تنتابني آلام في وسط البطن بعد التبرز.. ما سببها؟
2015-03-30 02:17:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبرماته.
هذه الاستشارة الثانية لي، حيث إنني أرسلت لكم استشارة تحمل الرقم (2255928)، والتي أوردتُ فيها أنني أعاني من اضطرابات في البطن، وبعض الآلام في الظهر، وأود أن أعيد السؤال حول حالتي إذ أن حالتي النفسية سيئة للغاية، وقد وصلت لدرجة الاكتئاب.
عمري 29 سنة، مدخن، منذ أربعة أشهر شعرت بتشنجات في الجانب الأيمن للبطن مترافقة مع نفس الشعور في الجانب الأيمن للظهر، وقد تطورت الأعراض، وتدرجت بشكل غريب إلى أن وصلت إلى حالة من الاكتئاب الشديد التي أثرت على حياتي.
سأورد الأعراض على شكل نقاط حتى يتم فهمها بشكل واضح:
في البداية تشنج في الجانب الأيمن للبطن، والجانب الأيمن للظهر يمتد للرجل اليمنى، أجريت صورة أشعة مقطعية لأسفل الظهر وتبين وجود تضيق في القناة القطنية الشوكية، وأجريت صورة أشعة مقطعية بالصبغة للبطن، وأثبتت سلامة كل الأعضاء.
بعد هذا بشهر شعرت بضيق في الصدر، وأعلى البطن دون آلام تطورت إلى انتفاخ، وأصوات وشعور شديد بالانزعاج في البطن، فأجريت منظاراً للمعدة، وأكد وجود الجرثومة الملوية البوابية، وصرف لي الطبيب العلاج الثلاثي.
في منتصف فترة العلاج أصبحت أشعر بآلام متقطعة في المعدة، أو وسط البطن، ثم عاد ألم الظهر، وهذه المرة في وسط الظهر، وفي وسط العمود الفقري على شكل حرق، ووخز، وتشنج في الجانب الأيمن للظهر، وأحياناً أسفل الظهر، ثم خفت آلام الظهر لفترة، ثم عادت، وهنا دخلت في دوامة إذ إنني وللأسف شغلت نفسي في تصفح أعراض الأمراض الخطيرة، وكلما أقرأ عن مرض أربطه بأعراضي، وخاصة سرطان البنكرياس الذي يسبب آلامًا في البطن والظهر، ووصلت لمرحلة شبه يقين بأني مصاب بالمرض -والعياذ بالله-.
علماً أن طبيب (الهضمية) أكد لي بشكل قاطع عدم صحة مخاوفي، والجدير ذكره أنني مصاب منذ عشر سنوات باضطراب نوبات الهلع تأتي وتذهب كل فترة، وقد أصابتني آخر نوبة منذ عدة أيام بينما أنا أمشي في الشارع، وكدت أسقط أرضاً؛ لشدة ارتفاع ضربات القلب، ولكنها غابت بعد دقائق.
بالنسبة لعلاج الجرثومة: قد أنهيته، وأجريت تحليل التنفس؛ للتأكد من زوال أو بقاء الجرثومة، وأنا بانتظار النتيجة.
ما أعاني منه الآن هو انزعاج دائم في وسط البطن، وتشنجات غريبة في الظهر، وحالة اكتئاب شديدة، وشهيتي للطعام غير منتظمة تخف غالباً، وأحياناً تعود، وفقدت حوالي 13 كغ من وزني في ثلاثة شهور.
آلام ومغص متقطع والمستغرب أنها تأتي بعد التبرز، وتخف أحياناً بعد تناول الطعام وشعور بالامتلاء، ينتابني وسواس شديد تجاه السرطان، وخاصة البنكرياس.
وبالنسبة للاستقصاءات التي أجريتها أغلبها سليمة ولا تشير بحال من الأحوال إلى مرض خطير وهي كالآتي:
أشعة مقطعية لأسفل الظهر: تضيق القناة القطنية.
أشعة مقطعية بالصبغة للبطن: سليمة.
أمواج فوق صوتية للكلى: سليمة.
أمواج فوق صوتية للخصيتين: سليمة.
تنظير للمعدة: جرثومة والتهاب بسيط.
مجموعة من تحاليل الدم ووظائف الكبد آخرها منذ أيام وكلها -والحمد لله- سليمة.
تحاليل للبول، أيضاً سليمة.
مؤخراً صورة أمواج فوق صوتية للبطن أكدت سلامة الأعضاء، ولكنها لم تظهر كامل البنكرياس بسبب الغازات، ولكنها أكدت سلامة الجزء الواضح منه، وباقي الأعضاء كالكبد والمرارة والقناة المرارية والطحال والكلى باستثناء بعض الدهون على الكبد.
وكما أسلفت فإن البنكرياس ظاهر بوضوح في الأشعة المقطعية، ولكن للأسف حالة الوسواس التي أعيشها جعلتني أشك بكل الفحوصات التي أجريتها.
في الحقيقة لم أعد أفهم شيئًا، وسؤالي هنا هل ما أعاني منه هو آلام نفسية جسدية مرتبطة بحالة القلق الشديد الذي أعيشه؟
والسؤال الثاني هو: ما هو سبب آلام وسط البطن التي بعد التبرز؟ هي آلام خفيفة إلى متوسطة، وهل آلام الظهر هي تشنجات ناتجة عن حالة القلق والاكتئاب التي أعيشها؟
أفيدوني لو تكرمتم، وأرجو أن أحصل على إجابة سريعة فضلاً منكم لا أمراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا على الثقة في إسلام ويب، وأؤكد لك أنني قد تفحصت رسالتك واطلعت عليها بكل دقة.
أقول لك وأنا - إن شاء الله تعالى – على يقين كامل أن حالتك هي حالة نفسية في المقام الأول، والقلق النفسي والمخاوف النفسية متجسِّدة لديك، ولديك ما نسميه بالمراء المرضي، أي التخوف من الأمراض الخطيرة – كالسرطانات مثلاً – وهذا جعلك مشغولاً جدًّا حول صحتك الجسدية وكذلك النفسية، وهذا قطعًا أدخلك في دائرة من القلق والتوتر، يعني حالتك حالة نفسوجسدية، لعب الدور النفسي فيها الجزء الأكبر من حيث ظهور هذه الأعراض.
أما هذه الأعراض التي تتحدث عنها ومعظمها تتمركز حول الجهاز الهضمي، فمن الشائع جدًّا أن يحدث نوع من التقلصات والتوترات للجهاز الهضمي بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من القلق أو المخاوف المرضية، أو الذين يُكثرون من إجراء الفحوصات الطبية والتنقل بين الأطباء.
نصيحتي لك هي: أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا، هذا سيكون مفيدًا جدًّا، حيث إنك بالفعل تحتاج لأحد مضادات القلق والمخاوف، وفي ذات الوقت من ناحيتي أنصحك أن تتجنب التنقل بين الأطباء، ولا تُجري أي فحوصات طبية في الوقت الحاضر، حاول أن تقاوم الشعور الإلحاحي الشديد الذي يدفعك نحو إجراء الفحوصات والتنقل بين الأطباء.
أخي الكريم: من السبل الجيدة لعلاج المراء المرضي هو: أن يكون لك طبيبٍ تثق فيه، كطبيب الأسرة مثلاً، تُراجعه مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، وفي ذات الوقت تعيش حياةً صحيَّةً، الحياة الصحية – أخي الكريم – تعني: أن تهتم جدًّا بأمور دينك، وأن تدير وقتك بصورة صحيحة، وأن تمارس الرياضة، وأن تعتمد على النوم الليلي المبكر، وأن يكون هنالك توازن غذائي، وأن يكون هنالك تواصل اجتماعي وتطوير للمهارات، وأن يكون الحرص على بر الوالدين أحد أسبقياتك، ولا بد أن تسعى دائمًا لأن تكون متميزًا في عملك، وتسعى دائمًا لتطوير ذاتك.
أخي الكريم: هذه هي الأسس التي تجعل الإنسان يصرف انتباهه عن المخاوف المرضية.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة بإسلام ويب.