فسخ الخطبة مرتين أثر على إيماني بقضاء الله!
2015-02-08 02:56:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلغ من العمر 25 سنة، كل شيء في حياتي يتدمر أمامي، كنت مخطوبة وقبل زواجي بعدة أسابيع تناقشنا أنا وخطيبي وتركني، أخبرني أنه لا يستطيع الاستمرار معي، لقد أحببته فقد أعطاني عائلة، فوالداي انفصلا منذ صغري، ولا أحمل اسم أبي لأن عائلته لا تريد أن أرث معهم، انقطعت عن دراستي منذ عامين وعدت هذا العام، تغيبت عن المدرسة لمدة طويلة بسبب خطيبي، هذه ثاني خطبة وينتهي الأمر بالانفصال كما حصل في الخطبة الأولى، مللت، لا أطلب سوى الحلال وعائلة، لا دراسة ولا زوج، كل من حولي وفقوا إلا أنا.
أؤمن بقدرة الله، لكن لم أطلب إلا أن تكون لي حياة، قبل خطبتي دعوت الله إن لم يكن لي نصيب أن نفترق قبل الخطبة، لكن ربي جعله يتقدم لي، الآن تخلى عني، تحجبت وتركت النمص لوجه الله، وكنت أصوم لأشكر الله على خطيبي.
هل خلقت لأعاني، أم ليس من حقي أن أفرح؟ تعبت وأحس أنني يمكن أن أكفر في أي وقت، فأنا أسأل الله: لماذا يحصل لي هذا؟ لماذا أشعر أن الله لا يريدني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zahira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وندعوك للرضا بما يقدره الكبير المتعال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك الآمال.
أرجو أن تدركي أن الذي يقدره الله للإنسان خير مما يطلبه لنفسه، ونتمنى أن تنظري للأمور بعين أخرى، وفراق الخطاب لك من البداية أفضل من خروجهم من حياتك ومعك أطفال، واعلمي أن الخير قد يأتي في صورة الشر قال الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيرا}، أنصحك بسرعة الاستغفار والتوبة من الأسلوب الذي تتكلمين به عن ربنا وربك، ومن رائحة الاعتراض على قضائه وقدرته في الكون، هذا ملك لله، ولن يحدث فيه إلا ما أراده الله، ونحن نخطئ يا –ابنتي- عندما نمُنُّ على الله بصلاتنا أو صيامنا، مع أن المتأمل يلاحظ أن العظيم يعطينا من غير سابق استحقاق.
والسعيدة هي التي تتعرف على نعم الله عليها، ثم تؤدي شكرها لتنال بشكرها المزيد، وقد وجهنا رسولنا –عليه الصلاة والسلام- إلى أن ننظر في أمور الدنيا إلى من هم أقل منا، حتى لا نزدري نعمة الله علينا، وأنت -ولله الحمد- أفضل من الملايين، أما في أمر الدين فإن علينا أن ننظر إلى من هم أعلى منا، لنتأسى ونتشبه بهم، واعلمي أن ما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته، فأقبلي على الله بصدق، وليس بإقبال من يجرب كما قال الله تعالى: {فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}، ونحن نعيذك بالله من الخسران فأنت عندنا في مقام البنت العزيزة والأخت الفاضلة، وثقي بأن تأييد الله آت، فلا تستعجلي ولا تعترضي، وكل من في موقعك هذا في مقام الآباء لك، والمستشارات في مقام الأمهات، ونحن معك، والله يؤيد ويوفق الجميع.
وإذا كنت مظلومة فأبشري بالنصر، واعلمي أن الخوف على الظالم، لأنه لا ينتظر إلا الانتقام، بخلاف المظلوم الذي يؤمل تأييد من لا يغفل ولا ينام، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والانشغال بطاعته، وبكثرة الصلاة والسلام على رسوله، وبلزوم الاستغفار، ليكفيك الله ما أهمك ويغفر لك ذنبك، وأكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها استعانة وذكر.
سعدنا بتواصلك، ونشرف بإشراكنا في قراراتك، وبمساعدتك في اختيار الرجل المناسب، فلا تنزعجي وانتبهي لألفاظك، وتذكري أن أمر المؤمنة والمؤمن كله له خير، وليس ذلك إلا لأهل الإيمان إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
وتعوذي بالله من شيطان يشوش عليك ويدفعك لليأس والاعتراض، فعاملي عدوك بنقيض قصده، وأظهري الرضا بالله وعن الله، وأبشري بالخير من الله، وفقك الله، وتولاك، وسددك، ويسر أمرنا وأمرك، ولك منا التحية والدعوات.