أعاني من اضطرابات مستمرة في المعدة وتسارع ضربات القلب
2015-06-10 02:32:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 25 سنة أعاني من اضطرابات مستمرة في المعدة، حيث أشعر بحرقة في فم المعدة، وكذلك أعاني من انسداد الشهية مع الجوع والرغبة في الطعام، وعندما أبدأ في الأكل لا أستطيع المواصلة بعد لقيمات، وأشعر كأني قد أكلت كثيراً.
كذلك عندي مشكلة في الجانب الأيسر السفلي من البطن، خاصة بعد الأكل، حيث أشعر بأن لدي رغبة في التبرز، ولكن لا يخرج مني شيء وحتى إن تبرزت فإن دائما أحس برغبة في التبرز وكأن لم أستوفي الإخراج مع العلم أني بعد الأكل أحس بمعدتي مليئة، وتسارع في دقات القلب، وإجهاد وإرهاق طول اليوم، مع أني لا أمارس أي نوع من الإجهاد البدني.
أستشيركم في أني قبل سنوات كنت على علاقة مع فتاة وقد تطورت قليلا إلى الحب، والغريب في الأمر أنه لما تكلمني أو أكلمها في الهاتف أو أراها من بعيد أحس بإسهال في بطني ورغبة شديدة في التقيؤ، وهذه الحالة تكررت معي منذ أيام مع أعز أصدقائي فعندما أراه أو يكلمني في الهاتف أشعر برغبة في التقيؤ وأشعر بالغثيان، وهذه الرغبة تزول بعد دقائق من كلامي معه، وسؤاله عن أحواله.
الرجاء تعريفي بما لدي من أمراض، فهذا الأمر قد أثر كثيراً على مزاجي العام.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نستطيع أن نقسم الشكوى الهضمية إلى ثلاث أقسام:
- قسم يتعلق بأعراض في المعدة من الحرقة المعدية وحس الامتلاء سريعاً بعد الطعام، وقلة الشهية المرافقة, تسارع في دقات القلب، وإجهاد وإرهاق.
- القسم التي تتميز بأعراض في للكولون, الشعور برغبة التغوط مباشرة بعد الأكل, وعدم الراحة الكاملة بعد التغوط.
- التوتر النفسي الذي يحدث أعراض هضمية عند محادثة أشخاصك المقربين جداً.
من كل هذه الأعراض ومجملها نستطيع أن نؤكد أن إصابتك بالقولون العصبي هي الأكثر والأشد ترجيحاً، وتنشأ أعراضك كافة لأسباب نفسية كالتوتر والقلق أو الخوف. قبل الجزم بهذا التشخيص لابد من إجراء بعض التحاليل لقطع أي شك، وهذه في العادة خطة وطريقة تشخيص الكولون العصبي.
أنصحك بأن تجري CBC, ESR HELICOBACTER Pylori Ab وكذلك إجراء تنظير هضمي للمعدة، إذا كانت كل تحاليلك طبيعية كما نتوقع ذلك بدرجة عالية، ولابد من إجراءها, يمكن لك البدء بالعلاج التالي:
- Losec 20 mg حبتان يومياً
- cipralex 10 mg حبة يومياً مساء وقد نزيد الجرعة بعد شهر من العلاج ل20 ملغ عند التحسن الطفيف أو عدم التحسن
- Duspatalin 200 mg حبة مرتان يومياً
أما فترة العلاج فقد تطول لشهرين أو ثلاثة تبعاً لمستوى التحسن.
كما أنصح بالبدء سريعاً بممارسة الرياضة بشكل مستمر لما لها من فائدة عظيمة في الحالات كالتي تعاني منها.
مع تمنياتي لك بالصحة الوافرة.
++++++++++++
انتهت إجابة د. وليد البدوي. استشاري الأمراض الباطنية والهضمية وأمراض الكبد
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
++++++++++++
نُرحب بك في استشارات إسلام ويب، وقد أوضح لك الأخ الدكتور وليد البدوي استشاري الجهاز الهضمي والأمراض الباطنية الكثير من المعلومات المفيدة، والنصح حول استفسارك.
من جانبي أقول لك – أيها الفاضل الكريم -: يُعرف أن بعض الأشخاص لديهم درجة من القلق المكتوم، أو القلق المُقنع، وهذه ليست ظاهرة سلبية حقيقة، ولكنها قد تتحوَّل إلى أعراض جسدية في بعض الأحيان، والذي يحدث لك هو ما نسميه بالأعراض النفسوجسدية، يعني أن لديك شيئا من القلق الذي تحدثنا عنه، حتى وإن لم تستشعره كقلق انفعالي ظاهر، هو قلق مكتوم، هو قلق داخلي، والنفس تحتقن كما تحتقن الأنف، والاحتقانات النفسية هذه حتى وإن كانت بسيطة تُحرِّك بعض عضلات الجسم وتؤدي إلى انقباضات فيها، وأكثر العضلات التي تتأثَّر هي عضلات القولون والبطن، ولذا تظهر الأعراض من النوع التي تحدثت عنها: الرغبة في التبرُّز، وكما ذكرت وتفضلت أنك عند المواجهات الوجدانية والمواجهات الاجتماعية ينشط لديك الجهاز العصبي اللاإرادي ممَّا يؤدي إلى الظاهرة التي تحدثت عنها.
أما تسارع ضربات القلب فهو أيضًا ينتج من زيادة إفراز مادة الـ (أدرينالين adrenaline) أو التي تسمى أيضاً (إبينيفرين Epinephrine).
إذًا العملية عملية فسيولوجية نفسية جسدية، ولا أريدك – أخِي الكريم – أن تعتقد أنك تعاني من مرض، لا، هذا ليس بمرض، هذه ظاهرة نفسية، وبجانب ما ذكره لك الأخ الدكتور وليد البدوي من علاجات، أقول لك أن ممارسة الرياضة وممارسة تمارين الاسترخاء، والتعبير عن الذات، وتجنب الكتمان، وتجاهل هذه الأعراض، يعتبر من العلاجات الرئيسية جدًّا، فاحرص عليها أيها الفاضل الكريم.
وصف لك الأخ الدكتور وليد عقارا يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex)، والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) هذا من الأدوية الرائعة جدًّا لعلاج قلق المخاوف، وأعتقد أنك يمكن أن تبدأ به، ويُفضل أن تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة كاملة، وهذه ربما تفيدك بصورة ممتازة، وبعد شهرين إذا لم تتحسَّن ارفعها إلى عشرين مليجرامًا، لكن لا أعتقد أنك ستحتاج لهذه الجرعة.
مدة العلاج الكلية للدواء هي أربعة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة وتجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.