تبت من العلاقات والمعاصي..فكيف أجعل توبتي خالصة؟
2024-01-28 23:27:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 20 سنة، مشكلتي أني من بعد ما بلغت وأنا أفعل المعاصي، وأقلعت عنها، وبعد فترة قليلة ربي كتب لي عمرةً، واعتمرت -الحمد لله-.
بعد سنتين رجعت للمعصية والحب مرة ثانية، وكأني لم أفعلها من قبل، ونسيت كل شيء، وبعد فترة تجاوزت 4 شهور تقريباً جاءني إحساس أوقف كل شيء، لأني عرفت أن ربي لن يرضى علينا ونحن نعصيه، وتركنا بعضنا من أجل رضا الله.
بعدما ابتعدت عنه توقف كل شيء عندي، ومسحت كل شيء يخصه، أو يذكرني به، وأحببت أن أتوب وأرجع لربي من قلبي، وأريد أن أكون صالحة، وأطهر نفسي من الذنوب.
الماضي وذكرياته تلاحقني، وأنا ندمت عليه، فكيف أتوب منه؟ رغم أني أقلعت عنه، كيف أغير نيتي في التوبة، وتكون خالصة لله؟ لأني لا أريد أي شيء غير رضا الله والجنة، حتى الحب كرهته وأريد توبة خالصة لله، فكيف تكون؟
كل يوم أقول: ربي أنا تائبة إليك من كل ذنب أذنبته، أنت أعلم به مني، فاغفر لي وطهرني، هل يعني ذلك أنها صارت خالصة لله؟ وأذهب إلى التحفيظ، في البداية ذهبت لأجل أن أشجع من أحب ليذهب للتحفيظ، وبعدها أحببت التحفيظ، والآن أشعر أن نيتي خطأ من البداية، لأني ذهبت لأجله، وأنا أريد أن أذهب لأجل ربي، كيف أغير نيتي؟ ساعدوني، أريد حلاً، والله تعبت وخائفة.
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صابرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
لقد وُفقتِ توفيقًا عظيمًا –أيتهَا البنت الكريمة– حين توجَّهت إلى التوبة، ورزقك الله سبحانه وتعالى حُسن التوجُّه إليه، وهذه من نعم الله تعالى العظيمة عليك، فاشكريه سبحانه وتعالى، وأكثري من العمل الصالح شُكرًا لهذه النعمة الجليلة، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {اعملوا آل داود شُكرًا وقليلٌ من عباديَ الشَّكور}.
قد أصبتِ كبد الحقيقة –أيتهَا البنتُ الكريمة– حين أدركت بأن الإنسان لا يمكن أن يُوفَّق ويعيش سعيدًا وهو مُقيم على معاصي الله تعالى، فإن المعصية لا تجلب للإنسان إلا الخيبة والحرمان، كما قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه).
أما كيف تتوبين؟ فالتوبة أمرها هيِّنٌ سهلٌ، وذلك بأن تندمي على فعلك الماضي، وتعزمي على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع تركه في الحال، فإذا فعلت ذلك وأنت تنوين الابتعاد عن سخط الله وطلب رضوان الله تعالى، فإن هذه التوبة مقبولة بعونِ الله، ولن يردَّك الله تعالى خائبة، وسيغفر لك، فهو الذي وعد سبحانه وتعالى بأنه يقبل توبة التائبين، فقال سبحانه وتعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون} وهو سبحانه وتعالى {يُحب التوابين ويحب المتطهرين}.
أبشري بالخير العميم من الله تعالى، وإصلاح حالك، ونحن على ثقة من أن استمرارك على هذه التوبة وسلوكك لطريق الاستقامة والاستزادة من الأعمال الصالحات سيكون لك بذلك الخيرات في دنياك وأخراك. نسأل الله أن يأخذ بيدك لكل خير.
أما النيَّة، فالأمر -كما قلنا لك- إذا قصدت بذلك رضا الله والابتعاد عن معصيته، فأنت بذلك تقصدين وجه الله، ونيتك نية صالحة خالصة، ولا يؤثِّر في النية ولا يضرها كونك تريدين من هذه التوبة أن يرضى الله عنك وأن يرزقك الرزق الحسن في الدنيا والآخرة.
احذري من أن يصدَّك الشيطان عن أي شيءٍ من أبواب الخير، بمبرر أن نيتك ليست خالصة أو نحو ذلك، فجاهدي نفسك على ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، ولا حرج على الإنسان في أن يقصد بعمله ثواب الله تعالى في دنياه وفي آخره، وهذا لا يُعارض الإخلاص.
نحن نؤكد عليك –أيتهَا البنت الكريمة– أهمية الصحبة الصالحة، وقد أحسنت حين التحقتِ بمدارس التحفيظ، وستجدين فيها -إن شاء الله تعالى- الفتيات الصالحات والنساء الطيبات اللاتي يكن عونًا لك على خير الدنيا والآخرة.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.