شكي بزوجي بعد سفره وإصابته بثألول سيدمر حياتي!
2024-02-04 00:58:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا امرأة متزوجة منذ 9 سنوات، لدي طفلان، ومشكلتي أنه قبل تقريبا سنة ونصف السنة ظهرت لي زائدة لحمية صغيرة في منطقة الورك من الداخل، تركتها مدة ثم كشفت عند الدكتورة، فصدمتني أنها ثالول، وسألتها فقالت: كل امرأة أدرى بزوجها إذا كانت له علاقات، فكانت الصدمة التي دمرت حياتي.
والشك من وقتها لا يفارقني، وزوجي ذهب للدكتور، ووجد فيه واحدًا أو اثنين على قضيبه، وقد تعالجنا بالكي -والحمد لله- لم ترجع.
دكتورة الجلدية قالت هذه من استخدام الأمواس أكثر من مرة، والمشكلة الآن أني صرت أشك في زوجي، وقد تغيرت نفسيتي جدًا، وهو ينكر أنه فعل شيئًا ولا يعلم كيف أتت العدوى، علمًا أنها ظهرت لي بعد عودة زوجي من السفر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الإله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم مشاعرك -يا عزيزتي- لكن نصيحتي لك هي ألا تجعلي الشك يتسلل إلى نفسك إلى تلك الدرجة؛ حتى لا ينغص عليك حياتك، وحياة أطفالك -لا قدر الله-.
وأحب أن أقول لك التالي: لا يمكن الآن الجزم بكيفية الطريقة التي أصيب بها زوجك بهذا المرض، فعلى الرغم من أن طريقة الاتصال الجنسي مع شخص مصاب هي أكثر الطرق حدوثا، إلا أن هذا لا يعني بأن هذه الطريقة هي الطريقة الوحيدة للانتقال، فهذا الفيروس يعتبر شديد العدوى، والتعرض له يعني حتما الإصابة به، ويمكن القول بأن أي اتصال من أي نوع بين جلد مصاب وجلد سليم قد يكون سببا في انتقال العدوى، وقد تبين بأن هنالك حالات يمكن للشخص المصاب بالثآليل في اليد أن ينقل هذه الإصابة إلى أعضائه الجنسية، ومنها إلى شريك أو شريكة حياته، هذه حالات ليست شائعة بالطبع، لكنها قد تحدث، وحدوثها مثبت طبيًا.
كما أحب أن أوضح لك بأن ظهور الإصابة عند الشخص لا يعني بأنه أصيب بها حديثا، أي لا يمكن القول بشكل مؤكد بأن إصابة زوجك قد حدثت خلال الأشهر الماضية؛ لأن هذا الفيروس يتميز أيضا بأنه قد يبقى هاجعاً لسنوات عديدة في الجسم بعد العدوى، ثم قد ينشط فجأة، وتظهر الثآليل عند الشخص، ثم يقوم بنقل هذه العدوى، وهو لا يعلم متى وكيف أصيب بها.
قصدت من كلامي هذا -يا عزيزتي- أن أقول لك بأنه لا يوجد بين أيدينا ما يؤكد 100% طريقة الإصابة عند زوجك، فالإصابة عنده قد تكون انتقلت إليه من إصابة قديمة على مكان ما في جسمه، وهذا -وإن كان قليل الحدوث- إلا أنه ممكن، أو قد يكون تعرض لعدوى قديمة منذ سنوات بعيدة، لكن ظهرت عليه الأعراض في هذه الفترة.
وما دمنا لا نملك طريقة مؤكدة تبين لنا تاريخ العدوى، ولا كيفية الإصابة بها بشكل مؤكد 100%؛ فإنني سأقول لك كما يقول القانون: -المتهم بريء حتى تثبت إدانته- وإدانة زوجك غير ممكنة في هذه الظروف؛ لذلك أدعوك إلى تجاوز هذا الأمر، وعدم تضخيمه في ذهنك، فعلم النفس يقول بأننا نحن من يتحكم بحجم المشكلة، وبإرادتنا يمكن أن نضخمها أو نتجاوز عنها.
لذلك نصيحتي لك هي: إن راودك الشك ثانية، دربي نفسك على قول هذه الجمل (إن هنالك طرقا أخرى لانتقال هذا المرض، ورغم أنها ليست هي الطرق الشائعة؛ إلا أنني أعرف بأنها ممكنة وقد تحدث، وقد تكون هي الطريقة التي أصيب بها زوجي، وفي أسوأ الاحتمالات فإنني سأفضل أن أكون مظلومة فأصدق كلامه، على أن أكون ظالمة فأتهمه بدون دليل، فإن كان الشرع يطلب أربع شهود لإثبات جريمة الزنا، فكيف يمكن لي أن أتهم زوجي بمثل هذا الشيء، من دون توافر ولا حتى شاهد واحد على ذلك).
ثم إنني أود أن أذكرك -يا عزيزتي- بأن زوجك قد سارع وذهب إلى الطبيب، وعرض نفسه عليه؛ وتعالج، ولم يخف ذلك عنك، وكان بإمكانه أن يقول لك مثلا بأنه سليم، ولا يشكو من شيء، أو أن الطبيب لم يجد عنده أي إصابة، لكنه كان صريحًا معك، وهذا يسجل له وليس عليه.
تعوذي بالله من الشيطان الرجيم، وأبعدي عنك الشكوك، وأظهري لزوجك ثقتك فيه، فأنت الرابحة في ذلك؛ لأنه إن كان زوجك بريئاً؛ فهنا سيعرف بأن ثقتك به تتعدى كل الحدود، ولا تهتز عند أول أزمة، وهذا سيزيده حباً وتعلقاً بك -بإذن الله تعالى-، وإن كان مذنباً -لا قدر الله- فهنا سيعرف حتماً بأنك تجاوزت برضاك عن هذا الموقف المؤلم، أي أنه تجاوز تم عن فهم وقوة، وليس عن جهل أو ضعف، وهنا سيكبر فيك حكمتُك وتعقلك في التعامل مع الأمر.
أسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائمًا.