تؤذيني وساوس الدين...فما طريق النجاة؟

2014-12-16 03:17:58 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب بعمر 16 سنة، مسلم والحمد لله، منذ 4 أيام رأيت فيلماً قصيراً يوضح معاني المعاناة في الحياة، ولكن علمت في النهاية أنه فيلم للمسيحيين، ورأيت مناظر فيه لدينهم وهكذا، ومنذ ذاك اليوم وإلى الآن والوسواس يطاردني في تفكيري، ويقول لي: أنت لست مسلماً، أنت تميل إليهم وتبقى مثلهم، رغم أنني عندما أرى كنيسة أستحقر ما بداخلها، ولا أحب أن أراها من الأساس.

الوسواس يقول لي: أنت نيتك أن لا تكون مسلماً، ويقنعني كثيراً، ولم أستطع الابتعاد عن التفكير، فأقنع نفسي بداخلي أنني خرجت عن الملة.

أرجو منكم: تفسير هذه المشكلة؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم نحن سعداء حقيقة بتواصلك معنا ودخولك إلى هذا الموقع الإسلامي؛ لأن هذا فعلاً يدل على أن فيك خيرا، وأنك مسلمٌ صادق الإسلام، وأنك تُحب الله ورسوله، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء.

بخصوص ما ورد برسالتك –يا ولدي– فإن الشيطان -نعوذ بالله من شر الشيطان وشركه- استغل هذه الفرصة وحاول ألا يُضيِّعها، وذلك بتشكيك هذا التشكيك الذي أزعجك وأصبحت في وضع غير مستقر؛ لأن الشيطان يستعمل كل الوسائل المتاحة لإلحاق الضرر بالمسلمين، فهو لا فرق عنده بين وسيلة نزيهة ووسيلة قذرة ومنتنة؛ لأنه عدوٌ، وهو أعظم الأعداء، ولذلك حذَّر الله تبارك وتعالى منه، وبيَّن لنا عداوته صراحة واضحة في القرآن الكريم.

لا تنسى –يا ولدي– ما فعله إبليس (لعنه الله) بأبيك آدم عليه السلام، وعندما خرج آدم عليه السلام من الجنة أقسَّم هذا الشيطان للملك سبحانه وتعالى قائلاً: {قال فبعزتك لأُغوينهم أجمعين}، وقال أيضًا: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجدُ أكثرهم شاكرين} إلى غير ذلك من الآيات التي بيَّن الله فيها صور كيد الشيطان للمسلم.

لذلك الشيطان يستعمل في حربه ضد الإسلام والمسلمين وسيلتين:
الوسيلة الأولى: حرب تُسمى حرب الشهوات.

الوسيلة الثانية: حرب تسمى حرب الشبهات.

أما حرب الشهوات: أن يُزيِّن لهم المعاصي من الكذب والسرقة والغش والزنى وشرب الخمور، وغير ذلك من المعاصي الظاهرة التي تعرفها وتسمع عنها وتراها في واقعك.

أما حرب الشبهات فهو أن يُلقي في قلب المؤمن بعض هذه الشُّبَه كهذه الشبهة التي ألقاها في قلبك.

لذلك علاج هذا أولاً –يا ولدي– احتقار هذه الفكرة تمامًا، كلما تَمُرُّ بخاطرك تقول (هذه فكرة حقيرة، وهذا عمل شيطاني قذر، وأنا لن أستجيب لهذا الكلام).

حاول دائمًا كلما جاءتك هذه الأفكار أن تحتقرها، وأن تبصق تحت قدمك، عندما تأتيك الفكرة كأنك تبصق عليها، تخيَّل أنها تبصق على هذه الفكرة السيئة، ثم تُكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قدر استطاعتك، وكلما جاءتك حاول أن تتهرب منها، ولا تُعطي نفسك فرصة للتفكير فيها أبدًا، بمعنى أنك لا تجلس وتبدأ تفكر في الكلام، وإنما عليك كلما جاءتك أن تهرب لأي شيء، كأن تنظر في كتاب، أو تنظر في التلفزيون، أو تنظر في المرآة، أو تنظر مثلاً من الشُّباك، أو تجلس مع أحد وتتكلم معه، لا تُعطي الشيطان فرصة أن يتمكَّن منك –ولدي أحمد-.

أنت بذلك سوف تُقاوم، والمقاومة هذه أساس النجاح -بإذن الله تعالى- من هذه الأفكار السلبية، لأن الشيطان جرَّب معك هذا الطُّعم، فوجدك أنك قد تأثرت به، فهو لن يتركك، وسيظل معك فعلاً حتى يُؤثِّر على عقيدتك، وقد يُفسد عليك دينك عياذًا بالله تعالى.

لذا عليك –كما ذكرت لك– بهذه الأشياء التي أشرت عليك بها، مع الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يُخرجك الله من هذه المشكلة، وأن يعافيك من هذه الشبهة، وأن يتفضل عليك بالتثبيت والخروج من هذه الفتنة على خير، وابحث عن صحبة الصالحين، وحاول أن تحافظ على الصلوات في جماعة مع المسلمين، واجتهد في قراءة القرآن، ولا مانع من أنك تقرأ بتمعنٍ وتأنٍّ أكثر من الأول، وإذا أُتيحت لك الفرصة أن تقرأ بعض التفاسير الخفيفة، لأن القرآن هو مستودع الإيمان، وأبشر بأنك ستخرج من ذلك على خير.

ثق وتأكد بأن هذا الأمر سهل، وأن هناك أكبر من هذا وقد نجح المسلمون في التغلب عليه، فلا تخف ولا تخشَ، وإنما قاوم بكل قوة، وخذ بالأسباب التي أشرت عليك بها، وأبشر بفرج من الله قريب.

هذا وبالله التوفيق.

www.islamweb.net