صرت أنفر من الدراسة وأميل للراحة رغم آمالي العريضة.. فما توجيهكم؟
2015-02-09 02:37:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب أعاني من نفور من الدراسة بالرغم من حبي الشديد لما أدرسه، وقد كنت في السابق متفوقا جدا في دراستي، وما زلت إلى الآن، ولكن الفرق أني كنت في السابق أعمل باجتهاد، والآن أنا لا أكاد حتى أراجع دروسي، وقد أصبت بنفور من الدراسة بالرغم من استمرار حبي لما أدرسه.
أنا طالب هندسة، ويتوجب علي لكثرة دروسي تخطي حالتي لمواصلة دربي. والمشكلة الثانية أني أصبحت ميالا إلى الراحة، مجتنبا للسهر والتعب، على عكس ما كنت عليه في السابق.
حاولت تحليل أسباب حالتي من خلال التجربة والملاحظة، فتوصلت إلى خلاصة وهي: أن علي أن أرغم نفسي على العمل، حتى أعيد تعويد نفسي على العمل، ولكن سرعان ما يتشتت انتباهي لأبسط الأسباب، وأترك عملي ومشاغلي كحال كل متهاون بما أعطاه الله تعالى من نِعَم.
أخاف من ثلاثة أشياء وهي:
- سؤال الله لي عن وقتي وجديتي.
- غضبه وزوال نعمة العلم.
- أن تتفاقم حالتي فيصعب حلها.
وألوم نفسي على ثلاث وهي:
- أمل والدي وصبرهما علي.
- إحساسي بالقدرة على النهوض بالأمة علميا، تكنولوجيا، وعسكريا.
- إحساسي بأنه بإمكاني تخليد اسمي ونصرة ديني علميا، وفتح باب أمل لأمتي.
أسأل الله تعالى أن يجمعنا في الفردوس الأعلى وأن يعين كل محتاج وكل مهموم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.
لا أدري ما الذي تغيّر في حياتك في الفترة الأخيرة؛ مما خففّ عندك الحماس للدراسة، وجعلك تنفر منها بعد أن كنت محبا لها، وبشكل عام لا أميل إلى التفسير الخارج عن إرادتنا، والخارج عن أنفسنا، وكأن غيرنا مسؤول عما يجري لنا في حياتنا، وخاصة أن القرآن الكريم وبشكل عام يدعونا دوما للتفكير في موقعنا من الحدث، وليس ردّ الأمور وبكل بساطة للآخرين، أو لأمور خارجة عنا.
والله تعالى يقول: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها، قلتم أنى هذا، قل هو من عند أنفسكم}. فالقرآن يردّ الأمور إلى عوامل داخلية، وتحت سيطرتنا، وإلا فمن أين لنا أن نصلح أو نغيّر الحال؟! ولعلك توصلت لنفس النتيجة بعد التحليل الذي قمت به، والذي توصلت من خلاله لضرورة أن تكد وتعمل بجهد أكبر.
لا شك أن ما تشكو منه يصاب به الكثير من الطلاب في بعض الأوقات من قلة الحماس وشيء من النفور، حيث يحتار الطالب في كيفية تنظيم الوقت والتركيز، فدوما تنتابنا الأسئلة الكثيرة في كيفية توزيع الواجبات على الأوقات المتاحة، وكيف ننظم الوقت.
وسؤالك عاد بي سنوات طويلة للوراء، وإلى مقاعد الجامعة، حيث تنتاب الطالب مثل هذه الأسئلة التي وردت في سؤالك عن الدراسة وطرق المذاكرة.
وللقيام بالتغيير المطلوب لا بد -أولا- من أن تقوم برعاية نفسك، والتي ستقوم بكل هذا العمل، وهذا الأداء.
طبعا لا يوجد نظام واحد للدراسة والمذاكرة، وما ينفع إنسانا قد لا يناسب شخصا آخر، فعليك أن تكتشف النظام الأكثر تلاؤما معك. وتذكر أن بعض الناس يميلون للنشاط والهمة العالية في فترة الصباح، بينما يميل الآخرون للنشاط في المساء، فانظر أي الوقت أكثر مناسبة لك، وحاول عندها أن تستفيد من هذه الأوقات.
ومن الناس من يميل للدراسة في جوّ خاص داخل البيت، وفي شيء من الهدوء، بينما هناك من لا يمانع بالدراسة أمام الناس في المكتبة العامة أو مكتبة الجامعة، فانظر أي الأجواء والأماكن أكثر مناسبة لك، فاستغل هذه الظروف.
وفقك الله، ويسّر لك، وجعلك ليس فقط من الناجحين، بل من المتفوقين، وأعانك على دراستك، ونفع الله بك من عباده من هو في حاجة لهذه المساعدة سواء في المجال العلمي أو التكنولوجي أو العسكري...
وجميل أنك طموح للتقدم والتفوّق، فهذا من العوامل الرئيسية التي ستساعدك على الوصول لهذا الإنتاج وهذا التفوق.
حاول من اليوم، أن تخصص بعض الوقت، ولو لساعة واحدة، لدراسة مادة ما من المواد المطلوبة منك، وحاول أن لا تضيّع الكثير من الوقت في التفكير في أي مادة تدرس، فمن الحيل النفسية أن الطالب يقضي الوقت الطويل وهو يحاول أن يفكر في أي مادة عليه أن يبدأ بالدراسة، فيبدأ بمادة، ثم يقول في نفسه بأنه ربما هناك مادة أهمّ، فيترك الأولى وينتقل للمادة الثانية، وهكذا حتى يجد نفسه أمام مادة ثالثة ورابعة...
ادرس أي مادة تجد كتابها أمامك، ولا تقلق على المواد الأخرى، وهكذا سيعينك هذا على التركيز والإنجاز المطلوب.
ولعل في هذا الجواب ما يفيد، وأن يوفقك الله، ويجعلك من المتفوّقين.