لا أستطيع تقبل خطيبي لأنه أسمر ..فما نصيحكم؟
2015-06-11 01:50:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
توفي والدي منذ فترة قريبة، وتقدم لي أكثر من شاب ولكنهم غير مناسبين لي، وأمي تريد أن تفرح بي مثل أي أم، وتطمئن علي قبل أن تموت -أطال ربي عمرها- بما أني آخر واحدة عندها.
عن طريق أحد الأقارب جاءني عريس جيد بوظيفة جيدة، خطبتني الأم مباشرة من أمي، وأخبرتنا بأنها ستأتي بعد فترة، وطلبت من أمي أن يسأل إخواني عن الرجل، ولكن لم ترض إلا أن تأتي أم الرجل لتراني، وأعجبتهم، وأرتني صورة ولدها؛ لأنهم لا يحبون الرؤية الشرعية، والخاطب في الصور كان جداً جميلاً وأبيض ووسيماً -يعني تحلم به أي بنت-، وبسرعة تمت الموافقة، لأن قريبتي تعرفهم، ولا داعي لأن نسأل عنهم، فهم كما تقول جيدون وذوو أخلاق.
في خطبة الرجال لم يأت الخاطب؛ لأنه لا يقدر أن يأخذ إجازة من دوامه، وتم تحديد الملكة، وبعد الملكة اكتشفت أن الخاطب ليس مثل صورته، فقد غيروا في الصورة كثيراً، وكان المفروض أن يطلب إخوتي أن أراه قبل الملكة؛ ولكن للأسف كل واحد منهم همه نفسه وزوجته ولا يهتمون بي، ولو كان أبي موجوداً لطلب رؤيته ولسأل عنه.
أنا وافقت لأني مللت من حياتي وأنا محبوسة بين أربعة جدران، لا أخرج لأي مكان، وأرى صديقاتي في سني متزوجات وأمهات، وأتمنى أن أكون أما ولي بيت مثل بقية البنات.
بعد الملكة تفاجأت أن الخاطب أسمر جداً عكس أهله وإخوته فكلهم بيض، ولكن ملامحه صغيرة وحلوة، وسمعت أحد إخوتي يقول: لماذا لونه أسود؟ بكيت لأمي لأنني لا أريده، وقالت: لونه أسمر من الشمس لأنه عسكري، وعندما يستقر سيفتح لونه.
عندما زارني ثانية كان لونه أفتح وحسب كلامه لم يعد يطلع لمهمات تحت الشمس، والآن هو في الجنوب، وزاد سماره، وتعبت نفسيتي لأني لا أتقبله رغم أنه يحبني وطيب معي، وبعض الأحيان أحس بالذنب تجاهه لأني أغضب عليه وأتشاجر معه لأي سبب، ما ذنبي أنهم لم يصارحوني ولم يعطوني أي خيار؟!
أخاف أن أتركه ويكون لونه من الشمس وأضيعه من يدي، لأنه إنسان لا يعوض، وأخاف أن أكمل معه وأظلمه وأظلم نفسي وأنجب أطفالاً سمراً! ماذا سيكون وضعي بعد الطلاق؟ خاصة أن لدي أختاً مطلقة وأمي تقول لها: لن يأخذك إلا رجل عجوز.
أبكي على حالي لأني بين نارين ولا أحد يقف معي، لا أريد أن أعود ثانية للعيش عند أهلي، وأخاف أن أعيش وأموت وحيدة، ولم يبق على الزواج إلا أشهر قليلة، والمهر لم يبق منه إلا شيء بسيط.
ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ غدير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويحقق لك الآمال.
لا يخفى على أمثالك أن القاعدة الأساس في الشخص المتقدم هي الدين والأخلاق، وكل ما عداهما من الأمور مكملة، ولا فائدة في الجمال بلا دين، ولا في المال إذا لم يكن عند صاحبه دين، ولا في الحسب والنسب إذا لم يزينه الدين، وقد أحسن من قال:
لقد رفع الإسلام سلمان فارس *** ووضع الشرك الشريف أبا لهب
وصدق من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس *** كقنديل على قبر المجوس
وإذا وجد الدين فإنه يغطي على كل نقص وعيب، ويصلح كل خلل وخطل، قال الشاعر:
وكل كسر فإن الدين يجبره *** وما لكسر قناة الدين جبران
وأرجو أن تقبلي بما رضيته لك الوالدة، واعلمي أن الشاب المتدين عملة نادرة، وثقي بأن الشمس تغير اللون، وأن وجود السمرة ليس فيه إشكال، فلا تلتفتي لكلام الناس، وراقبي رب الناس، ولا تتركي قناعاتك من أجل الآخرين؛ فالزوج لك وليس ديكورا للآخرين، والمهم في الأبناء طاعتهم لرب العالمين.
ننصحك بالتعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم إلا إذا قدر مالك الأكوان، وليس هناك داع للبكاء، وأقبلي على رب الأرض والسماء، واعلمي أن الواقعية مطلوبة وكلنا بشر، ولن تجدى شابا بلا عيوب، كما أنك لست بخالية من العيوب، وإذا كان أهله بيض فإن عيالك في الغالب سوف يخرجون عليك وعليهم، خاصة بعد أن اتضح لك أنه مع الراحة تفتح لونه.
وصيتنا لك بتقوى الله، ونذكرك بكلمة (إنسان لا يعوض) فكيف تتركين إنسانا بالمواصفات المذكورة؟ ولأنك في مقام البنت فنصحنا لك بأن تكملي معه، ونتمنى أن لا تشعريه بشيء، واستحضري في نفسك عناصر الخير، وتوكلي على رب يقدر الخير، ونسأل الله أن يبارك لكما وعليكما، وأن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير.
رحم موتانا ووالدك وموتى المسلمين، ونسأل الله أن يوفقك ويجمعنا برسولنا والطيبين، ونفرح بالاستمرار في التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يرفع درجتك.