أحببت شاباً رفض التقدم لأهلي.. فما نصيحتكم؟
2014-12-25 04:53:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة، أحببت شاباً يبلغ من العمر 27 سنة، وهو يبادلني الحب أيضاً، وعدني هذا الشاب بالزواج ولم يراودني الشك يوماً فيما قال، فهو صادق دائماً ولا يكذب.
حينما طلبت منه التقدم لأهلي وخطبتي، كان رده بأنه غير قادر ولا يستطيع في الوقت الحالي؛ لأنه مبتعث في الخارج، ولأن أهلي سوف يرفضونه ولن يقبلوا به، هو الآن يسكن في ولاية أخرى، وأنا خائفة من أن تتغير مشاعره ويتوقف عن حبي ثم أصدم بعد ذلك، فهل تنصحوني بأن أتركه من البداية أم تنصحونني أن أستمر معه؟ وهل ترون بأنه يتسلى ويقضي وقت فراغه معي أم أنه يحبني بصدق؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه، فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: نحن نتفهم تماماً طبيعة المرحلة التي أنت فيها، وما تفرضه العاطفة على الفتاة في مثل عمرك، والتطلع لمشروع الزواج.
ثانياً: نريدك أولاً أن تطمئني لقضاء الله، وأن تعلمي أن ما أنت فيه من تفكير فإن عشرات بل مئات بل آلاف النساء يعانين هذا
الأمر، ويفكرن فيه، ولكن هناك فارق هائل بين المؤمن وغيره، فالمؤمن يدرك أختنا الفاضلة أن قضاء الله لا راد له، وأن الله يقضي لعبده الخير، وما يقضيه الله في وقت سيأتي في وقته بالتحديد، لن يعجل بالقدر رجاء، كما لن يؤخر بعدم الاهتمام، ويسعك في هذا المضمار أن تذكري حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال: ( فَرَغَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ مَقَادِيرِ الْخَلْقِ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)، نطمئنك حتى تهدأ نفسك، ولا تحمليها ما لا تطيق.
ثالثاً: نطمئنك كذلك أن قضاء الله هو الخير لك، وما قدره الله لك خير مما تريدين لنفسك، فاطمئني وتذكري دائماً أن الله يختار لعبده الأصلح والأوفق، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمنى الشر وهو لا يدري أن فيه هلكته، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته، قال تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}، فكوني على يقين بأن اختيار الله لك هو الأفضل دائماً، وهنا سيطمئن قلبك ويستريح، فلا نريدك أن تقلقي، ولا تنزعجي مما يخبئ الغد، فالله لا يقدر لعبده إلا الخير، وقد يكون عين ما تخافين منه هو قلب ما تريدين، وقد يكون ما تظنينه شراً هو الخير، وقد تكون تلك النازلة من ورائها الخير الذي لا تعلمينه.
ولرُبٌّ نازلةٍ يضيق بها الفتى * ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها * فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ
رابعاً: لا ننصحك أختنا بربط مستقبل حياتك بهذا الأخ، فالعمر يجري، والرجل كان صريحاً حين قال لك ما قال، وننصح إن جاءك من اجتمع فيه الدين والخلق، وكان مناسباً لك، فتوكلي على الله، واقبلي به، ولا تواصلي الحديث والجري وراء السراب مع هذا الشاب الذي لم يتقدم لك من الباب، واعلمي أن هذه مخالفة لرب الأرباب.
خامساً: لا تفعلي أي أمر بلا استخارة، فقد علمنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن نفزع إلى صلاة الاستخارة عند إرادة فعل ما، وهذه سنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنا نشير عليك بها، فما ندم من استخار، وقد كان جابر - رضي الله عنه - يقول: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، وكان يقول - صلى الله عليه وسلم - : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ "هنا تسمي حاجتك" خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ "هنا تسمي حاجتك" شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، " وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ").
نسأل الله لك التوفيق والسداد، والله الموفق.