حاولت الانتحار بسبب الاكتئاب، والآن أريد العودة إلى الصلاة وطاعة ربي، ماذا أفعل؟
2015-04-23 02:54:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مصابة بالاكتئاب الحاد، وتم تشخيصي بذلك في مستشفى الأمل، ومنذ سنة حاولت أن أنتحر، ثم دخلت المستشفى بعدها بخمسة أيام، والمشكلة أنني أحس أن السبب في كل المشاكل والأحزان التي أنا فيها من ربي، فأنا لم أصلِّ منذ شهرين تقريباً، مع أنني تعالجت وتحسنت، ولكنني ما زالت أتناول أدوية الاكتئاب، كيف أعود للصلاة وأحافظ عليها؟ لأنني أشعر بالذنب، أرجو مساعدتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك –ابنتنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُعجِّل لك بالعافية والشفاء، وأن يصرف عنك كل مكروه، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك.
نشكرك على تواصلك معنا، وثقتك فينا، وقد أحسنت حين أخذت بالأسباب الشرعية لطلب الدواء؛ لما تعانينه من مرض، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داءٍ دواءً، فتداووا، ولا تتداووا بحرام).
ومن أعظم الأسباب للشفاء من الحالة من الاكتئاب وغيرها من أنواع الهموم والغموم: توسعة القلب والصدر بالإكثار من ذكر الله تعالى، فنحن نعجب –أيتهَا البنت الكريمة– كيف أنك جعلت من تركك للصلاة وسيلة للفرار مما أنت فيه من الاكتئاب، وكان المفترض أن يكون الأمر على العكس من ذلك، فإن الله -سبحانه وتعالى- جعل الاشتغال بذكره ومناجاته سببًا لراحة القلوب وطمأنينتها، كما قال سبحانه في كتابه الكريم: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب * الذين آمنوا وعملوا الصالحات طُوبى لهم وحُسْنُ مئاب}.
والصلاة –أيتها البنت الكريمة– من أعظم الأسباب لطرد الهم والغم عن النفس، كما قال الله -سبحانه وتعالى-: {ولقد نعلم أنك يضيقُ صدرك بما يقولون * فسبِّح بحمد ربك وكُنْ من الساجدين} وقال سبحانه: {ومن آناء الليل فسبِّح وأطراف النهار لعلك ترضى}، فالرضا والطمأنينة وسعة الصدر، كل ذلك من ثمار الصلاة، وهذا يُشجعك على القيام بهذه الفريضة والإكثار من النوافل منها، فاحرصي على أن تقومي بالصلاة على الوجه الأكمل الأتم، بأن تتدبري وتتفكري بما فيها من كلمات، من تسبيح الله تعالى وتنزيهه، وتتدبري الكلمات التي تقرئينها، فإذا صليت على هذا الوجه فإننا على ثقة تامة من أنك سترغبين في الصلاة وستُحبينها، قد يكون الأمر شاق عليك في أول الأمر فيحتاج منك إلى مجاهدة للنفس، واحتساب الأجر عند الله، ثم ستتمرن عليها نفسك وتتعلق بها.
والصلاة –أيتهَا البنتُ الكريمةُ– أعظم الأسباب لدخول الجنة، وطرد كل المكروه في القبر، وفي عرصات القيامة، وهي السبب المُنجي -بإذن الله تعالى- من الخلود في النار، وهناك ثمرات كثيرة ستجنينها إذا أنت حافظت على الصلاة، وتفكرك في هذه الثمرات يدفعك إلى المحافظة عليها.
وننصحك بقراءة كُتيب صغير يُبيِّنُ ثمرات الصلاة وما فيها من المنافع، وهو بعنوان: (لماذا نُصلي؟) للشيخ محمد إسماعيل المقدم، وهو مُنتشر على الإنترنت، إذا رجعت إليه ستجدين فيه فوائد كثيرة، ننصحك بقراءته.
مما يعينك على المحافظة على الصلاة أن تربطي علاقات بالنساء الصالحات والفتيات الطيبات، وتُكثري من مجالستهنَّ ومصاحبتهنَّ، فإن الصاحب ساحب – كما يقول العلماء – والمرء على دين خليله.
نسأل الله تعالى لك عاجل العافية، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.