أعاني من وساوس وخوف من الأمراض وأعراض أخرى، أفيدوني
2015-04-12 00:47:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك -دكتورنا الغالي- وجزاك عنا كل خير، دعائي لك بظهر الغيب: أن يوسع الله في علمك، ورزقك، وصحتك.
سؤالي هو: جاءتني نوبة من الفزع منذ 4 سنوات، وأعراض تشبه أعراض مرض القلب، راجعت أكثر من مرة عيادات القلبية والباطنية، وعملت جميع الفحوصات، والحمد لله كلها سليمة، وبعد الحادثة صرت دائم الخوف من الإصابة بالجلطة، ووسواس قهري بالأفكار، أفكار تشاؤمية، ووساوس قهرية.
الأعراض الجسمانية هي:
1- لا أستطيع الجلوس لفترات طويلة في الأماكن العامة (قاعد على أعصابي) مع أني كنت في الماضي هادئا جدا.
2- ألم في الصدر يظهر فترات ويغيب، وأحيانا تنميل سبب لي خوف دائم من مرض قلبي.
3- شد بالرأس -وليس ألما أو صداعا- جعل عندي خوفا من مرض في الدماغ.
4- بعض الأعراض التي تظهر وتختفي -الشعور بعدم الراحة-.
الحمد لله لم تؤثر على نشاطي، وعملي، وعلاقاتي الاجتماعية. أنا دائما خارج المنزل لي أصدقاء كثر، وعلاقتي طيبة مع الجميع في العمل، وعملي مهندس، وعلاقتي مع أسرتي جيدة.
منذ أكثر من أسبوعين حدث لي العرض التالي: قبل النوم عندما أغمض عيني تتطاير في رأسي الأفكار والكلمات، وحتى الصور بسرعة كأنها مقطع دعاية لفلم، تتواتر الصور والكلمات الغير مترابطة، تحدث وأنا مغمض عيني، لكن لست نائما ثم أنام بعدها.
الآن صرت أراقبها، فأصبحت تسبب أرقا وصعوبة في النوم، وكذلك عند الاستيقاظ (بداية الاستيقاظ وأنا ما زلت على السرير)، أصبح لدي خوف شديد من هذه الحالة فيما لو حدثت لي وأنا في اليقظة، أخذت بعض الكلمات -نتيجة تركيزي عليها- تتدافع داخل رأسي (كلمة أو كلمتين تتدافع داخل رأسي بشكل قهري، تذهب ثم تأتي كلمة مغايرة بعد ساعة أو ساعات) وأنا مستيقظ خلال النهار.
لدي خوف لو أن حالة تدافع الكلمات داخل رأسي غير المترابطة والسريعة (الحالة التي تأتيني أثناء السكون قبل النوم) من أن تحدث لي وأنا في اليقظة. وسببت لي نوعا من التوتر الزائد، والترقب، وأحيانا شد بالرأس، والخوف من الهذيان.
ملاحظة: أنا دائما أقرأ كتبا متنوعة أو دينية قبل النوم، وكثيرا من الأحيان أنام وأنا أقرأ، هل ممكن أن تكون هي السبب؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى كلماتك الطيبة، ونسأل الله أن ينفع بنا جميعًا.
أخِي: رسالتك واضحة جدًّا، وأعراضك معالمها مُحددة جدًّا، وبالفعل الذي انتابك في بداية الأمر من الواضح أنه نوبة هرع وفزع، ومن ثمَّ -ونسبةً لأعراض الجسْدنة الشديدة، والتي تتمركز حول القلب– أتتك المخاوف والوساوس المتعلقة بالأمراض، خاصة أمراض القلب، وبدأت رحلتك بالتنقل بين الأطباء، ومن ثمَّ بعد أن أُكد لك أنك سليم جسديًا ظلَّت الأعراض النفسوجسدية –لأن منشأها قلقي ولا شك في ذلك– هي التي تراودك.
والآن هنالك ما وصفته وصفًا جميلاً، وهو حالة تدافع الكلمات داخل رأسك قبل النوم، هذه الحالة معروفة جدًّا، ووصفتْ باللغة الإنجليزية دقيقة جدًّا، والبعض قد يأتيه تجارب غريبة بعض الشيء كالشعور كأنه يُلسع بتيار كهربائي بسيط، وهنالك من يسمع نوعا من الوشوشة، والحالة تكون مفزعة بعض الأحيان، وأحسن ما وُصفت به هو أنها نوع من الهلاوس الكاذبة أو ما يشبه الهلاوس، وتحدث أيضًا في نهايات النوم لدى البعض.
الظاهرة معروفة تمامًا –أخِي الكريم– وحتى إن كانت مزعجة لك أنا أؤكد لك أنها ليست خطيرة أبدًا، وهي مرتبطة بالقلق النفسي.
فيا أخِي الكريم: يجب أن يتمركز علاجك حول إزالة القلق بكل الوسائل، وأولها: لا تقلق، واجعل هذا القلق قلقًا إيجابيًا، وأنت لك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، واحرص على أن تستثمر وقتك بصورة صحيحة؛ لأن ذلك يُساعدك في صرف الانتباه عن الطاقات القلقية السلبية.
الرياضة يجب أن تكون جزءًا أصيلاً من حياتك؛ لأن الرياضة قطعًا تؤدي إلى توازن نفسي وجسدي كبير جدًّا، وفائدة الرياضة أثبتتْ علميًا؛ لأنها بالفعل تؤثِّر إيجابيًا على الموصلات العصبية داخل الدماغ؛ مما يؤدي إلى هدوء النفس وسكينتها، إذًا الرياضة لا بد أن تجعلها أحد الوسائل الرئيسية لعلاج حالتك.
أرجو أيضًا أن تتجنب النوم النهاري، وثبّت وقت النوم ليلاً، وطبق تمارين الاسترخاء، والحرص على أذكار النوم أراه أمرًا مهمًّا وضروريًا جدًّا.
أخِي الكريم: الطاقات النفسية القلقية أيضًا يمكن تعديلها وتحويلها لتُصبح أكثر إيجابية من خلال أن يكون للإنسان برامج، برامج عملية جدًّا، يُدير من خلالها وقته –كما ذكرنا– وأن تكون هنالك مشاريع آنية، ومشاريع متوسطة المدى، ومشاريع بعيدة المدى، هذا قطعًا يجعل الفكر الإيجابي هو الذي يُسيطر.
ويا أخِي الكريم: تواصل مع طبيبٍ نفسي، أعتقد أن هذا مهم وضروري، وقطعًا تناولك لأحد مضادات القلق ذات الطابع الذي يؤدي إلى السكون وإزالة الوساوس والمخاوف، مركب مثل هذا سوف يكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.