قريبي تصيبه إغماءات مفاجئة بلا سبب، ونوبات فزع ليلي
2014-12-10 03:27:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
قريب لي عمره 25 عاما، عندما كان في سن 14 سقط عدة مرات بشكل مفاجئ وفقد وعيه، عدد السقطات هي 4 على مدى شهر.
في المرة الأولى سقط وقد ضرب رأسه بحرف السرير؛ مما أدى إلى جرح أعلى جفنه، والغريب أنه بعد أن استعاد وعيه فقد الذاكرة لمدة 10 ثوان، ولم يحدث له أي شيء من هذا القبيل في السقطات الثلاث التي تلتها.
بعد إجراء الفحوصات، وتخطيط الكهرباء، والرنين المغناطيسي، أخبره جميع الدكاترة أنه لا يشكو من شيء، وأنه ربما سقط بسبب عدم وصول الدم إلى الدماغ، وبعد 10-15 ثانية يعود الدم للوصول للدماغ ليعود إليه وعيه.
أنا أخبرته أنه ربما تعرض لنوبة صرع ارتخائية atonic seizure، وقد لا يكشف تخطيط الكهرباء بدقة ما إذا كان هناك خلل في موجات الكهرباء، علما أنه في صغره قد حدثت له بضع نوبات فزع ليلي حيث كان يرى مخلوقات غير بشرية كعقارب كبيرة وكأنها جالسة في الغرفة، فيحس بهلع رهيب، ويركض خائفا.
وسبق وقد مر بحالة من الاكتئاب اضطرب نومه على إثرها، فأصبح ينام كل ليلتين بضع ساعات، ومنذ حوالي الثلاثة أشهر أيضا تعرض لفزع ليلي حيث صرخ بشكل مرعب مع ضربه الأرض بيديه، ثم ركض وصرخ وعينيه مفتوحتين تماما، حتى استيقظ من الكابوس بعد 25 ثانية.
في الليلة التالية أيضا مشى في نومه، ثم صرخ صرخة واحدة عالية وبدون عنف، وعاد للوعي بعدها، في ليلة الفزع الأولى كانت هناك خيالات وظلال سوداء تهاجمه تريد خنقه، في الليلة الثانية حلم أن أحدا ما كان يناديه.
ملاحظة أخيرة: الشاب لديه أخت عندما كانت في الثالثة أصيبت بنوبات فزع ليلي مماثلة، ولديه أخت تعاني الآن من الوسواس القهري.
أرجو التحدث بوضوح تام؛ لأني بحاجة لمعرفة علاقة كل تلك الأشياء ببعضها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ abeer حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك واضحة جدًّا، ونشكرك على اهتمامك بأمر قريبك هذا، ومن خلال المعلومات المتاحة نستطيع أن نقول: إنه في فترة الصغر والطفولة المتأخرة واليفاعة كان يعاني مما يمكن أن نسميه (عُصابيات الطفولة)، التي كانت تظهر في شكل أحلام مزعجة، وفزعٍ ليلي، وبقية الأعراض التي وصفتها، وفي ذات الوقت لديه تاريخ مرضي قوي في الأسرة، ليس للأمراض الذهانية، لكن للأمراض النفسية العُصابية.
هذان العاملان جعلا هذا الأخ تكون له قابلية واستعداد لحالات نفسية مُطابقة ومشابهة، أو غير مشابهة لما يُعاني منه أهله، وهنا لا أريدك أن تأخذي الإرث كأمرٍ قاطع ويقيني، الوراثية يكون لها تأثيرات كما ذكرنا، وكذلك التنشئة قد يكون لها تأثيرات.
هذا الأخ الآن تأتيه هذه السقطات، وقام بكل إجراء الفحوصات، وقابل الأطباء المختصين، وأكدوا له أنه لا يعاني من مرض الصرع، لا بد أن نحترم رأيهم قطعًا، ما داموا هم أصحاب الخبرة في هذا المجال، لكن في ذات الوقت إذا استمرت هذه الحالات معه، وكان هناك شك بأنها نوبات صرعية وليست نوبات هيسترية؛ في هذه الحالة سيكون من الإنصاف والحكمة أن يُعطى أحد الأدوية المضادة للصرع مثل: (دباكين كرونو) أو (تجراتول)، هذه الأدوية تُعطى من خلال مفهوم ما يمكن تعريفه بالتجربة العلاجية، وهي ليست تخبط، إنما هو أمر مقبول علميًا ومُتاح.
وكما تفضلت تخطيط الدماغ بالرغم من فوائده، لكنه لا يعتبر تشخيصًا، أو وسيلة تشخيصية حاسمة، كما أن الصور المقطعية والرانين المغناطيسي لا تُوصل إلى التغيرات الدماغية الكبيرة.
هذا هو الذي أراه بالنسبة لهذا الأخ، ومن الناحية النفسية أعتقد أنه محتاج لتطوير ذاته من خلال التواصل الاجتماعي، الانخراط في الأنشطة المختلفة، أتصور أنه أكمل دراسته، فلا بد أن يطرق باب العمل بقوة، فسبل تأهيله كلها تتمركز حول هذا الأمر، ونشجعه دائمًا أن يتناسى الماضي، ولا يخاف من المستقبل، ويسعى أن يطور ذاته ومستقبله.
أما النوبات الصرعية والقلق الذي يُصاحبها: فهذه الحالات أيضًا نشاهدها مع نوع معين من الصرع، يعرف بـ (صرع الفص الصدغي)، ففي حالة وجود مثل هذه النوبات، أو إذا اعتقدنا أنها ذات علاقة بهذا المكوّن الدماغي؛ هنا أعتقد أنه سوف يستجيب كثيرًا لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي.
عمومًا أعتقد أنه يسير في الخط الصحيح؛ حيث إنه قابل الأطباء، وعليه بالمواصلة مع من يثق به من هؤلاء الأطباء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.