بعد حالة الهلع أصابتني أعراض جسدية مختلفة فما توجيهكم لي؟
2015-02-09 00:45:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلغ من العمر 24، ومنذ 6 أشهر حدث لي موقف هزني داخليا، وانتابني خوف شديد، وأعتقد أني سوف أموت، ولكني أدركت بعد ذلك أن الذي انتابني هي حالة هلع، ولكن خلال هذه الفترة وأنا أعاني من أعراض كثيرة، بدأت معي بألم في الصدر، وتغير في الرؤية، وصداع نصفي، وشد في خلف الرأس وراء الأذن اليمنى، ودوخة.
كانت الأعراض تشتد بعد الأكل، فذهبت إلى الطبيب وأعطاني بيتاسيرك وتيبونينا، أخذت الدواء وتحسنت حالتي كثيرا، حتى أوقفته بتعليمات من الطبيب، ولكن هاجمتني الأعراض مرة أخرى، ولكن كان تركيزي مع ألم الصدر، فذهبت إلى طبيب قلب، وأجرى الكشف علي وقال لي: القلب سليم، ولا داع إلى تخطيط القلب. ولكني لم أعرف طعم الراحة، وكانت الأعراض تتنوع كشعور بقشعريرة في الصدر وخفقان شديد.
ذهبت إلى المستشفى وأجريت تخطيطا للقلب، مع العلم أني مدخن ولكن -الحمد لله- طلع سليم، وبعد ذلك لم أهدأ؛ لأن الأعراض لم تذهب، بل انتابني تغيير غريب في الرؤية، ذهبت لطبيب عيون وارتديت نظارة، مع العلم أن الطبيب أخبرني: إن نظرك ليس ضعيفا للدرجة التي تصفها.
في ليلة من الليالي كنت أذهب إلى النوم، وكنت قد تعودت أن أسمع نبض قلبي، فلم أسمعه تلك الليلة، وأحسست أن القلب توقف، فانتابني الهلع ولم أستطع النوم، وذهبت لطبيب آخر قال لي: ما فيك شيء. ولكني لم أرتح؛ فذهبت إلى طبيب نفسي وقال لي: عندك اكتئاب، وأعطاني ايفكسور 75 حبة بعد الإفطار، وابيكسيدون 0.5 حبة ليلا، واندورال10 (حبة ليلا وحبة مساء).
لكن لم أتحمل الآثار الجانبية فذهبت له بعد أسبوع وقال لي: أوقف العلاج القديم، وأعطاني تريتيكو 50حبة مساء قال لي: خذه لمدة شهر، ولكن ظهرت أعراض أخرى أحس كأني مغيب غير مدرك لما يحدث حولي، فانتابني القلق، فذهبت لطبيب باطني وأجرى لي فحصا دقيقا مع إجراء تحاليل للدم، وهي صورة كاملة، ووظائف كبد وكلى، وسرعة ترسيب، وغدة درقية وسكر، وأخرى لا أذكرها، والحمد لله كلها سليمة.
ذهبت للطبيب النفسي مرة أخرى وأعطاني تجريتول 200 نصف حبة بعد الغداء، وأخرى بعد العشاء، والآن أشعر أني غير متزن، أحس أن الأشياء تهتز أمامي، ومشوش، وثقل في الرأس، وتأتيني لحظة أحس أن الجهاز التنفسي انقبض، وتوقف، لا أستطيع التركيز ولا أرى جيدا، كسول جدا، أشعر بالغثيان، مع أني أصبحت أنام أكثر من 9 ساعات، ولا أستطيع الوقوف أكثر من دقيقة، فهل أذهب لطبيب مخ وأعصاب أم أنف وأذن؟
أرجو مساعدتي وآسف على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نوبات الخوف والهلع تتولَّد منها أعراض كثيرة جدًّا (أعراض نفسية، أعراض جسدية، شيء من المخاوف، شيء من الوساوس)، وتجد الإنسان يدخل في دوامة من –لا أقول التوهم ولكن– الانشغال حول صحته، ويبدأ الإنسان أيضًا يسترسل بفكره، ويدخل في تأويلات سلبية لهذه الأعراض، مما يجعل الأعراض أكثر إطباقًا عليه.
فيا أيها الفاضل الكريم: أنت قمت بالإجراء الصحيح، وقابلت الطبيب النفسي، وقام الطبيب بتوجيهك ووضع برنامج علاجي دوائي لك، والأدوية التي كُتبتْ لك جيدة كلها.
الذي أتصوره هو أنك في تلك المرحلة والآن أيضًا محتاج لأن تُغيِّر نمط حياتك، أن تمارس الرياضة بكثافة، أن تنظِّم وقتك وتُحسن إدارته، وأن تزيح تفكير المخاوف المرضية عنك، وهذا لا يحدث إلا من خلال حسن استثمار الوقت، والرياضة الجماعية ذات قيمة كبيرة جدًّا، فاحرص عليها.
ولا أمانع أيضًا في أن تذهب لطبيب الأعصاب، ليس لأنك تعاني من مرض عضوي، لكن أعتقد مقابلة طبيب الأعصاب ستجعلك أكثر طمأنينة، قم بزيارته لمرة أو لمرتين، ويجب أن تقتنع بتطميناته لك -إن شاء الله تعالى- بعد أن يقوم بإجراء ما هو لازم. وإن وجَّهك طبيب الأعصاب للذهاب إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة فهذا لا بأس به أيضًا.
من وجهة نظري: أنا دائمًا أعتقد أن تغيير نمط الحياة مهم جدًّا لإزالة هذه الأعراض، وهذا مجرب ومعروف وثابت، والرياضة يجب أن تكون على رأس الأمر.
الأدوية: جميع مضادات الاكتئاب مفيدة، يُضاف إليها عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) هذه وُجدتْ أنها ذات فعالية خاصة في علاج الأعراض النفسوجسدية، خاصة إذا كان هنالك مشكلة في التركيز أو الدوخة وشيء من هذا القبيل.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.