مخاوف الموت والقولون العصبي ومشكلاتي الأسرية كيف أنجو منهم.

2015-02-02 02:06:01 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة من المغرب، أبلغ من العمر (29) عاماً، أتمنى مساعدتك يا دكتور، فأنا أعاني كثيراً.

أنا أعاني من القولون العصبي، وما يصاحبه من توتر وقلق، وخوف، وآلام في البطن، ودوخة، كنت أتناول دواء (lexomil)، لمدة ثلاث سنوات، حتى وصلت إلى درجة الإدمان، ثم بعد ذلك قمت بقطعه لمدة شهر، وشعرت بدوخة وألم في الرأس، وعادت حالتي الأولى من التوتر والقلق؛ والسبب بأنني قطعته بشكل مفاجئ ولم أتدرج، لكنني عدت أتناوله من ربع إلى نصف حبة في اليوم.

ذهبت إلى طبيب الأعصاب، وطلب مني إيقاف الدواء الأول، وأن أبدأ بتناول علاجه مباشرة، وكان (alpraz 0,5 mg)، نصف حبة في الصباح، ونصف حبة في المساء، لمدة (20) يوماً، بعدها نصف حبة في اليوم، ولمدة (10) أيام، ووصف لي دواء آخر، هو (سورمنتيل)، جرعته 25 مغ، ويكون حبتين في اليوم، لمدة ثلاثة شهور.

أنا في الأسبوع الثاني منذ بدأت علاج الطبيب، لكنني يا دكتور كنت أنام طبيعياً، ولكنني في هذه الأيام لا أتمكن من النوم، وأعاني من الأحلام المزعجة، والخوف، والحركات اللاإرادية، وسخونة بجسدي، ورجفة مع صداع، وألم في البطن والرأس، وفقدان للشهية، أي طعام أتناوله، يسبب لي وجعاً، وأشعر بشيء كالبلغم، وضيق.

أنا غير مرتاحة في حياتي الزوجية، ولا مع بناتي، فأنا أتعب كثيراً، وأخاف من الموت جداً، رغم أنني أعلم بأن الموت حق، أنا على يقين بأنك تفهم ما أقصد، فهل أدى انقطاعي عن الدواء الأول لحالتي هذه، وهل سيزول كل شيء مني، وأعود كما كنت؟

أتمنى منكم النصح، وبارك الله فيكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كوثر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القلق والتوتر كثيرًا ما يؤدي إلى أعراض جسدية، خاصة اضطرابات القولون؛ وينتج عن ذلك ما يُعرف بالقولون العصبي، أو العُصابي.

الأدوية التي تناولتها لعلاج القلق هي أدوية جيدة، لكن المشكلة أنها بالفعل تؤدي إلى التعود، وأقصد بذلك عقار (lexomil)، ويُعرف عن هذه الأدوية أيضًا أنها تفقد فعاليتها حين يستمر الإنسان في استعمالها لمدة أكثر من شهرين.

الطبيب الذي ذهبت إليه يُشكر كثيرًا؛ لأنه حاول أن يُخلِّصك بالفعل من الـ (lexomil)، وقام بإعطائك جرعة صغيرة ومتدرجة من عقار (alpraz)، وفي ذات الوقت أعطاك العلاج الجيد، والذي يعرف تجاريًا باسم (سيرمنتيل) (Surmontil)، ويُعرف علميًا باسم (ترايامبرامين ) (Trimipramine).

من وجهة نظري الآن، أن ترفعي جرعة (السيرمنتيل)، إلى خمسة وسبعين مليجرامًا، أي أن يكون ثلاث حبات ليلاً، وقد تحتاجين لرفعه مرة أخرى في وقت لاحق إلى مائة مليجراما، هذه جرعة ممتازة، جرعة مضادة للقلق، للتوتر، للاكتئاب، ومحسِّنة جدًّا للنوم، أما الـ (alpraz)، فأرجو أن تتوقفي عنه تدريجيًا.

بالنسبة لتحسُّنِ النوم بجانب رفع جرعة (السيرمنتيل)، هنالك بعض الإجراءات البسيطة جدًّا إذا قمت بها، هذا سوف يُحسِّن نومك:

1) احرصي على أذكار النوم.

2) تجنبي النوم النهاري.

3) وجبة العشاء يجب أن تكون مبكرة وخفيفة جدًّا، إذا كنت تتناولين وجبة العشاء.

4) ثبتي وقت النوم والساعة البيولوجية ليلاً.

5) مارسي تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين.

6) أي رياضة بسيطة تناسب المرأة المسلمة سوف تكون ذات فائدة كبيرة.

7) كوني منشرحة البال، ولا تخافي ولا تنزعجي.

المشاكل الزوجية يمكن تخطيها بشيء من الصبر، وأن يعرف الزوج وكذلك الزوجة أنهما شركاء في هذه الحياة، وأن التقدير والاحترام يؤدي إلى توطيد المودة والرحمة التي هي من صميم الزواج.

أحسني تربية بناتك، فإن من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة هو والنبي -صلى الله عليه وسلم- مثل السبَّابة والوسطى، وكوني أكثر تحمُّلاً، واعرفي أن هذه الذرية نعمة عظيمة يتمناها الكثير من الناس.

وأريدك أن تكوني فعّالة، فعّالة في داخل منزلك، تكوني متفائلة، هذا يُقلل عنك الأعراض الجسدية، وكذلك النفسية التي ذكرتها.

بالنسبة لأعراضك هذه ربما يكون بالفعل انقطاع الـ (lexomil) سببًا فيها، أو ساعد في ظهورها، لكن إذا اتبعت الترتيبات التي ذكرناها -إن شاء الله تعالى- سوف ترجع لك صحتك، وأسأل الله لنا ولك العافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net