الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قطعًا حادثة هبوط الضغط والتي استيقظت على أثرها من النوم، وبعد ذلك انتابتك نوبة المخاوف، إذًا هنالك حدث حياتي رئيسي أدى إلى بروز مكوّن المخاوف لديك، وبعد ذلك تطورتْ أعراضك لتُصبح أعراض نفسوجسدية، يعني أن قلق المخاوف أصبح هو الذي يؤدي إلى وساوس كثيرة حول صحتك وحول الأمراض، ممَّا جعلك تتأثر لأبسط الأشياء: التهاب جدار المعدة مثلاً.
وأنت الآن تعيش دوامة، دوامة القلق، التوتر، الخوف، الأعراض النفسوجسدية، والشعور بأنه سوف يُغمى عليك، وسوف ينخفض الضغط، وهذا قطعًا شعور وسواسي، وأنا أؤكد لك أن الحالة بسيطة، بالرغم ممَّا تُسببه من إزعاج.
أولاً: حاول أن تتجاهل هذه الأعراض، اقطع الربط ما بين نزول الضغط وما حدث لك سابقًا، فهذه الحادثة قد انتهت، وهي حادثة واحدة في الزمان وليس من الضروري أن تتكرر.
ثانيًا: أنصحك بالنوم المبكر، وأقصد بذلك النوم الليلي.
ثالثًا: طبق تمارين الاسترخاء حسب ما ورد في استشارة إسلام ويب تحت رقم (
2136015)، كما أن ممارسة الرياضة مهمة وضرورية جدًّا.
لا تشغل نفسك بأمور السحر والعين وغيره، نعم هي موجودة، لكن -إن شاء الله تعالى- إن وجدت علاجها أيضًا موجود، وهو أن يكون الإنسان حريصًا على صلواته وأذكاره والدعاء والاستغفار، وليس أكثر من ذلك، وليعلم الإنسان يقينًا أن الله خيرٌ حافظًا، وأن الإنسان مُكرَّمٌ ولا شك في ذلك.
عليك وحتى تصرف نفسك عن هذه الأعراض أن تنطلق في مسارات الحياة، مسارات العمل، التواصل الاجتماعي، الحياة الأسرية الطيبة... هذا كله –أيهَا الأخ الكريم– يجعل هذه الأعراض تزول عنك.
والنقطة الأخيرة هي: من الأفضل أن تذهب إلى طبيب نفسي، أنت تحتاج بالفعل لعلاج دوائي، وأفضل دواء يُساعدك هو الذي يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، والحمد لله تعالى يُوجد مستحضر جيد جدًّا، منتج سعودي من هذا المستحضر، يعرف تجاريًا باسم (جنبريد genprid) والدواء أنت تحتاجه بجرعة كبسولة صباحًا ومساءً، وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا، تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسين مليجراما صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هذا من الأدوية الرائعة والراقية والمفيدة جدًّا، والسليمة، وقليلة الآثار الجانبية.
بعد أن تتناول الجنبريد انتظر لمدة شهر، إن لم يظهر تحسُّنٍ حقيقي في حالتك هنا أقول لك يجب أن تُضيف عقارا يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) هو أفضل مضادات قلق المخاوف الوسواسي، كما أنه مُحسِّنٌ للمزاج.
جرعة السبرالكس هي أن تبدأ بخمسة مليجراما –أي نصف حبة– تتناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول السبرالكس.
وبالنسبة للدوجماتيل استمر في تناوله حتى في حالة أنك احتجت أن تُضيف السبرالكس.
ختامًا أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.