أخوات زوجي وأمه يتهمنني بكبائر كالسرقة والسحر والخيانة وهو يصدقهن
2014-11-30 03:38:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وأنار الله طريقكم بالأمن والإيمان، وزادكم بسطة في العلم والجسم.
أنا متزوجة ولي 4 أطفال، لزوجي أختين أكبر منه، إحداهما متزوجة والأخرى مطلقة وتعيش عند أختها، وأم زوجي تعيش معي في المنزل، أعاني كثيرا من سوء ظنهن بي واتهامهن لي بكبائر كالكذب والسرقة والسحر، وأني أصاحب رجلا غير زوجي، وعند زوجي يبينن له أنهن يحبنني، وأني مريضة نفسية وأغار منهن، الأم تشتكي مني، وتدعي أني أسمم ولدها عن طريق الأكل، وأني أريده أن يموت لكي آخذ ماله، وعند خروج زوجي يعاملنني معاملة سيئة، حتى السلام لا يسلمن، وأخته المتزوجة تتدخل في أمورنا كثيرا، تتدخل حتى في ملابس أبنائي ومستلزمات المدرسة، أنا حرمت من الفرح بسببها وبسبب تدخلها حتى في تربية أبنائي، ويحاولن أن ينتقصن من مكانتي بهز ثقة زوجي بي، ويدعين أني أنقل أسراره بالرغم أني كتومة، وزوجي من يخبرهن بأسراره، وأغلب أموره لا أعرفها.
زوجي للأسف يصدق كلامهن أن العيب فيّ، رغم أني لا أتجادل معه إلا عندما أطلب منه أن أشتري شيئا يخصني وأعرف أنه أخبر أخته، أعاتبه وأقول له: أمر يخصني لا تتكلم به معهن. فيغضب ويصب علي كل كلامهن بأني غيورة ومريضة، وأني أريد أن أقطعه عنهن.
أنا أريد أن أعرف فقط، هل من حقي أن لا يتدخل أحد بأغراض أبنائي وشؤون بيتي؟ هل من الظلم عندما أطلب هذا من ربي؟ هل يكون لي وجه حق في هذا الطلب والدعاء؟
أريد منكم أن تريحونني، وكيف آخذ حقي منهن بمشيئة ربي، فربي الأقوى والأقدر عليهن، عندما اتهمنني بالأمور الكبيرة علم زوجي وأصر أن أسامحهن، وغضب علي وأخبرني بأنهن لم يقصدن، وأنني أنا من أجبرتهن على ذلك؛ لأن تربيتي ليست جيدة بنظره، وأخذ جوالي لمدة أسبوعين، وأجبرني أن أقول لهن: سامحتكن. وأنا بقلبي لم أسامحهن، لأنها ليست المرة الأولى التي أسامحهن لله ويرجعن لإيذائي، أنا لا أريد أن أتجادل معهن أو مع زوجي، اتخذت السكوت ملجأ لي حتى لا يمسكن علي كلمة.
أريد أن أعرف هل لي حق عند الله؟ أنا تعبت من البشر، لا أريد منهم شيئا، أريد أن يعوضني الله بالدنيا والآخرة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم المعتز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصبرك ويحسن الأحوال، ويحقق في طاعته الآمال، وأن يلهمك السداد في الأقوال والأفعال.
لن يضيع حق عند الله، والمكر السيء لا يحيق إلا بأهله والعاقبة للصابرين، وخير لك أن تكوني المظلومة ولا تكوني الظالمة، فإن المظلومة تأمل وتنتظر النصر والإنصاف، والظالمين ليس أمامهم إلا الغضب وتوقع العقاب.
وأعجبنا سكوتك وعدم المسارعة بالرد، ونؤكد لك أن الصمت رد بليغ، وننصحك بالاهتمام بزوجك والاقتراب منه، ونتمنى أن لا تغتمي أو تهتمي إذا تكلمن عن أطفالك، واحرصي على حسن تربيتهم وربطهم بالله، ولن تكون العاقبة إلا لك إذا سرت على الطريق الذي يرضي الله، وآثرت الصبر والاستعانة بالله، وإذا كان زوجك يطالبك بمسامحتهن، فهذا دليل على أنه يدرك أنهن أخطأن في حقك، ونتمنى أن تسامحيهن وتنتبهي منهن ومن كل ما يثير المشكلات، وقد اتضحت لك القضايا التي تجلب المشكلات، وتفادي المشكلات من الأصل أفضل من معالجة آثارها وثمارها المرة.
وإذا كنت غير راضية فلا تكوني قد سامحتهن، وتلبيتك لطلب زوجك أحب إلينا، وإبقاء شعرة العلاقة أفضل من قطعها، والمؤمنة التي تخالط الناس وتصبر خير من التي لا تخالطهم ولا تصبر.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الله عدل، وأنه سبحانه يرد الحق لأصحابه حتى يقاد للشاة الجلحاء (التي ليس لها قرون) من الشاة القرناء حتى تأخذ حقها ممن ظلمتها بقرونها، وقال –جل وعلا-: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}، وإن اخترت العفو فثوابه عظيم، واطلبي من زوجك أن يتفهم ما أنت فيه واصبري، واهتمي بأطفالك وبزوجك، ولا تستنكري تعاملهن مع أطفالك فإنهن يشعرن أنهم أبناء أخيهم، ولا تقفي طويلا عند كلامهن عن أطفالك، فإن بعض النساء إذا علمن ما يغيظ المرأة تعمدن تكراره، وبالحكمة واستحضار الثواب تهون المشاكل والمصائب.
ووصيتنا لك بتقوى الله وأن تكثري من اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.