خريجة صيدلة ومحتارة في اختيار العمل المناسب، أرشدوني
2024-01-28 00:15:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا خريجة صيدلة، وأريد أن أسألكم ماذا أفعل في مستقبلي؟ حقيقة أنا محتارة كثيرًا لأن هناك أكثر من طريق، ولكني لا أعرف ماذا أختار لأني لم أكن أحب الكلية عند دخولها، فربما هذا هو السبب في تلك الحيرة.
هناك مجال الدعاية الطبية، والصيدليات، والتكليف الحكومي، والعمل بالمستشفيات أو العيادات، أو عمل دبلوم باثولوجي، أو عمل في الطب الشرعي، أو عمل دبلوم إكلينيكي والسفر للخارج.
لا أعرف حقًّا ماذا أختار، وأشعر أني ليس لدي إمكانيات للعمل في مصنع أو شركة، وخصوصًا أني أُحرج عند معاملة الناس والرجال خصوصًا، وهذا يسري على الوقوف في صيدلية أيضًا، وليس لدي خبرة؛ ممَّا يصيبني بالحرج الشديد لجهلي، والدعاية تحتاج إلى سفر كثير وقدرة وإقناع، وهذا ليس عندي أيضًا، ولا أعرف طريقته، وليس لدي شغف، فالحلول متساوية أو عادية عندي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لك على التواصل معنا بهذه الأسئلة، أعانك الله ويسّر لك طريق الخير، ومبروك التخرج.
قطعًا لا أنصحك بعمل الدعاية والتسويق أولًا لسبب طبيعة شخصيتك، وثانيًا: متطلبات مثل هذا العمل، وثالثًا: من يقوم به لا يحتاج أن يكون على مستوى عال من العلم مثلك (خريجة صيدلة)، ولا ينبغي أن تضيعي تخصصك فقط في البيع والشراء والتسويق.
ولتسهيل الأمر عليك أنصحك بالتركيز على جانبين: العمل في الصيدلة، سواء في المستشفى أو في صيدلية خاصة، أو دراسة دبلوم الباثولوجي، ومن ثم العمل في الطب الشرعي. أو السفر والتخصص في علم الصيدلة الإكلينيكي أو السريري، وأنا شخصيًا كنت سأختار هذا لأهميته في بلادنا ومشافينا، ولاعتماده كثيرًا على دراستك السابقة في الصيدلة.
ومن الواضح أن هناك قرارًا عليك اتخاذه، ولن يستطيع أحد اتخاذه نيابة عنك، ولا شك أن ظروفك المعيشية والأسرية والمالية كلها لها تأثير أيضًا في تحديد الطريق والسبيل الأمثل، وأكيد أنت ستصلين صلاة الاستخارة، وهذا ممَّا سيعينك على اتخاذ القرار، لأن في الاستخارة طلب الاختيار لك وطلب الخير ممن يعلم الغيب، فهو سبحانه يعلم ولا نعلم، ويقدر ولا نقدر، وهو علَّام الغيوب، فإن كان في الأمر الفلاني خير فستوفقين إليه، وإن كان غير ذلك فسيكون خيرًا أيضًا، والخيرةُ فيما اختاره الله بعد التوكل عليه والسعي والأخذ بالأسباب.
وبغض النظر عن قرارك الأخير، أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والسداد، وأن ييسّر لك طريق الخير، ونفع الله بك عباده.