هل لي أن أترُك خطيبتي لكونها قصيرة؟ أشيروا عليّ
2015-08-04 05:42:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدمتُ لخطبة فتاة لم أرها من قبل وهي وأهلها نعم النسب -والله أعلم- ورأيتُ الفتاة ورأتني وأعجبتني ووافقتُ عليها ووافقَت عليّ، واتفقنا على موعد للشبكة.
ولكن المفاجأة أني اكتشفت أنها قصيرة، ولم أُلاحظ ذلك عند زيارتي وعندما وافقتُ عليها وجاء موعد الخِطبة كنتُ مترددا، ولكن تمت الخطبة وأصبحنا نتكلم هاتفياً وأزورهم، ولكن كلما أتذكر قصَرِها أتردد.
وبعد مرور شهر تقريباً أو قد يزيد أيامًا قليلة قلت لها لننفصل، لخوفي أن أظل معها فترة فتتعلق بي أكثر وأتركها، وأيضاً أخاف أن أتزوجها وأنظُر لغيرها وأعصي الله، وبذلك أظلمها وأظلمُ نفسي.
لا أعرف السبب بالتحديد وراء شعوري بأن أترك خطيبتي، قد يكون لأنها قصيرة، أو مستوى الجمال أو من أجل أُخرى.
وأياً كان السبب فلتفترضوا هذه الأسباب، فهل يجوز أن أترك خطيبتي لكونها قصيرة ومستوى جمالها ليس كما أُريد، وقد أنظُر لغيرها؟
وفرضاً السبب الثاني: هل يجوز أن أترك خطيبتي من أجل أُخرى؟ وهل آثم لتركها لأيٍ من السببين؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يعينك على الخير ويحقق لك الاستقرار.
لا تفعل مع بنات الناس ما لا ترضاه ولا نرضاه لبناتنا وأخواتنا، وثق بأنك لن تجد امرأة بلا عيوب، كما أنك لست خالٍ من العيوب فكلنا بشر، والنقص يطاردنا والضعف يحيط بنا، وتعوذ بالله من شيطان يشوش عليك، واعلم أن عدونا لا يريد لنا الحلال ولا الزواج.
وننصحك بأن توطن نفسك على غض البصر؛ لأن الإنسان إذا لم يغض بصره لم تكفه نساء بغداد، وإن تزوجهن كما قال ابن الجوزي رحمة الله عليه، وإذا أكرمك الله بالحلال فمن الخذلان أن تلتفت إلى الحرام، وإن وقع بصرك فجأة فاصرف بصرك واذهب إلى زوجك الحلال.
والإنسان يتزوج لنفسه وليس لاستعراض طول زوجته وقوامها بين الناس، هكذا يفكر بعض الناس؛ فتعوذ بالله أن تكون منهم.
ولا يخفي عليك أن للشاب أن ينظر ويبحث ويسأل، وهذا أيضًا حق للفتاة وأوليائها، لكن إذا حصلت الموافقة بالرضا، وتم القبول فلا يصلح الخروج من ذلك الرباط؛ لأن الأمر فيه أضرار كبيرة للفتاة.
واعلم أن جمال الجسد عمره محدود، ولكن جمال الروح بلا حدود، وتذكر أن الشيطان يزين الحرام ويبغض إلينا الحلال.
ولا يصح أن تترك بنت الناس من أجل أخرى، ومن العبث تركها لأنها قصيرة، ومن الذي أجبرك بالقبول إن كانت غير جميلة، ونحن نخشى عليك من الإثم إذا تركتها للأسباب المذكورة بعد أن تعلقت بك ورضيت بك.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تجمع ما فيها من إيجابيات، وتلاحظ ما فيها وما في أهلها من تميز اعترفت به، وتجنب إحراج أهلها وأهلك، وفكر ألف مرة قبل اتخاذ مثل هذا القرار، وتواصل مع موقعك، وكن واقعيًا في طلبك للصفات وتوجه إلى مصرف القلوب، واسأله أن يؤلف بينك وبينها، وأن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به، واكتم عنها ما في نفسك وخالف عدوًا أمرنا الله باتخاذه عدوًا.
نسأل الله لك التوفيق ونشكر لك التواصل، وأبوابنا وصدورنا مفتوحة ونشرف بمعاونتك، فأنتم عندنا في مقام الأبناء، حفظكم الله وسدد خطاكم، وأغناكم بالحلال عن الحرام، وبارك لك فيها وبارك لها فيك.