طفلتي عنيدة وتلعب بعنف، وأخشى أن تصبح عدوانية.
2015-06-15 01:08:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
ابنتي عمرها سنتان وشهرا، وهي مرحة وتلعب وغير انطوائية، لكنها عنيدة جدا وتبكي لأتفه الأسباب حتى تحصل على ما تريد، وتلعب مع الأشخاص الذين تعرفهم بشد الشعر أو العض الشديد، ماذا أفعل معها؟
أرجو الرد لأني أخاف أن تصبح عدوانية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الطفلة الصغيرة في هذا العمر الصغير تحتاج إلى حدود واضحة للسلوك، وأن تعرف وبكل وضوح ما هو مسموح، وما هو غير مسموح وبوضوح شديد في هذا الأمر، ومن دون أي شك أو تردد، لا يعني أن نعاملها بعنف أو بالضرب، وإنما أن يقال لها وبهدوء ووضوح، ما هو السلوك الممنوع، وأن تعلم وهي تستمع إليك، ومن خلال نبرة صوتك ونظرة عينيك في عينيها، ومن دون ابتسام، أنك جادة تماما فيما تقولين.
وأفضل من المنع عن العمل السلبي، هو أن نشجعها على القيام ببعض الأعمال البديلة عن ما لا نريده منها، أي أن نملأ وقتها بما هو مفيد ومسلّ، فلا تحتاج للمزيد من الإثارة عن طريق العصيان والخروج من التعاليم.
وسأشرح هنا شيئا أساسيا يمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتك لطفلتك، إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلتك ينطبق عليها هذا، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسها. ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصل على هذا الانتباه من خلال سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه لنفسه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية وكما يحدث مع ابنتك، إننا نحن الآباء والأمهات، لا ننتبه عادة للسوك الإيجابي، وكما قال أحدهم "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيء العمل، لا أحد ينسى"!
ويمكنك أن تفعلي مع طفلتك، عدة أمور منها:
1- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي تقوم به طفلتك، وأن تـُشعريها بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريها عليه.
2- أن تحاولي تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن تقوم به طفلتك، إلا السلوك الذي يعرضها أو غيرها للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة.
وأما بالنسبة لعناد طفلتك، فربما كثير من هذا أيضا هو سلوك طبيعي لجذب انتباهك وانتباه من حولها، فحاولي التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليها عندما تتجاوب معك ومن دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنها عندما يصل عنادها لحدّ لا ترتاحين له.
والصفة التي تتعبنا في الطفل وهو صغير عادة قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابلات الأيام، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذه الثقة وإنما تطويعها لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله.
وأنصح بدراسة كتابي في تربية الأطفال "أولادنا من الطفولة إلى الشباب"، فهذا يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد، بدلا من أن نعطيهم سمكة. وسيعينك الكتاب على تربية طفلتك، ويمكنك الحصول عليه من مكتبة جرير أو من موقع نيل وفرات دوت كوم.
بارك الله فيها.