رائحة العرق تحرجني رغم استخدامي للعديد من مزيلات العرق!
2014-12-08 03:02:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
مشكلتي أن لدي رائحة عرق غريبة، ليست كرائحة العرق المعتادة عند الناس، تخرج مني حتى وإن كنت جالسة أو إذا وضعت مزيلا للعرق في الوقت ذاته، أو إذا كنت قد تنظفت وغسلت جسمي! لاحظت خروجها منذ سنتين وقد كنت أستخدم مزيل العرق "ليدي سبيد" ثم غيرته لنوع آخر، وأصبحت أغير المزيلات كثيرًا، كما أنني استخدمت الليمون والشبة وغير ذلك، لكن دون فائدة، والآن أستخدم الفازلين علمًا بأن الرائحة تبقى عالقة في ملابسي حتى وإن غسلتها!
لا أعلم ما سبب ذلك؟ رغم أنني أزلت شعر الإبطين بالليزر كي تخف الرائحة ولكن دون جدوى، حتى أصبحت هذه الرائحة تحرجني كثيرًا وكأنني لا أتنظف!
أرجو إفادتكم لي في هذا الأمر، جُزيتم خيرًا كثيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يوجد نوعان من الغدد العرقية بالجسم، نوع يسمى باسم (Eccrine glands)، وتوجد في كل أنحاء الجسم المختلفة غالبا، وتفرز العرق نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم لتنظيمها، والنوع الثاني يسمى (Apocrine glands)، وتوجد في أماكن محددة مثل الإبطين وجلد الأماكن التناسلية والثديين، وتفرز الرائحة المميزة لكل إنسان، ولا توجد لها وظيفة في تنظيم درجة حرارة الجسم.
وتنتج الرائحة الكريهة نتيجة تحلل العرق وبالأخص في منطقة الإبطين، بواسطة البكتيريا الموجودة في الجلد وإنتاج مواد الأمونيا والأحماض الدهنية ذات الرائحة اللاذعة أو النفاذة أو الزنخة، ولذلك فإن العلاج يعتمد في الأساس على إبقاء الجلد وبالأخص تحت الإبطين جافاً، بالإضافة إلى تقليل البكتيريا التي تقوم بتحليل العرق إلى الحد الأدنى من خلال اتباع التعليمات الآتية:
• الاستحمام المتكرر وغسيل الإبطين بعد العرق، باستخدام المنظفات أو الصابون المضاد للبكتيريا، والتجفيف بشكل جيد.
• تجنب زيادة التعرق بتجنب الجلوس في الأماكن الحارة، وتناول المأكولات الحارة.
• لبس الملابس القطنية أو الماصة للعرق أو المسهلة لتبخر العرق، وتغيير الملابس والاستحمام بعد ممارسة الرياضة، أو أي نشاط بدني يؤدي إلى التعرق.
• تجنب تناول المأكولات التي تفرز العرق، ويكون لها رائحة نفاذة مثل الثوم والكاري.
• يجب إزالة الشعر من المنطقة تحت الإبطين باستمرار، لأن وجود الشعر يؤدي إلى زيادة الرطوبة، والاحتفاظ بالعرق، وكذلك زيادة عدد البكتيريا التي تحلل العرق بصورة كبيرة.
• استخدام مضادات التعرق مثل (Antiperspirants)، وليس مزيلات العرق أو الروائح فقط (Deodorants)، ويجب ملاحظة ذلك عند شراء مزيلات العرق بقراءة هل هي مزيلة للعرق أو معطرة فقط؟ وذلك بمراجعة الكلمات الإنجليزية المكتوبة بين الأقواس، وتوجد أنواع متداولة في المتاجر تحتوي على مزيل العرق والمعطر في عبوة واحدة، وتوجد شركات مهتمة بإنتاج مستحضرات العناية بالجلد، لها مستحضرات موضعية تحتوى على مركبات مضادة للعرق بتركيزات علاجية للتقليل من إفرازه مثل: (Drichor) أو (Spirial)، وتوجد على عدة هيئات منها الكريم إذا رغبت في ذلك، ويمكن مناقشة الطبيب المعالج أو الصيدلي لمعرفة الأنواع المتاحة في البلد الذي تقيمين فيه.
أنصحك أيضا بزيارة طبيب أمراض جلدية وباطنية لتوقيع الكشف الطبي عليك، وأخذ التاريخ المرضي، وطلب بعض الفحوصات المعملية، لأن هناك بعض الأمراض تكون مصحوبة بزيادة في التعرق، مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية وغيرها، أما إذا كانت المشكلة ليست لها علاقة مباشرة بالتعرق والرطوبة في ثنايات الجلد، فتوجد حالات نادرة يكون سبب الرائحة الكريهة فيها هو خلل في عملية الأيض لبعض الأحماض الأمينية الموجودة في عدد من الأغذية، أهمها الأسماك البحرية، ويجب التأكد من التشخيص بعمل بعض الفحوصات وأهمها عمل تحليلا للبول المجمع لمدة 24 ساعة، للتأكد من وجود ناتج الأيض، والذي يسبب الرائحة الكريهة، وفي هذه الحالة يكون العلاج بتنظيم تناول الأغذية المختلفة، وينصح طبيب التغذية بتجنب تناول بعض الأغذية مطلقا، مثل: الأسماك البحرية التي يمكن استبدالها بتناول أسماك المياه العذبة، وينصح أيضا بالتقليل من تناول أغذية أخرى وهكذا، ويمكن إعطاء بعض المضادات الحيوية التي تعمل على تغير أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء، بالإضافة إلى النصيحة باستخدام صابون منخفض في الرقم الهيدروجيني؛ لأنه يساعد في إزالة هذا الناتج الأيضي من على سطح الجلد، وفي بعض الأحوال إذا لم يلاحظ الطبيب رائحة كريهة حقيقية عند المريض، ربما يكون ذلك علامة مبكرة لبعض الأمراض النفسية.
نسأل الله لك الشفاء والعافية.