حزينة جدا لوفاة أمي وفراقها، فكيف أوقف هذا الشعور المحبط؟
2015-07-05 02:54:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المميز.
أصيبت أمي بنزيف في المخ، دخلت على إثره في غيبوبة لمدة أسبوعين، وتوفيت يوم الأربعاء في الليل من الشهر الماضي (أبريل2015)، ويوم وفاتها رفعت سبابة التوحيد، وكانت وهي في الغيبوبة قد فتح لونها ونورت بشكل ملحوظ -سبحان الله- فأمي مؤمنة ومصلية وصائمة قائمة بفروضها ومحجبة.
يؤلمني كثيرا فقدانها وفراقها، حيث أن منظرها وهي في المستشفى في ذاكرتي، وأحس دائما بالحزن، أحيانا أبكي، وأحيانا أشعر بالحزن والألم دون أن أبكي، وأحيانا أحاول أن أشغل نفسي مع أطفالي وعائلتي، لكن يعود نفس الإحساس، وأحس دائما بالكآبة والكوابيس، وأفكر في حالها في القبر، وأنني لا أستطيع أن أراها، وصورتها لا تفارق تفكيري، حتى ولو شغلت نفسي، فدائما أفكر فيها.
فراقها وفقدانها مؤلم جدا بالنسبة لي، تأتيني مخاوف وأفكار، خصوصا أنها في القبر تحت التراب، وقد ماتت، ومخاوف عن الموت، ولا أستطيع دخول منزلها لزيارة أختي وطفلها؛ لأن غرفتها وأماكن وجودها يسبب لي الحزن.
ساعدوني أرجوكم لكي أتخلص من هذا الإحساس بالحزن وألم الفراق والكآبة، ففقدان الأم صعب جدا، وأنا لا أستطيع أن أعيش براحة، وهذا الشعور يلاحقني أينما كنت، وقد تعبت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أختنا الكريمة: أولاً نسأل الله تعالى أن يرحم والدتك، ويسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
ثانياً: الإنسان يبتلى ويمتحن في أعزَ ما يملك، فإذا صبر واحتسب فله الجزاء العظيم، فاحمدي الله أنها فارقت الدنيا وهي على أحسن حال، وإن شاء الله تكون كذلك في الآخرة، ونحسبها أن تكون من الصالحات الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
والآن دورك هو أن تبريها بعد وفاتها بالدعاء لها، وبإنفاذ عهدها، وبصلة ودها، وبالتصدق لها، هذه هي الهدايا التي تسرها، فالحزن لا يجدي بعد الفراق ولا ينفعها بشيء، فأكثري من قول إنا لله وإنا إليه راجعون.
تذكري وفاة خير البشر سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي جاء للناس هدى ورحمة، ولو كانت الدنيا تدوم لأحد لدامت له -فداه أمي وأبي عليه الصلاة والسلم-.
ليس عيباً أن يحزن الإنسان على فراق أحب الناس إليه، ولكن عليه أن يتصبر ويمارس حياته بصورة طبيعية، ولا يستجيب لوساوس الشيطان، فحاولي التحدث عن مآثر الوالدة ومحاسنها والاقتداء بها، وادخلي بيتها واجلسي فيه ولو لفترة قصيرة، وتقبلي قضاء الله وقدره، فالكل ذاهب من هذه الدنيا إلا الخالق عزَ وجلَ، فحاولي الانشغال بمتطلبات الحاضر، وخططي للمستقبل، وكل ما تفعلينه من الصالحات -إن شاء الله- يكون لوالديك نصيب من أجره.
جبر الله كسرك، وألزمك الصبر وحسن العزاء.