إخوان زوجتي يسخرون مني ويسيؤون لي.. فهل أقطعهم؟
2015-02-12 05:45:19 | إسلام ويب
السؤال:
كنت فيما سبق عاصيا، والتزمت منذ فترة طويلة، وأطلقت لحيتي، وقصرت ثوبي، وحافظت على الصلوات في الجماعة، بل في الصف الأول، وقمت الليل فلا أتركه، لكن إخوان زوجتي لم يتركوني في حالي، عكروا صفو حياتي، حتى كدت أن أطلق زوجتي أكثر من مرة بسبب سخريتهم مني، واحتقارهم لي في مجلسهم، وفي كل شارع أجدهم.
أريد حكم قطيعة إخوان زوجتي؛ لإساءتهم لي في عرضي أكثر من مرة، وسخريتهم مني، ومناجاتهم بحضرتي أكثر من مرة، فلم أعد أستطيع الذهاب لهم حتى أسلم من ما أصابني منهم من تتبع زلاتي الماضية وأخطائي، فهم مثل الذين يقولون: أنت صاحب كبيرة ولا تقبل توبتك.
لم أعد أستطيع وصلهم فقد أضطر للدفاع عن عرضي بقتل أو أي شيء آخر كطلاق زوجتي؛ لنسيانهم، لا أستطيع الذهاب إليهم ولا الاتصال بهم لدرء المشاكل التي أثرت علي نفسيا وعلى بيتي، وحتى أحافظ على بيتي من المشاكل التي كادت أن تهده بسبب تتبع زلاتي التي تبت منها منذ زمن بعيد جدا، لا أستطيع وصلهم حتى لا أفتك بأحدهم انتقاما لما فعلوه بي؛ فقررت قطيعتهم قطيعة لا سلام فيها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونهنئك بالتوبة للتواب، ونبارك لك العودة إلى الصواب، ونسأل الله أن يثبتك، وأن يهدي أهل زوجتك وكافة الشباب.
لقد انتصرت -بتوفيق الله- على الشيطان فتبت، وننتظر منك أن تنجح في الصبر على الأذى، وتذكر أنك مأجور، ومن يُذكِّرك بما تبت منه على خطر، وهو مسيء مأزور، واعلم أن في البشر عدوانا، ولست أول من يتعرض للسخرية، ولم يسلم من ألسنة الناس الرسل، بل في الناس من يتطاول على رب البشر، وسبحانك ربنا على حلمك وإمهالك.
ونتمنى أن تتمكن في التواصل معهم ولو بالهاتف والالتقاء بهم، ولو في فترات متباعدة على انفراد؛ لأنهم في الغالب لا يتسلطون عليك إلا في حال اجتماعهم في مجالس ليس فيها ذكر ولا تذكير، وتلك مجالس يعمرها الشيطان يقيل مع أهلها حيث قالوا ويبيت معهم إذا باتوا، ويشاركهم طعامهم وشرابهم ويخالطهم، والعياذ بالله {وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}.
ورغم تفهمنا لمعاناتك إلا أننا ندعوك إلى ضبط النفس، وعدم معالجة خطئهم بالخطأ، ولكن بالتجاهل والتغافل، واعلم أن سكوتك أبلغ من كل رد، قال تعالى:{ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}، وتذكر أن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ورب معصية أورثت ذلا وانكسارا أفضل من طاعة أورثت ذلا وافتخارا.
فأقبل على زوجتك ولا تعاقبها على أخطاء وإساءة إخوانها، وسامحهم لأجلها، واطلب منها السعي في تحسين صورتك، وفي إيقاف إخوانها عن الإساءة إذا كانت تستطيع ذلك، وعليها أن تعلم أنهم على خطر، فما من إنسان يُعيِّرُ أخاه على ذنوب تاب منها إلا ابتلاه الله بها، وعندها سوف يرددون: وآأسفاه. ولن ينفعهم الندم.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالتعوذ بالله من شيطان يريد أن يجلب لك الأحزان؛ ليدفعك لليأس من رحمة الرحمن، أو للوقوع في ما يجلب الخسران، فعامل عدونا بنقيض قصده، وإذا ذكَّرَكَ شياطين الإنس أو الجن بماضيك فجدد التوبة، واستمر في الإقبال على الكريم الوهاب الرحيم التواب.
سعدنا بتواصلك وفرحنا لتوبتك، ويسرنا الاستمرار في التواصل، ونشرف بإشراكنا في قراراتك، ولن يندم من يشاور، وكيف يندم من يضيف عقول الآخرين إلى عقله؟!
وفقك الله وسدد خطاك وثبتك.