أعاني من وساوس في وجود الله وفي إيماني، ماذا أفعل؟

2015-06-18 03:30:41 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

عندي وسواس يأتيني يوميا، وسواس في وجود الله، وأحاول أن أتجنبه، لكنه يرجع لي، علماً أني أصلي وأدعو ربي، وبعض الأحيان اقرأ القرآن.

عندما يأتيني يقول: ستصير كافرا وستلحد! وأنا خائف -والله العظيم-، ولا أدري ما أفعل، ولا أريد أن أصير من أهل النار وأكفر بالله -والعياذ بالله- وأخاف أن أخبر أبي أو أمي.

أتمنى أن تساعدوني.

(عمري 19).

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم هذا وسواس شائع، وأعيذك بالله منه، وهو دائمًا يأتي للنفوس الطيبة من أمثالك، لكن الله سوف يزيله، وسوف يُبطله.

أيها الابن الفاضل: لا تناقش الوسواس، حقِّر الوسواس، هذ الوسواس حين يأتيك عليك أن تقول له: (أنتَ وسواس حقير، لن أناقشك، أنت تحت قدمي).

الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ الله؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله، ولينته) وفي رواية: (فليقل: آمنت بالله ورسله) وفي لفظٍ: (لا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يقولوا: من خلق الله؟) يعني لا تُناقش الوسواس أبدًا.

وقد أتى بعض الصحابة يشكون إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من هذه الوساوس، فقال أحدهم: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: (وقد وجدتموه؟) قالوا: نعم، قال: (ذاك صريح الإيمان). وفي الرواية الأخرى أنه سُئل عن الوسوسة فقال: (تلك محض الإيمان).

أيها الفاضل الكريم، أتى هذا الوسواس للصحابة -رضوان الله عليهم– وصحابي آخر اشتكى من الوسواس للرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد قال هذا الصحابي كلامًا جميلاً، قال: (والله لزوال السموات والأرض خيرٌ من أن أتحدَّث عمَّا يأتي في نفسي) وكان يقصد الوسواس، أو قال: (يا رسول الله! إن أحدنا يجد في نفسه ما لأن يحترق حتى يصير حممة -أي: فحمة سوداء محترقة- أحب إليه من أن يتكلم به!) طمأنه أو طمأنهم الرسول الله -صلى الله عليه وسلم– بأن قال لهم: (أو قد وجدتموه؟). قالوا: نعم. قال: (ذاك طريق الإيمان). وفي لفظ: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة) أو قال: (هذا صريح الإيمان).

أيها الفاضل الكريم، ما يأتيك -إن شاء الله تعالى– دليلٌ على إيمانك، وعلى صدقك، واعلم أن الشيطان –لعنه الله– يُحاول أن يُحاور الشباب من أمثالك، ويدخل في كيانهم.

أنت طيبٌ، وأنت ممتاز، وأنت -إن شاء الله تعالى– لك نصيبٌ كبير في الحياة وفي الآخرة –إن شاء الله– نصيبٌ من الخير.

أيها الفاضل الكريم: حقِّر هذا الفكر، لا تُناقشه، وتحدَّث مع والدك، والدك سوف يُساندك، ووالدتك سوف تُساندك، والوساوس في عمرك عابرة لا تستمر، وأن تتحدَّث عنها مع والدك هذا أمرٌ جيد؛ لأن هذا فيه نوعٌ من التنفيس، وفيه نوعٌ من التفريغ، ويمكن أن تذكر لوالدك أنك قد خاطبتنا، وأننا قد نصحناك بما ذكرناه لك.

وأريدك –ابني الفاضل– أن تصرف انتباهك عن الوسواس تمامًا، بأن تمارس الرياضة، وأن تجتهد في دراستك، وأن تتواصل مع أصدقائك، وأن تكون لك آمال في المستقبل.

وأريدك أن تبني شيئًا ممَّا نسميه بأحلام اليقظة الإيجابية، تصوَّر أنك ستكون عالِمًا، وأنك سوف تكون شخصًا مرموقًا، وأنك سوف تفيد هذه الأمة وتُفيد نفسك؛ هذا النوع من الخيال ليس مرفوضًا أبدًا.

الأمر الآخر: هذه الوساوس إن أتعبتك كثيرًا، فوالدك سوف يذهب بك إلى الطبيب، ويكتب لك أحد الأدوية التي تفيدك كثيرًا، لكن حتى مع تناول الدواء لا بد أن تلتزم بما ذكرته لك من إرشاد، وأنا متأكد أن هذا الوسواس سوف يزول عنك تمامًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأهنئك –ابني الكريم– بقدوم شهر رمضان، وأسأل الله تعالى أن يجعله شهر خيرٍ وبركةٍ، وأن تزول عنك هذه الوساوس تمامًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net