خطبت فتاة وظهرت فيها أمراض، هل تنصحوني بالزواج بها؟
2024-01-29 00:46:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطبت فتاة قبل رمضان بشهر، وهي جميلة ومتدينة وطيبة ومطيعة، غير أنه كانت تواجه صعوبة في النطق أحياناً.
في رمضان استضفتها وأهلها للإفطار في بيتنا، وهنا لاحظت أنها تواجه صعوبة قليلة في الحركة، فسألتها بعد ذلك فقالت: إنها مريضة بمرض عدم التوافق العضلي العصبي الذي يؤثر أحياناً على حركتها.
نفسي تقول لي: إنه يجب أن أتركها لعدم القول لي في بداية خطبتنا بهذا المرض سواء منها أو من أهلها.
هل أنهي هذه الخطبة؟ علماً أنها أحبتني، وأخاف إن فعلت ذلك أن يعاقبني ربي؛ حيث إنه منذ خطبتها ربي يوسع عليّ رزقي، لكني أخاف أن يؤثر هذا المرض على حياتنا الزوجية أو الحميمية، وأخاف أن ينتقل هذا المرض لأولادي إن أراد الله أن نرزق بذرية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aly حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير والاستقرار.
نتمنى أن لا تستعجل في اتخاذ قرار فسخ الخطبة، وننصحك بسؤال المختصين من الأطباء عن طبيعة المرض المذكور، وعن آثاره على الذرية، والأمر بيد رب البرية.
أرجو أن تلاحظ ما في الفتاة من إيجابيات كبيرة: الدين والجمال والطيبة والطواعية. تذكر أنك لن تجد فتاة بلا عيوب، كما أنك لست خالياً من العيوب، فكلنا بشر والنقص يطاردنا، وقد وجهنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)، ولا يخفى عليك أن كسر خاطر الفتاة وأهلها ليس بالأمر الهين، والواحد منا لا يرضى ذلك لبنته أو لأخته، فكيف نرضاه لبنات الناس؟!
الفتاة وأهلها ليسوا مطالبين بإظهار العيوب، ولا يسألون إلا في حال إخفاء عيوب تمنع مقاصد الزواج الأساسية، ولكن الشرع يبيح لك ولهم قبل الارتباط التوسع في السؤال والتعرف على الفتاة وأهلها، بل من حق الرجل أن يرسل من محارمه من تجالس الفتاة وتقترب منها وتتعرف على ما فيها، وما عندها، وقل أن تختفي النقائص عن أعين النساء.
هذه وصيتنا لك: بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى أن تستخير، وفي الاستخارة طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه.
نكرر لك الدعوة باستشارة طبيب مختص حتى تكون على بينة من الأمور، ونذكرك بأن الخطبة ما شرعت إلا لتحقيق التعارف والتقارب ليس فقط بين الشاب والفتاة، ولكن بين الأسرتين أيضاً، وإن من حق كل طرف أن يوقف العلاقة إذا وجد ما يقتضي ذلك، ولكن ليس من حق أي طرف أن يجرح المشاعر أو يشين السمعة.
إما طلاق على الخير أو فراق في الخير وبإحسان، مع بقاء الأمنيات الطيبة تجاه الطرف الآخر، وليس في حياة تقوم على التردد أو المجاملة خير بل لابد من قناعة وتقبل للشريك كما هو.
لا مانع من السعي للكمال بالنصح والتواصي بالحق والصبر.
سعدنا بتواصلك ونذكرك بأن القرار الناجح هو الذي يأتي بعد دراسة متأنية.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.