وأريدك أيضًا أن تمارس بعض التمارين الرياضية لنصف ساعة، تمارين إحماء، مشي، جري، أي شيء من التمارين الرياضية.
بالنسبة للغذاء: تناول الوجبات الثلاثة بمكوناتها المعروفة والمعقولة، هذا يكفي تمامًا.
إذًا نوم مبكر، رياضة، غذاء متوازن، ودين، هذا يساوي علمًا رصينًا، ونجاحًا -بإذن الله العلي العظيم-، فكن على هذا المستوى، وبالنسبة للعلاجات الدوائية: لا أريد أن أشغلك كثيرًا بالأدوية، لكن هنالك دواء يُسمى (إمبرامين/ تفرانيل)، دواء بسيط جدًّا، إذا تحصلت عليه يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا، تناولها في العصر، واستمر عليها لمدة شهرين أو ثلاثة، وإن شاء الله -تعالى- تجد فيه فائدة كبيرة.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.