هل تنصحونني بلزوم وظيفتي أو أنتقل لعملٍ تجاريٍّ حر؟
2014-12-28 04:39:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا متزوج وزوجتي حامل في الشهر الثاني، وأعمل في شركة خاصة كمسئول شؤون العاملين، وصاحب الشركة طلب مني إجبار العاملين في الشركة على التوقيع على استقالة مسبقة، وفصل من التأمينات الاجتماعية، علما أنهم ما زالوا على العمل في الشركة؛ وذلك لكى يؤمن نفسه عندما يفصل أي موظف من شركته، وأنا أقوم بفعل ذلك مع الموظفين، وإلا سيحجب راتبه، وإن لم يستجب يُفصل.
وصل الأمر أنه يريد أن يؤمن على العاملين عنده بمبلغ ضعيف، وبالفعل300 جنية لكل العاملين، وهذا غير صحيح، فالهدف من ذلك لكي لا يدفع مبلغا كثيرا للتأمينات الاجتماعية، ويتلاعب بالقانون.
أنا المسؤول عن أخذ التوقيعات من العاملين، وعندما ذهبت للتأمينات الاجتاماعية فوجئت أن موظف التأمينات يريد مني رشوة أدفعها له لكي يسهل الإجراءات! وهي أصلا تلاعب، ومنهم من طلب شريط مخدر، ترامادول، ومنهم من يطلب أشياء عينية.
علما أنني لست ملزما بالدفع، والشركة مستعدة للتكفل بجميع الرشاوى، لكي يتم إنجاز المصلحة.
أنا في حيرة، هل ما أقوم به حرام؟ وهل راتبي حرام؟ وهل أترك الشركة؟ علما أن أبي يملك محل بقالة لا بأس به.
هل أترك الوظيفة -علما أن راتبي ضعيف جدا، وهو 1000 جنية، ولا يريد الزيادة-، وأتجه إلى مشروعي التجاري؟ مع أنه ليس بالمربح جدا، ولكنه في تحسن، وزوجتي لا تريد أن أكون بائعا، وتقول الوظيفة أهم، لأنها مكانة اجتماعية، ومن الصعب أن أجد وظيفة غيرها، والبلد في حالة ركود كما تعلمون، وأنا ليس لدي الخبرة الكافية لكي أعمل وأتنقل في الشركات.
أفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال.
لقد سعدنا بروح هذه الاستشارة التي تدل على ورع وخير، ولا أظن أن المسألة تحتاج إلى فتوى، فترددك وسؤالك دليل على أن في الامر إشكالا، والإثم ما حاك في صدرك وتلجلج فيه، ولا نريد لأمثالك أن يكونوا عونا للظالمين، وخير لك أن تبحث عن مصدر آخر للرزق والوجاهة الحقيقية في طاعتنا لرب البرية، وبالإيمان والطاعات تبيض وجوه وتسود وجوه، ونسأل الله أن يجعلنا جميعا ممن تبيض وجوههم.
أرجو أن تعلم زوجتك والناس أن في الحلال توفيقا وبركة ونشاطا وصلاحا، والحمد لله، الخيارات موجودة، وفي العمل الخاص بركة، ونبي الله داوود كان يأكل من عمل يده.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يرزقك من الحلال، وأن يبارك لك فيه، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا، وأرزاقنا كتبت ونحن في بطون أمهاتنا، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها.
سعدنا بتواصلك وباستشارتك، ونتمنى أن تجد عملا تنجو فيه بنفسك، وتفر بدينك، والرزاق حي لا يموت سبحانه.
نسأل الله أن يوفقك ويبارك لك وفيك ولأهلك، وأن يغنيكم بالحلال عن الحرام.