ابني يستقظ من نومه فزعا!
2004-06-29 04:15:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ابنٌ في 12 من عمره، منذ شهر مارس 2004 وهو يستيقظ فزعاً من نومه وسط الليل، وفي بعض الأحيان لا يريد النوم، إذا نامت الأسرة يبقى مستيقظاً، لا يلبث أن يبكي وينادي علي أو على والدته، فإن سألته عن سبب البكاء وعدم الخلود إلى النوم قال لي إنه خائف، فإن سألته من ماذا؟ أجاب: من لص يدخل إلى البيت.
هذا بالإضافة إلى أنه أصبح معانداً، ولا يسمع الكلام بمرونة.
هل هي أعراض للمراهقة أم أنه اكتئاب أم أنه خوف طبيعي؟
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع. معتصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن مخاوف الأطفال ظاهرةٌ تقلق الآباء والأمهات، وهذا يعود إلى تأثير البيئة، فمثلاً: الطفل الذي يعيش في الريف لا يخشى ولا يخاف من الحيوانات الأليفة، كالكلب والبقرة أو الخروف، لكن الطفل الذي تربى في المدن يخافها، وهذا إشارة إلى تأثير البيئة وتأثيرهم بالنمط الحضاري لهذه البيئة، وهذا ما دلت عليه الدراسات الحديثة.
وهناك أنواع من الخواف أو ما يسمى بالفوبيا، وحالة ابنك هي الخوف من الظلام، حيث يرتبط الظلام في ذهن الطفل بالعفاريت والشياطين واللصوص، وهذا أمرٌ طبيعي في مرحلة الطفولة، ونتيجةً لخياله الواسع فقد يرى الطفل من الأشكال أشباحاً فيخاف منها، وأحياناً تدخل أيضاً عملية التخويف التي يمارسها الأهل على الطفل بطريقة مداعبة وخاصة أثناء الظلام، فالطفل في هذه الحالة شديد التهيؤ لاستقبال أية فكرة عن الأشياء المخيفة والاقتناع بها، ويُستحسن أن لا تروى القصص المفزعة أو الأفلام المرعبة قبل النوم.
فاطمئن أخي، فحالة ابنك النفسية مستقرة إن شاء الله تعالى، ولكن هذه السلوكيات التي يمر بها تحتاج إلى عناية، منها:
1- قبل النوم نحاول أن نهدئ من روع الطفل، ونُبعد عنه كل شيء يخيفه.
2- عود طفلك أن يتوضأ قبل أن ينام، ويقرأ آية الكرسي والمعوذتين، ودعاء النوم، فكل هذه حصنٌ له وحرزٌ من الشيطان ووساوسه.
3- اترك له الإضاءة إلى أن يتعود على النوم بدون نور وإضاءة.
4- حاول أن تنبه إخوانه الأكبر منه سناً أن لا يخوفونه، أو يستعملوا معه أسلوب التخويف.
5- لا تحاول أن تعاقب طفلك بحبسه في غرفةٍ مظلمة؛ حتى لا يرسخ الخوف في ذهن الطفل.
6- علمه إذا رأى شيئاً مخيفاً أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فهي حرزٌ له ووقاية.
7- حاول أن تعود طفلك بعدم الاعتماد على الأبوين تدريجياً، وهذا يعمل على إزالة الخوف؛ لأن العطف والحنان الزائد يجعل الضرر أكثر من النفع.
وبالله التوفيق.