زوجي مدمن فكيف أتصرف معه بعقلانية؟
2015-04-05 04:00:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، وعندي بنت، وحامل، بدأت مشكلتي عندما كنت حاملا بابنتي في الشهر السابع، كنا ننتقل إلى بيت جديد، ووجدت حبة كبتاجون على الأرض، فاسودت الدنيا في وجهي، فقد كنت شاكة منذ بداية زواجي بسبب نوم زوجي الكثير وسهره المتواصل، وكلما واجهته قال: بأنه ينام في المجلس، واستمريت بتكذيب شكوكي حتى وجدت الحبة، فلما واجهته؛ قال بأنها للعمال الذين ينقلون الأثاث، ولكني بعدها وجدت في علبة الدخان حبة مشابهة، فلما واجهته؛ قال إنها لأحد أصحابه الذين زاروه في المساء.
ولقد كان معه حقيبة باستمرار، كلما ذهب إلى أي مكان كانت معه، وقد وضع لها رمزا، وفي يوم من الأيام نسيها، فحاولت فتحها، فوجدت فيها مادة مثل الصلصال، كان لونها أخضر داكنا، ورائحتها كريهة، فعرفت بأنها حشيش، فلما واجهته وأتلفتها اعترف لي، وقال بأنه سيترك كل شيء ويحافظ على صلاته،
وأنا أعلم أنه عندما لا يتعاطى المخدر يكون طبيعيا ويجلس في البيت معنا، ولكنه عندما يتعاطى المخدر فإنه ينعزل بمفرده، ويخرج أغلب الوقت، وقد يمر أسبوعان وهو لا يتعاطى، ولكن أصحاب السوء يجرونه ويغرونه بالتعاطي.
لقد تعبت نفسيا، ونزل وزني، وصرت أكره أن يزورني أحد، وصرت أتجنب تجمعات الأهل، حتى لا يعلموا بأمره، ولم أخبر أهلي بشأنه، ولكن ماذا أفعل؟ أرجوكم أخبروني كيف أتصرف؟ وهل أطلب الطلاق؟ وماذا سيحدث لابنتي وجنيني؟ لا أريدهم أن يضيعوا، ولا أريد أن أدمر بيتي، أريد أن أتصرف بعقلانية، ولا أريد لأعدائي أن يشمتوا بي، لقد تعبت من التفكير!
ادعوا لزوجي بالهداية، وأن يرده الله لصوابه، ويبعد عنه صحبة السوء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ذبول الورد A حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا لسعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي زوجك، وأن يعافيه مما ابتلي به، وأن ينجيه من رفقة السوء تلك آمين آمين.
أما عن التعامل:
- فزوجك مقر بخطئه، وغير متبجح بذنبه، وحريص على بيته، وهذا أمر جيد ويمكن البناء عليه.
- لا ننصحك مطلقا بالطلاق، سيما والرجل وعد بالتوبة، بل اتخذي من هذا الوعد سببا حتى تقربيه من الله أكثر.
- من المهم أن يعرف الزوج خطورة ما يتعاطاه على نفسه وصحته، كما ينبغي أن يعلم أن لكل داء دواء، وأخبريه أن هناك شبابا نجاهم الله من هذا البلاء في أسابيع معدودة.
- اجتهدي أن تذهبي معه لطبيب ولو خارج محيط بلدكم، حتى لا يستحيي من الناس، فمن الضروري أن تسانديه وأن تخبريه بأنك ستكونين بجواره ما دام يريد السير في الطريق الصحيح.
- البعد التديني له أثر عجيب، فاحرصي على ربطه بالمسجد وصحبة المسجد، حتى يجد فيهم عوضًا عن غيرهم.
- اجتهدي في إبعاده عن أصدقاء السوء بشتى الوسائل، على أن تعتمدي في ذلك على الإقناع لا التهديد.
- احرصي على توطيد علاقته بأولاده، لأن هذا يقوي الشعور بالمسؤولية تجاههم.
وأخيرا: أكثري من الدعاء له بصلاح الحال، ولا تستهيني بالدعاء، فهو سهم صائب نافع بأمر الله.
نسأل الله الكريم أن يصلحه ويرده إلى الخير ردا جميلا.
والله المستعان.