الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nadein حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
من الواضح جدًّا أن انخفاض مستواك الأكاديمي مرتبط بحالتك المزاجية، وكذلك حالتك الانفعالية، فأنت يظهر لي أنك سريعة التأثر، صعوبة التنفس وزيادة ضربات القلب حين سماع أخبار غير طيبة، هذا دليل على قلق المخاوف الذي يُعرف عنه أنه بالفعل يؤدي إلى شعورٍ بالإحباط والكدر؛ ممَّا يُقلل كثيرًا من طاقات الإنسان النفسية وكذلك الجسدية والوجدانية.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت لست مريضة، أريد أن أعطيك سِرًّا عظيمًا جدًّا تقاومين به موضوع الانفعالات السلبية حين سماع الأخبار السيئة: عليك بالحولقة (لا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم)، عليك بـ(اللهم اصرف عنا السوء فإنه لا يصرف السوء إلا أنت، وارزقنا الخير كله فإنه لا يأتي بالخير إلا أنت) وأكثري من الاستغفار، واحمدي الله، وادعي الله تعالى أن يحفظك.
هذا دعاء طيب ومهم، وهناك أذكار للكُرب، مثل دعاء الكرب (لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم)، وهناك أذكار للأحزان (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وغلبة الدين وقهر الرجال) لابد أن تطلعي عليها في كتاب الإمام النووي للأذكار.
هذا علاج -أيتها الفاضلة الكريمة- وأريدك ألا تعتبريه فقط نوعا من الإرشاد الديني، هذا علاج عظيم وعلاج مجرَّب، وأنا الذي أحدِّثك طبيب نفسي. هذه من ناحية.
من ناحية أخرى: لا بد أن تمارسي تمارين رياضية مثل إحماء العضلات، هذا يُساعدك كثيرًا، ولا بد أيضًا من أن تتبعي الخطوات الإرشادية المتعلقة بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين مفيدة جدا، ولذا أعدَّ موقعنا استشارة تحت رقم (
2136015) أوضحنا فيها كل الخطوات المهمة لتطبيق هذه التمارين، أو يمكنك الاستعانة بأحد مواقع الإنترنت، أو السيديهات، أو الكتيبات التي تتحدث عن كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء. إذن هذه خطوة أخرى مهمة.
الخطوة الأخرى -وهي مهمة جدّا-: أن تنظمي وقتك، فتنظيم الوقت هو مفتاح النجاح، الذي لا ينظم وقته لا يمكن أن ينجح ولا يمكن أن يُدير حياته بصورة صحيحة، وأهم خطوة تتخذينها هو النوم الليلي المبكر، فالنوم الليلي المبكر يجعل خلايا الدماغ في حالة نمو واسترخاء ويُحسِّن التركيز، وحين تستيقظين لصلاة الفجر، بعد ذلك ادرسي لمدة ساعة إلى ساعتين قبل الذهاب إلى المدرسة، هذا أفضل وقتٍ للتحصيل الأكاديمي، والذي يقوم بمثل هذه الخطوة -أي ينام مبكرًا ويستيقظ مبكرًا ويصلي الفجر ويدرس بعد ذلك ساعة إلى ساعتين- قطعًا يكون بدأ يومه بدايات ناجحة وعظيمة، وهذا يؤدي إلى ما نسميه بالدفع النفسي الإيجابي، يعني سوف تجدين أن بقية اليوم قد سار سيرًا طيبًا وقد أنجزتِ فيه الكثير.
بعد العودة من المدرسة خذي قسطًا من الراحة بسيطا، تناولي طعام الغداء، رفّهي عن نفسك بما هو جميل، وبعد ذلك ادرسي ساعة إلى ثلاث ساعات في فترة المساء، هذا يكفي تمامًا من أجل أن تصلي إلى غاياتك فيما يتعلق بالنجاح.
أيتها الفاضلة الكريمة: احرصي على بر والديك، شاركي أسرتك مشاركات إيجابية، تواصلي مع صديقاتك خاصة الصالحات من البنات، وأعتقد أن هذا يكفي تمامًا لأن تكون لديك مشاعر إيجابية، وأن يزول عنك القلق والتوتر، وأن تكوني -إن شاء الله تعالى- من الناجحات والمتميزات والمتفوقات، ولا بد أن يكون لك هدف، ضعي هدفًا، فالإنسان إذا وضع هدفًا يستطيع أن يضع الآليات التي تُوصله إلى الهدف، بشرط ألا يكون مراوغًا أو خادعًا لنفسه، وطبَّقي الخطوات التي توصله إلى هدفه ومبتغاه.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب.