طفلي كثير الحركة والمشاغبة، كيف أتعامل معه وأجعله ناجحًا؟
2015-06-26 10:44:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أم لطفل عمره سنة وثمانية أشهر، كثير الحركة والمشاغبة، يتعمد القيام بالأمور التي أمنعه منها، فمثلًا: ينزع أفياش الكهرباء، تخريب الأثاث. أصبح عدوانيًا يضربني، يشد شعري، يعض، حتى مع والده وأهلي، وتعلم حركة وهي التفل.
تعبت معه، لا أريد أن أكون قاسية وأضربه، لكنه لا يترك المشاكل، حتى ألعابه لا يلعب بها رغم التنويع فيها، فتحت له قناة أطفال؛ لنشاهد فيلمًا مع بعض لكنه تركني، لم أجد حلًا معه، حتى العقاب بدأت في الضرب ولكن لم يتغير.
شقيق والده عندما كان طفلًا كان يعاني من فرط الحركة، وهذا ما أخشى منه. وبالنسبة للسكريات والشيبسات لا يأكلها إلا نادرًا.
أتمنى إفادتي، فلا أريد أن أضربه على كل خطأ، نصحتني والدتي بربطه، لكن أخشى أن يؤثر على نفسيته عندما يكبر، أريد أن أربي طفلًا ناجحًا في الحياة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولي حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أختنا الكريمة في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك ولابنك دوام الصحة والعافية.
أختنا الكريمة: أولاً نقول لك: إن الطفل في مثل هذه الفئة العمرية لا يدرك الخير ولا الشر، ولا الحسن ولا القبيح، فهو يقلد ما يشاهده من سلوك الوالدين، أو الأطفال الذين في سنه.
كما أن حالة الطفل وترتيبه يؤثران كثيراً على تربيته من حيث الاهتمام الزائد به، ومن التركيز عليه في كل صغيرة وكبيرة، ومن الخوف عليه من السوء، وما إلى ذلك من المؤثرات البيئية والأسرية، ولا بد من وضع ذلك في الاعتبار.
وإذا تم إشباع حاجات الطفل في كل مرحلة من مراحل عمره؛ ينمو سوياً -إن شاء الله- معافىً من التعقيدات النفسية، ففي هذه المرحلة محتاج لمزيد من العطف والحنان، وإشعاره بالأمن والأمان في بيئة خالية من التوترات والتهديدات، وفي هذه المرحلة ينبغي أن لا يحرم الطفل من اللعب، بل تتاح له أكبر فرصة؛ لكي تتفتق قدراته وإمكانياته.
أما خوفك بأنه قد يعاني من اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، فربما يكون الحكم عليه غير منصف في هذه المرحلة العمرية، فأحياناً يدل هذا السلوك على ذكائه، وأحياناً يكون بسبب البيئة المكانية التي يعيش فيها، أو بسبب طريقة التعامل التي شب عليها، وغيرها من العوامل الأخرى.
حاولي تجاهل السلوكيات غير المرغوب فيها، ولا تبدي أي استجابة مدعمة لسلوكه بالضحك أو الصراخ، فربما ردة فعلك تجعله يكرر ذلك أكثر. غيّري الموضوع بالسؤال عن أشياء أخرى، أو القيام بنشاطات أخرى، وأتيحي له فرصة ممارسة النشاطات الجسمية كالجري، والسباق، واللعب بالماء في حوض صغير مثلاً، ولا تلجئي للضرب بل استبدليه بالعقاب المعنوي، وحاولي الابتعاد عنه في حالة قيامه بأي سلوك غير مرغوب، والتقرب منه واحتضانه في حالة سماعه للكلام أو الكف عن التصرفات المستهجنة.
نسأل الله تعالى أن يحفظه ويهديه.