كيف أتخلص من المخاوف والوساوس؟
2014-12-07 23:25:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا صاحب الاستشارة (2244693) كل الشكر للدكتور الفاضل على رده، وما شاء الله عليك يا دكتور، كل تحليلك كان صحيحا، أنا أعاني من تقلب بالمزاج، وأعاني من توتر وقلق شديد، وخوف من الفشل.
أود إن شاء الله استخدام الدواء الذي أخبرتني عنه، (السبرالكس)، لكن أخبرني بالنسبة لحالتي: أرجو أن تحدد لي -لأني أعاني منذ زمن أحلاما وتفكيرا-، كم أستخدم؟ وكم مرة في اليوم؟ وكم المدة لاستخدام الدواء؟ وهل هذا الدواء علاج نهائي للاكتئاب والوساوس؟
أرجو أن يكون هذا في ميزان حسناتك، لأنها والله صدقة جارية أضل أدعو لك، كل الاحترام والحب والتقدير لهذا الموقع، ولكل العاملين به.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيها الفاضل الكريم: لا شك أن الدواء هو جزء من الحزمة العلاجية، هنالك دواء لتغطية الجانب البيولوجي، هنالك علاج سلوكي، هنالك علاج اجتماعي، هنالك توافق ذاتي، هذه كلها لابد أن تجتمع مع بعضها البعض.
العلاج السلوكي قد يكون بسيطًا جدًّا: أن يقتحم الإنسان مخاوفه ووساوسه، وألا يتجنب، وأن يكون فعّالاً، وأن يكون إيجابيًا في تفكيره - هذا علاج سلوكي - أن يتواصل اجتماعيًا، أن يطور من مهاراته، هذا علاج اجتماعي معرفي.
أيها الفاضل الكريم: هذه المكونات العلاجية يجب أن تمشي وتسير مع بعضها البعض، ثم الدواء، الدواء هو جزئية من العملية العلاجية، وهو قطعًا يُساعد كثيرًا، والسبرالكس دواء رائع، دواء ممتاز، دواء بسيط جدًّا، لكن يجب أن يُستعمل بتنظيم وبروتوكول معين، هنالك جرعة تمهيدية، هنالك جرعة علاجية، هنالك جرعة الوقاية والتوقف، وكل حالة لها جرعاتها ومدة علاجها.
أعتقد أن حالتك بسيطة، لن تحتاج لجرعة عالية من هذا الدواء ولا لمدة طويلة، فالعلاج يكون من ثلاثة إلى ستة أشهر، هذه هي الطريقة الصحيحة.
ابدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوميًا، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
كما تلاحظ – أخي الكريم – أعطيناك أصغر جرعة، حيث إن الجرعة القصوى ثلاثين مليجرام في اليوم، لكنك لن تحتاج لهذه الجرعة.
بالنسبة لموضوع الانتكاسات: إن شاءَ الله تعالى لن تحدث، وإن حدثت سوف تكون خفيفة جدًّا؛ لأن الإنسان حين يطور آلاته العلاجية يستطيع أن يقاوم، يستطيع أن يتحوط، ويستطيع أن يواجه، وكما ذكرت لك: التدعيم النفسي السلوكي والاجتماعي لابد أن يكون هو الأساس؛ لأنه مانع للانتكاسات أكثر من الدواء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.