ضعف الناحية الدينية في حياتي أثر على سعادتي ورزقي وراحتي، فما العمل؟
2015-05-14 00:48:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم، أتمنى أن اجد رحابة صدر في سماع مشكلتي، فهو الذي اعتدناه منكم.
أنا فتاة عمري 27 سنة، لا أقوم بشيء في حياتي من ناحية الدينية في السنة الأخيرة إلا الصلاة فقط، وأشعر بتأنيب الضمير، وأشعر بتعب، وأشعر بأنني سأكون من أهل النار، فأنا لا أقرأ القرآن ولا الأذكار، ولا أقوم بشيء إلا الصلاة، وأحيانا من غير خشوع، إلا إذا كنت أحتاج شيئا من الله فتجدني خاشعة.
أخاف من هذه الآية القرآنية "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون"، أشعر أنني المقصودة من هذه الآية، بل إنني لا أصلي قيام الليل، وحتى صلاة الفجر لا أصليها إلا إذا استيقظت.
حياتي أصبحت بلا طعم، وكأنني إنسانة بلا روح، مشاغل الحياة أخذت وقتي، فأغلب وقتي في العمل، فأنا أشتغل ثمان ساعات بين الصباح والمساء، وأذهب إلى النادي الرياضي لمدة ساعتين، ليس لي وقت وإن وجدت وقتا أشاهد التلفاز.
كرهت حياتي والروتين المتكرر، واليوم الذي يضيع يفني من عمري، لا أستمتع أبدا بيومي، لعل البركة ذهبت منه، أرجوكم لعلي أجد راحة في إجابتكم. لا أعرف كيف أنظم يومي، فأنا أنام الساعة الواحدة ليلا، وأستيقظ العاشرة صباحا، ولا أنام الظهر.
وحتى وظيفتي وعملي ترهقني، فأنا أشتغل محامية -محرر عقود- في مكتب خاص بي منذ أربعة أشهر، طبيعة عملي تتعبني، فهي صعبة للمرأة، تجعلني دائما في تخمين وتفكير، ودائما مشغولة بالأوراق والاتصالات، وهذا ما شغلني وأبعدني عن الله.
برغم أنني لم أتوفق في مهنتي، إلا أنني معروفة ومشهورة في مجالي، ورغم ذلك لا أجد زبائن تتردد على مكتبي، وبالتالي لا أحصل على مردود مالي والذي يفترض أن أتقاضاه، أشعر أن بعدي عن الله السبب في تأخير رزقي.
ماذا أفعل لكي أنجح في مكتبي، ويزداد عملائي ومدخولي المالي؟ ماذا أفعل فأنا أريد أن أستمتع بيومي؟ لقد لبست الحجاب شرعي منذ شهرين، وتعبت جدا حتى أخذت هذا القرار، أريد أن يرضى الله عني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يفرج كربك، وأن ييسر عسيرك، وأن يذلل لك الصعاب، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه، وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: شكر الله لك حرصك على طاعة الله وحرصك على لباس الحجاب، وشعورك بتأنيب الضمير أمر يحمد لك ويدل على خير أنت فيه، نسأل الله أن تكوني ذلك وزيادة .
ثانيا: لقد وضعت يدك -أختنا- على الداء والدواء معا، ولعل الخطوة التي أخذتيها مؤخرا بالالتزام بالحجاب الشرعي تكون الخطوة الأولى على طريق التغيير.
ثالثا: ينبغي أن تعلمي -أختنا الفاضلة- أن ضيق الرزق وسعته من أقدار الله تعالى على عباده، فيبسط الرزق للبعض ويضيقه على البعض، وكل ذلك لحكم بالغة. قال الله تعالى: "اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ". وقال تعالى: "أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " ومعنى يقدر: يضيق.
رابعا : هناك أمور تكون سببا من أسباب سعة الرزق على العبد ومنها :
* امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، قال تعالى: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ".
*كثرة الاستغفار، قال تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا".
* صلة الأرحام، ففي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه).
* الابتعاد عن الحرام وخاصة الربا، قال الله تعالى: "يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ" {البقرة:276}.
خامسا: كما أن هناك أسباب لسعة الرزق، هناك كذلك أسباب لضيقها، وأهم تلك الأسباب : المعصية : ففي المسند وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، وعليه -أختنا- فإننا ننصحك التقرب إلى الله، والاستزادة من النوافل صلاة وذكرا واستغفارا، وهذا هو الطريق الصحيح لما تعانين منه من آلام وتأنيب ضمير.
سادسا: الذكر -أختنا- لا يحتاج إلى فراغ وقت، فيمكنك فعل ذلك، وتلاوة أذكارك وأنت في طريقك إلى عملك، وأنت تمارسين الرياضة، وأنت تستقلين الحافلة، يمكنك حصد ملايين الحسنات دون أدنى جهد أو تعب.
سابعا: إننا ننصحك -أختنا- أن تتعرفي على بعض الأخوات الصالحات، فإن العبد بإخوانه، والذئب يأكل من الغنم القاصية، والصاحب كما قيل ساحب.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يسعدك في الدارين، والله المستعان.