كيف أوازن بين الجدية والمرونة في حياتي؟
2015-01-25 23:45:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا إنسانة مجدة في حياتي، لكن هناك شيء ما يلاحظه الآخرون علي، بينما لا أشعر به، وهو أنني أحب المشاكل، وكثيرة الشجارات مع الآخرين، وصحيح أنني كذلك، أتشاجر مع الآخرين بشكل شبه يومي في الجامعة، ومع بعض الأقارب، لكني أراه شيئا من منغصات الحياة، وهذه طبيعة الحياة.
كما أنني أخشى العلاقات التي تتعمق بشخصيتي، فقط لدي علاقات شخصية أنا من أحددها، كما أنني أكره المزاح، ويغلب علي الجدية، وأكره التحدث عن حياتي ومواقفي للآخرين، فهل هذه الميزات طبيعية أم لا في علم النفس؟
أريد أن أصبح الفضلى، وأسعى للنجاح في حياتي العلمية والاجتماعية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أختنا العزيزة، أولاً نقول لك: لا يوجد إنسان خالٍ من العيوب إلا من اصطفاهم الله من عباده.
وشخصية الفرد تتكون نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل البيولوجية، والنفسية، والاجتماعية، والحضارية، والبيئية بأنواعها المختلفة، وتلعب التنشئة الاجتماعية دوراً هاماً في تشكيل الصفات التي يتمتع بها الفرد، والسلوك الطبيعي هو الذي يكون متقبلاً من معظم أفراد المجتمع، وغير الطبيعي هو الذي يكون مرفوضاً أيضاً من معظم أفراد المجتمع، والأمر قد يكون مختلفاً من مجتمع لآخر.
وكما يقول رسولنا –صلى الله عليه وسلم-: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، وعزز ديننا الحنيف موضوع الأخلاق، ومدحت في كثير من المواضع، وهي أثقل شيء في الميزان يوم القيامة.
والمؤمن هين لين ليس فظاً ولا غليظاً، ولا شك أن المتتبع لسيرة النبي –صلى الله عليه وسلم– يجد فيها أروع المثل والقيم والأخلاق الفاضلة، فهو قدوتنا ونورنا.
فنقول لك أختنا الكريمة: إن الجدية مطلوبة في بعض المواقف، والمرونة كذلك يحتاج لها الشخص في بعض المواقف، والتوازن بين هذا وذاك هو الأفضل.
ونقول لك أيضاً: التغيير ممكن وليس مستحيلا إذا وعى الشخص ذلك، وكانت له الرغبة الجادة في أن يكون ناجحاً في حياته الاجتماعية، مقبلاً على الدنيا بوجه طلق، محبا الخير للآخرين، ومتحرراً من هوى نفسه، ومن كل بغضاء وشحناء وحسد وغيرة.
فنرشدك -أختي الكريمة- لحضور دورات، أو الاطلاع على كتب متخصصة في الذكاء العاطفي أو الوجداني، فقد تساعدك في إدارة الغضب، وفي فهم الذات، وفي كيفية فهم مشاعر الآخرين، والتعامل معهم بطريقة مرضية.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.