أشعر بدنو أجلي مع ضيقة شديدة في الصدر.. ما توجيهكم لحالتي؟

2014-12-13 14:58:28 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر21 عاماً، منذ شهر تقريباً وأنا أعاني من الشعور بدنو الأجل، بدأت معي فجأة، فقد أتاني خفقان، وبرودة في الأطراف واصفرارها، وضيقة شديدة في الصدر، وإلى الآن وأنا أعاني، لجأت للدعاء، وقراءة سورة البقرة، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، ولا زالت معي هذه الحالة، أتعبتني وأفقدتني لذة الحياة مع وجود آلام في الكتف الأيسر، أقلقني فما توجيهكم لحالتي التي أتعبتني؟ حتى أني بعض الأحيان أفكر أن الموت راحة لي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابنتنا العزيزة حالة من حالات المخاوف المرضية، ويعاني منها كثير من الناس، وقد تسيطر على الشخص بصورة قوية، وتصبح مثل نوبات الهلع التي تظهر أعراضها بالشكل الذي ذكرته، وأيضاً ما يتعلق بتوقع الخطر في كل وقت سواء بالنسبة لك أو لأقاربك فهذه من أعراض القلق فنقول لك أختي الكريمة:

أولاً: لا بد من التذكير بركن من أركان الإيمان، ألا وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، وأنت -الحمد لله- مؤمنة بذلك، ولكن نريدك أن تتمعني في هذا الركن الهام حتى تصلي لمرحلة اليقين والتسليم.

فما كان مقدراً من الله تعالى لا بد أن يحدث، وما لم يكن مقدراً فلا تحدثه توقعاتنا وتصوراتنا؛ لذلك لا داعي أن نعيش في خوف أو قلق مستمر يمنعنا من العيش بصورة مستقرة في هذه الحياة، ويبعد عنا السعادة والاستمتاع بما هو مباح من النعم؛ لأن شدة توقع الشيء أحياناً تكون أمّرًا من وقوع الشيء نفسه، فكم من أناس بسبب الخوف من الموت أضاعوا حياتهم، ولم يستفيدوا من وجودهم في هذه الحياة لا لدنياهم ولا لآخرتهم.

ونقول لك ابنتنا العزيزة: أنت ما زلت في ريعان شبابك، وما زال المستقبل -إن شاء الله- يوعد بالكثير، وما زالت فرص تحقيق الآمال والطموحات أمامك واسعة، ما بالك بأناس في عمر السبعين، وما زال عطاءهم لم ينضب، ومنهم من حفظ القرءان في هذا العمر، ومنهم من حصل على شهادات الماجستير والدكتوراه في هذا العمر، والأمثلة كثيرة.

ثانياً: -ابنتنا الفاضلة- الحذر الشديد والتشاؤم المستمر قد يكونان من العوامل التي تؤدي إلى نقصان السعادة، فكوني متفائلة، واعملي ما يرضي الله تعالى وتوكلي عليه، فإنه يحب المتوكلين، واعلمي أن الآجال محددة وحتمية:
فكم من مريض عاش حيناً من الدهر
وكم من صحيح أكفانه تنسج وهو لا يدري

والمؤمن لا بد أن يتذكر الموت ويعلم أن هذه الحياة فانية لكي يكثر من الصالحات ويتجنب المنكرات.

والإنسان خلق ليعبد الله في هذه الدنيا وليُعمر هذه الأرض، فإذا توقعنا وتصورنا المرض والموت بالصورة المرضية كما تتصورينه أنت لتوقفت كل النشاطات التي نمارسها في الحياة، فلا تعليم ولا عمل ولا زواج، ولا إنجاب فقط نكون في انتظار المرض والموت، والمؤمن ينبغي عليه أن يُسخِّر كل عاداته ونشاطاته وممارساته الحياتية في خدمة الدين فتصبح العادة عبادة.

ثالثاً: من الناحية النفسية لا تركزي على هذه الوساوس وتشغلي بها بالك أكثر من اللازم حتى لا تصل إلى درجة توهم المرض أو الوسوسة المرضية؛ لأن تلك في حد ذاتها أمراض، بل تغافلي واشغلي نفسك بما هو مفيد لحياتك، وضعي لك أهدافا واضحة في حياتك، وابحثي عن وسائل لتحقيقها، فأنت ما زلت في مقتبل العمر وأمامك مستقبل زاهر -إن شاء الله- فلا تحطمي نفسك بالأفكار السلبية، وانظري إلى أصحاب الأمراض المزمنة وأصحاب الإعاقات كيف استطاعوا التعايش مع حالاتهم، ولم يثنيهم المرض عن التخطيط للمستقبل والعمل لإنجاز أهدافهم وتحقيق طموحاتهم، بل منهم من صار من المبدعين والمخترعين.

فنريدك أن تتحدى وتتفاءلي ولا تستسلمي وقاومي حتى النصر بعون الله وتوفيقه، واعتبري أن الذي تمرين به الآن هو امتحان لك في حياتك، ولا بد من اجتيازه ليزيدك النجاح قوة ومنعة تستطيعين بها مجابهة المشاكل والمحن في المستقبل، فالإنسان خلق في كبد والمؤمن مصاب، وأمره كله خير -إن شاء الله- وعليك بالدعاء فإنه يصارع البلاء واحمدي الله على نعمة الصحة والعافية.

نوصيك بممارسة تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي، وستجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم 2136015 .

نسأل الله تعالى أن يطيل في عمرك ويوفقك على طاعته.

www.islamweb.net