أعيش وسط أسرتي ولكني أشعرُ بالغربة معهم لأنهم يكرهونني!
2014-12-01 23:24:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أعيش في حالة نفسية واكتئاب بسبب أهلي منذ صغري، كل إخوتي يكرهونني بلا سبب ويشتمونني، وإذا أخبرت أمي فإنها تغضب وتقف معهم ضدي، حتى إن أخي عندما يعيدني من المدرسة؛ فإنه يصرخ في وجهي في السيارة طوال الطريق، ويقذفني ويشتمني بكلمات والله أستحي أن أذكرها، وقد أصبت بالقولون العصبي، وحينما قلت له أشعر بأن بطني يتقطع، قال: "يا رب تصابين بمرض في بطنك ولا تعرفين ما هو".
فكرت بالانتحار كثيرا، وطلبت من الله أن يعدل حالي، ولكن ما زالوا يزدادون سوءاً، وفي كل مرة أفكر فيها بالانتحار أتمالك نفسي، وأذكر نفسي بأن روحي ليست ملكي، ولكن أخشى أن يأتي يوم ولا أستطيع ذلك، وأكون قد خسرت الدنيا والآخرة.
أهلي لا يوجد بهم جانب إيجابي لألجأ لهم، فهم يرون أنني أنا المخطئة، وأنني سبب كل المشاكل التي تحدث في المنزل، وكل ذلك لأني أصغر من في البيت، وبدأت أشعر بسبب تحقيرهم لي أنني بنت حرام، كما أن أهلي لا يعرفون الدين، ولا يصلون، وأنا الوحيدة بينهم المتمسكة بالدين.
لقد تعبت من هذه الحياة، وبحثت عن كل الحلول، ولكن لا يوجد حل لمثل هذه العائلة، وأنا أخشى أن أقتل نفسي فعلاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أريدك أبدًا أن تشعري بأي أسى أو ألم نفسي وأنت في هذه السن الجميلة، أنت في بدايات الحياة –أيتَها الابنة الفاضلة–، وأهلك لا يكرهونك، ولكن معاملتهم معك قد تكون ليست طيبة.
الأهل لا يكرهون، والوالدان لا يكرهان أبنائهما أبدًا، ولا يمكن، حتى الأب القاسي الذي يضرب أبناءه ليلاً ونهارًا قد يضربهم من شدة إصراره على أن يكونوا أفضل منه، لكنه لا يعرف الطريقة الصحيحة.
فأرجو أن تُصححي مفهومك، بأنه لا أحد يكرهك، قطعًا أن يعاملوك معاملة ليست طيبة هذا أمر غير مقبول، لكن –أيتها الابنة الكريمة– كوني لبقة، وكوني ذكيَّة، وكوني فطنة، واكسبي وُدَّهم، واسعي دائمًا لبر والديك، وسلِّمي على والديك صباحًا ومساءً، اسألي عن أحوالهم، كوني مرتَّبة، واجتهدي في دراستك، دائمًا كوني منشرحة، ائتِ بالأخبار الطيبة لوالدتك، وسوف تجدين أن سلوك إخوتك وحتى والديك قد تغير نحوك.
أنا لا أريد أن أقول إنك قد شاركت في الطريقة التي تعاملك بها أسرتك، لا أقول ذلك أبدًا، لكن أريدك أن تكوني بالفعل ذكيَّة، وكوني متسامحة، واعرفي أن هذه الأشياء تحدث في بعض البيوت، وأي مشكلة حين تحدث في بيت فإن جميع أعضاء الأسرة عليهم مسؤولية في حل هذه المشكلة، الظالم والمظلوم، كلهم يجب أن يساهموا، لأنها شركة، ولأنها علاقة فطرية وعلاقة أبدية، وكل إنسان يعرف قيمة هذه العلاقة. هذا هو المنهج الذي يجب أن تنتهجينه، ودائمًا اسعي للتسامح، وكوني من الكاظمين الغيظ.
النقطة الأخرى وهي مهمة: أحزنني جدًّا حين تتكلمين عن الانتحار، ما هذا -يا ابنتِي الفاضلة-؟ الأمر ليس بهذه الكيفية، وليس بهذا التعقيد، نحنُ أصبحنا في زمانٍ نذكر فيه كلمات خطيرة جدًّا دون أن نعرف معناها الحقيقي. أنت لن تنتحري أبدًا، فأنت فتاةٌ من فتيات الإسلام، عزيزة، مكرَّمة، وهذه الإشكالات البسيطة تحدث في جميع الأسر، ويجب أن تُحبي الحياة وتعرفي قيمة الحياة، وتخططي لمستقبلك، ونصيحتي لك –وأنا أهمس في أذنك وبقوة-: تعلمي دينك، وأنت -الحمد لله- مُصلية، وكوني داعية لأفراد أسرتك، وسوف ينصرك الله تعالى نصرًا عزيزًا.
واجتهدي في دراستك، لأن سلاحي العلم والدين هما أعظم ما يتزود بهما الإنسان في هذا الزمان، فنظمي وقتك، وادرسي، والنوم المبكر مهم جدًّا بالنسبة لك، وأريدك أيضًا أن تمارسي تمارين رياضية داخل البيت، فالرياضة مهمة جدًّا، وتمتص الغضب، وتمتص التوترات، وتُحسِّنَ من مستوى تركيزك.
إذًا فالحياة طيبة، وإن شاء الله تعالى ستسير الأمور على خير معك ومع أسرتك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.