كيفية التعامل مع الزوج ضعيف الشخصية والذي يؤثر أهله في قراراته
2004-02-28 08:17:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تزوجت في شهر أغسطس 2003 من رجل أحبه ويحبني جداً، وفي أثناء فترة الخطوبة تعرفت على عائلته واكتشفت الفرق الاجتماعي والفكري الكبير بين عائلتي وعائلته، فأنا والحمد لله من عائلة ذات مستوى ووضع اجتماعي راقي، ولقد تربيت على الأدب والأخلاق ومع ذلك قلت المهم أن زوجي مختلف وهو ما أريد.
بعد الزواج انتقلت مع زوجي إلى الإمارات العربية بحكم شغله، وأول وأكبر مشكلة واجهتني هي أخوه الأكبر حيث أنه يقيم في نفس البناية التي نسكن بها، ولم أكن أعرف سر كرهه وحقده علي وتدخله في شؤوننا وتحريض زوجي علي، أسلوبه وكلامه غير لائق معي وعلى كل صغيرة وكبيرة يحاول الاستهزاء بي.
لم يكتف بذلك بل كان يأخذ زوجي مني ويسهر إلى ما بعد منتصف الليل، وأنا لا أزال عروساً، ولا أعرف أحداً في هذه البلد لا قريب ولا صديق، فكنت أقضي الليل وحيدة بكل معنى الكلمة، والأدهى حتى بعد عودة زوجي أسمع منه كلاماً من المستحيل أن يقوله لي إلا من تأثير أخيه عليه، ومع هذا كنت أتعامل مع الوضع بحكمة وأحاول تخفيف حدة المشكلة، ومهما كانت أبعدها عنا، وأحاول أن أقضي معه وقتاً حميماً بالتركيز علينا وعلى حبنا وتناسي المشاكل جانباً.
ولكن اكتملت المشكلة بحضور والديه والإقامة معنا، ولفهمي لنفسيتهم فلقد عاملتهم بكل احترام وتقدير ودلال، وأخذتهم على كفوف الراحة مما أغاظ أخاه، وأخذ يقيم والديه علي حتى انقلبوا جميعاً ضدي وانهالوا علي بمشاكل يومية، ومع كل هذا كنت غالباً ما ألتزم الصمت أو أرد بدون تجريح وبكل أدب، ولكن وصل بهم الحال إلى أن بدءوا بشتمي وشتم أهلي وعائلتي، وهذه ليست المشكلة الحقيقية بل المشكلة هي ردة فعل زوجي وهي: الصمت، لم يدافع عني بكلمة واحدة!!!!!
وعندما ناقشته في الموضوع بدا وكأنه لم يسمع شيئاً ولم ير شيئاً، وتكرر هذا الموضوع أكثر من مرة، وفي كل مرة نفس ردة الفعل وهنا كانت خيبتي، اكتشفت أن زوجي عديم الشخصية أمام أهله لا يمكنه فعل شيء بدون رأيهم حتى في أدق الأمور!
وهذا مرادهم التدخل في كل شئون حياتنا وفي أدق التفاصيل، وهو متيح لهم المجال الكامل بلا رادع!
وبالفعل أدى هذا إلى تدمير حياتنا، وفي الفترة الأخيرة كنت أبكي طوال الليل أنا وحدي وكلهم ضدي بدون سبب، نسيت نفسي لم آكل ولم أشرب حتى أني في أحد الأيام وقعت على الأرض ولم أشعر حتى أفقت بعد مدة، ولكن كنت دائماً أتوجه إلى الله بالصلاة والدعاء وهو الشيء الوحيد الذي كان يسليني في وحدتي وحيرتي.
وفي هذه الفترة مرض والدي ودخل المستشفى لعمل عملية، فطلبت من زوجي الذهاب لزيارته في الأردن مدة أسبوعين وقد وافق (ملاحظة حتى حجز تذكرة سفري طلب من والده الموافقة والحجز لي!).
وأنا الآن في الأردن وقد مرت فترة الأسبوعين والحمد لله والدي بخير ولكن زوجي لم يتصل بي طوال هذه الفترة إلا عند هبوط الطائرة عند وصولي، مع العلم أني لم أخرج بمشكلة حتى أنه لم يتصل للسؤال عن والدي !!!
تحت هذه الظروف وخصوصاً وجود أهله وأخيه معنا لا أستطيع العودة إلى هناك، ولا أدري ماذا أفعل؟
أرجو منك النصح وجزاك الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يصلح لك زوجك وأن يهديكم ويصلح بالكم، وأن يعيد إليكم السعادة والسرور والتفاهم، وأن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من الشقاق والخلاف.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن وجودك خلال هذه الفترة فرصة مناسبة لك ولزوجك لإعادة حساباتكم، والنظر في مستقبل حياتكم، وأرى ألا تتعجلي العودة إليه إلا بعد اتصاله بك، وأن تتفقا على صورة الحياة المستقبلية لكما، وأن تشرحي له وجهة نظرك بهدوء، وأن تبدي استعدادك لتحمل أي شيء في سبيله، إلا أنه لابد من وضع حد لهذا الوضع الذي تعيشه الأسرة، ولا مانع من الاستعانة ببعض العقلاء للتوسط بينكم ولو اقتضى الأمر ذلك، ورجاءً ألا تفكري أبداً في التخلي عنه؛ لأنه فعلاً مسكين وفي حاجة إليك، ويحتاج منك إلى مؤازرة وتقوية؛ حتى يتمكن من اتخاذ القرار المناسب.
وإن كنت شخصياً أشكك في قدرته على إيقاف هذا الوضع؛ نظراً لما ذكرت من أنه ضعيف الشخصية، ولكن لا يجوز لنا أن نسمح بتسرب اليأس إلى نفوسنا بحال من الأحوال، المهم أن تستفيدي من هذه الفرصة التي أنت فيها بعيدة عنه، وانتظري هل سيتصل بك أم لا؟ وهنا يمكنك اتخاذ القرار المناسب، وإذا كنت تعلمين من والديك رجاحة العقل والحكمة فلا مانع من اطلاعهم على كل شيء، وطلب مساعدتهم أو مساعدة غيرهم من المنصفين العقلاء؛ حتى لا تنفردي بالقرار وحدك، لأنني أرى فعلاً أن الوضع يحتاج إلى علاج مبكر؛ لأن صبرك سوف ينفد مع الأيام، وحبك لزوجك سوف يتلاشى أمام السلبيات التي تحدث يومياً دون أن يحرك ساكناً، وأهم شيء لا تفكري في الطلاق والتخلي عنه، ولكن فكري كيف تساعدينه على تغيير هذا الواقع، فإن نجحت فذلك ما نرجوه وإن لم توفقي وهذا ما لا نرجوه فتكونين في حاجة إلى إعادة النظر مرةً أخرى في الحياة كلها؛ لأن الحياة بهذه الصورة أرى أنها نوع من العقاب الذي لابد وأن يمله الإنسان مهما كان صبره، فاستعيني بالله وواصلي الدعاء، وخذي بما ذكرته لك، وأحسني الظن بالله، وسيجعل الله لك فرجاً قريباً إن شاء الله، وبالله التوفيق.