أعاني من الاكتئاب والخوف وأشعر بتزاحم الأفكار في عقلي
2015-05-10 02:35:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري ٢١ سنة، أعاني من عدة أعراض، ذهبت بسببها إلى طبيب نفسي، فوصف لي الأدوية التالية: ابيكسدون ٢ مجم مرتين في اليوم، نيورازين ١٠٠ مجم قبل النوم، ستيلاسيل ٥ مجم ثلاث مرات في اليوم، كوجينتول 2 مجم مرتين في اليوم، ديكا ديل ٥٠٠ مجم مرتان في اليوم.
وكانت الأعراض كالآتي: انطواء وانعزال عن الناس، وعدم الرغبة والقدرة على القيام بالأعمال الاجتماعية، والخوف من الناس ومن نظرتهم إلى تصرفاتي وردود أفعالي، مما يدفعني إلى الارتباك الشديد، وعدم القدرة على فعل أي شيء إطلاقا أمام الآخرين، مثل الإجابة في اختبار شفوي، أو المذاكرة أمام أحد في سكن الطالبات، أو حتى الصلاة.
لا أستطيع التحدث مع أي شخص عند وجود شخص آخر، ولا أستطيع إظهار شخصيتي الحقيقية -والتي لا أعلمها تحديدا- أمام الآخرين، وتصيبني نوبات بكاء شديدة طوال الليل، مع الإحساس بالاكتئاب طول اليوم، ولا أستطيع التركيز في أي شيء، وأشعر بتزاحم الأفكار في عقلي، وأعيش تماما في عالم خيالي لا يمت للواقع بأية صلة.
قد أتعمد إيذاء وجرح نفسي للفت انتباه الآخرين، أرى بعض الأشياء المارة بجواري، أو المعلقة على الحائط وكأنها شبح، أو كائن أسود مفترس، ثم سرعان ما أنتبه لحقيقتها، وكثيرا ما أسمع صوتا يناديني في أذني اليسرى، وحوار عقلي الباطن لا يتوقف، وفي أمور قد لا يكون لها أي معنى.
أشعر باللامبالاة، ولا أتحمل المسؤلية، ولا أهتم بنظافة أو ترتيب أي شيء حولي، أو حتى نظافتي الشخصية في بعض الأحيان، ولدي بعض المسلمات التي أعترف بسذاجتها، مثلا أن بريدي مراقب.
أشعر بالغثيان، وضيق التنفس، وتسارع نبضات القلب عند السفر إلى مكان دراستي، وأعاني دائما من اضطرابات في النوم، فأحيانا أعاني من الأرق، وأحيانا أنام ساعتين أو ثلاث ساعات، وأحيانا أنام نوما عميقا، ولكن بعد طلوع النهار.
فما دلالة كل هذه الأعراض يا دكتور؟ وهل أبدأ بتناول الدواء الذي وصفه لي الطبيب؟ حيث إنني أراه كثيرا جدا، وأخشى من آثاره الجانبية العديدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وعد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أنت عرضت حالتك بصورة جيدة جدًّا، وكذلك الأدوية التي تتناوليها.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا على ثقة تامة أن الأخ الطبيب الذي وصف لك هذه الأدوية لابد أن يكون لديه قناعات علمية واضحة بأنك بالفعل في حاجة لهذه الأدوية.
فأرجو المواصلة مع الطبيب، وهذا أمر مهم وضروري جدًّا، وإذا حدثت لك أي آثار جانبية من الأدوية، تحدثي مع الطبيب، واذكري له الأثر الجانبي، حيث إن زيادة الدواء أو نقصانه أو سحبه أو تعديله هو أمرٌ معروف جدًّا لدينا في الطب النفسي.
الأدوية التي تتناولينها هي أدوية مشابهة لبعضها البعض، فيها ما هو مُحسِّنٌ للمزاج، وفيها ما هو مفيد في القضاء على الأصوات أو الهلاوس السمعية التي تنتابك، وأعتقد أنها أدوية جيدة.
وبالنسبة لاضطراب النوم: أعتقد أن عقار (نيورازين) بجرعة مئة مليجرام ليلاً هو من أفضل الأدوية التي تُحسِّنُ النوم، ربما تحتاجين فقط لتحسين صحتك النومية من خلال ممارسة التمارين الرياضية، وتجنب النوم النهاري، وعدم شرب الشاي والقهوة في فترة المساء.
أيضًا يمكنك الأخذ برأي الطبيب واستشارته حول تناول الأدوية الحديثة نسبيًا، هنالك أدوية حديثة نسبيًا ربما تختصر لك الطريق، وتُقلل من كمية الأدوية التي تتناولينها الآن، هذا لا يعني أن أدويتك التي تتناولينها في الوقت الحاضر أدوية خاطئة أو سيئة، لا، هي أدوية طيبة وسليمة جدًّا، لكن الآن توجد أدوية يمكن أن تختصر الطريق علينا كثيرًا، مثلاً بدل استعمال ثلاثة أدوية متشابهة يُمكن استعمال دواء واحد فقط، مثل عقار (سوركويل Seroquel) ويسمى علمياً باسم (كواتيبين Quetiapine) مثلاً، أو (اولانزبين Olanzapine)، والذي يعرف تجارياً باسم (زبراكسا Zyprexa) أو (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone)، هذه الأدوية اختصرت الطريق جدًّا علينا وعلى المرضى الأعزاء.
أرجو أن تعيشي الحياة بصورة طبيعية، ولابد أن تكون هنالك فعاليات من جانبك، لأن التأهيل النفسي الحقيقي يأتي من خلال تطوير المهارات الحياتية، وهذا مهم جدًّا بالنسبة لك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.