ما زال حبيبي السابق يشغل تفكري بسسب كرهي لأبي وخوفي من انتشار صوري
2015-02-22 03:54:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أستطيع نسيان حبيبي الذي تجاوزت معه كل الحدود، أسمع الناس تردد بشكل دائم بأن الحب لا ينسى إلا بحب آخر، ولأني أخجل من نفسي كثيراً، وأخجل مما فعلته مع حبيبي السابق، شعرت بالخوف من أن أتعرض لما تعرضت له في تلك العلاقة، أما السبب الآخر هو شعوري بالخزي طوال الوقت، لذلك لا يمكنني نسيانه، وفي الوقت ذاته حبيبي هو الشخص الذي تمنيته طوال عمري، وأتخيل نفسي بأني فتاة وقحة لما فعلته في السابق، هذه الكآبة التي عشتها بعد انقطعنا منذ أربعة شهور تقريباً.
ما زلت أدخل على صفحته في برنامج الفيس بوك، معتقدة بأنه قد يقوم بشتمي أو يقوم بنشر شيء خاص بي في صفحة الفيس بوك، وكثيراً ما تراودني هذه الفكرة السلبية بأنه في يوم من الأيام سوف يقوم شخص ما بسرقة هاتفه، ويرى صوري وينشرها فهو يحتفظ بها على الهاتف، لا أعلم سبب خوفي، ولكني ما زلت أدخل على صحفته بحساب آخر، كثيراُ ما أفكر بفتح صفحتي التي يعرفني بها.
والسبب الآخر الذي يدفعني إلى التفكير به هو كرهي لأبي أكثر من قبل، لأنه دائما يعدنا بشيء ولا يفعله، فقد وعدنا بأن يشتري لنا منزلاً جديداً حتى يتغير وضعنا النفسي، فأنا وأمي وإخوتي لسنا مرتاحين، علماً بأن أبي يتحدث عن المال كثيراً، أكره تفكيره المادي هذا وبسببه أفكر في الخروج من المنزل دون عودة، لكنني جبانة ولا أملك القوة الكافية، فماذا أفعل؟ وكيف أكون سعيدة؟ يحزنني وجه أمي الحزين، وأكره أبي بسبب طمعه وحبه للمال.
أرشدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
لا شيء يعوض ويغني ويكفي سوى حب الله والتقرب إليه، وقاعدة النجاح في حياة المحبين تنطلق من حبهم لله، ثم ينطلقوا في جميع محبتهم من هذا الحب، فأشغلي نفسك بذكر الله وطاعته بعد التوبة والإنابة إليه، وعندها سوف يكفيك همك ويغفر لك ذنبك.
ولا ننصحك بمتابعة حسابه والاشتغال به، فكل ذلك مما يجدد الجراح ويشغلك عن طاعة ربنا الفتاح، استعيني بالله وتوكلي عليه ولن يخذلك وهو الذى ستر عليك في أيام التقصير، فكيف يخذلك إذا تبت وصححت المسير.
أما بالنسبة للوالدة فنحن ندعوك إلى القرب منها، والتخفيف عنها، وثقي بأن فرحها الأكبر سوف يكون بطاعتكم لله، وأقرب طريق لتصحيح الأوضاع إنما يكون باللجوء إلى الله، بل نستطيع أن نقول لا يمكن أن تتحقق السعادة بمعناها الحقيقي والكامل إلا بتقدير وتوفيق الله، حاولي التقرب من والدك، وتعوذي بالله من شيطان يريد أن يبعدك عنه، واعلمي بأن بره من القربات، والقرب منه من أهم ما يجعلكم تستفيدون مادياً ونفسياً، واعلمي أن السعادة ليست في البيوت الفارهة، ولا في الأموال الوافرة، لكن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة بالله، المواظبة على ذكره وشكره، الرضية بقضائه وقدره.
ونحن في الحقيقة نسعد بإشراكنا والتواصل مع موقعك لتجدي التوجيه والمساندة من المختصين والمختصات في شتى المجالات، ونؤكد لك أن البعد عن الرجل، وطي الصفحات القديمة، والتواصل مع موقعك، كل ذلك سوف يعينك على بداية صفحات جديدة فيها الأمل وانتظار الفرج.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.