بعد عملية والدي أصابني الفزع والخوف فما هذه الحالة؟
2015-01-08 04:37:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
منذ ثمانية أشهر أقلعت عن التدخين -بتوفيق من الله- ثم علكة النيكوتريت، والشاي الأخضر، كنت أحياناً أشعر بدوخة بسيطة، ومنذ فترة شهر سافرت إلى تركيا لحضور عملية والدي، حيث أجرى عملية صِمَام قلب، واستغرقت العملية ست ساعات، وكنت خائفًا جداً؛ لأن الأطباء قبل العملية قالوا: إنها خطيرة جداً، وقد نجحت العملية ولله الحمد.
منذ ذلك الوقت إلي الآن وأنا أعاني من فزع، وشعور بالخوف، وبدايتها شعرت بأني لا أستطيع التنفس، وذهب الإسعاف وقالوا لي: ليس بك أي شيء، والآن أشعر بالخوف والفزع أحياناً وليس دائمًا.
أفيدوني -بارك الله فيكم- علماً بأني أخاف ركوب الطائرة، وخفت كثيرًا عندما سافرت إلى تركيا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي حدث لك هو نوع من نوبات الفزع أو الهرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي قد يحدث دون أي أسباب، لكن أعتقد أن في الأصل لديك بعض القابلية والاستعداد لهذه الحالات، لأنك ذكرت أنك تخاف من ركوب الطائرة، فقابليتك للمخاوف -أصلاً- هي التي جعلت هذه الحالة القلقية التخويفية تظهر عندك، وقطعًا تأثرت بعملية والدك، والحمد لله تعالى كانت نتائجها رائعة جدًّا، فلله الحمد والشكر والمِنَّة.
المطلوب منك هو أن تتجاهل هذه المخاوف، وألا تكتم، ويجب أن تعبِّر عن نفسك؛ لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية، قد تظهر في شكل وسوسة أو مخاوف أو توترات.
إقلاعك عن التدخين لا شك أنه أمر عظيم وإنجاز كبير، لا بد أن تُكافئ نفسك من خلاله، وذلك بأن تشعر بأنك -فعلاً- قد قمت بعملٍ ليس بالسهل، وأنك حررت نفسك من هذا الاستعباد السخيف.
أخِي الكريم: ممارسة الرياضة مهمة جدًّا في حياتك، وتمارين الاسترخاء أيضًا مهمة، والتفكير الإيجابي، وحسن إدارة الوقت... هذا كله مطلوب ومطلوب جدًّا، وسوف يُساعدك كثيرًا، وحتى تزول عنك هذه الحالة أرجو أن تعرِّض نفسك أيضًا لمصادر خوفك.
تأمَّل في الطائرة، هي مركبة عجيبة من صُنع الإنسان الذي علمه الله ما لم يعلم، أفادتْ البشرية كثيرًا، فاقرأ عنها، ومَن الذين بدأوا في اختراعها وصناعتها، وهي أفضل وسيلة للتنقل بين البُلدان والدول، ووسيلة أمان أيضًا، حيث الحوادث نادرة جدًّا، وكن دائمًا حريصًا على دواء الركوب، وهذا يبعث فيك طمأنينة كبيرة جدًّا.
تناول دواء من أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، أعتقد أنها سوف تكون مفيدة جدًّا لك، أحسبُ أن عمرك أكثر من عشرين عامًا، لذا أقول لك: عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) سيكون مناسبًا جدًّا في حالتك، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بخمسة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام– تناولها بانتظام لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة –أي عشرة مليجرام– يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها خمسةَ مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.