أرغب في الزواج بفتاة ناضجة بينما أسرتي يختارون الصغيرة
2015-08-10 03:14:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا بعمر 32 سنة، مقبل على الزواج، أجد نفس غير قادر على اتخاذ قرار اختيار الزوجة المناسبة لي، بحيث أنني في مخيلتي أبحث عن زوجة تتوفر فيها الشروط التي بينها لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، من الدين والجمال والمال والنسب، وتكون ذات علم ومستوى دراستي لا بأس به.
أقاربي أجدهم هم من يختارون لي الزوجة حسب ذوقهم ورغباتهم وميولاتهم، ولست أنا من يختار، بالإضافة إلى أنني أبحث عن زوجة يكون سنها ما بين 21 و25 سنة، كحد أقصى بالنسبة لي، هذا هو السن الذي تكون فيه الفتاة بكامل أنوثتها، واعية بمسؤولية الزواج، وما يترتب عليه.
أما الوالدان والعائلة فيبحثون لي عن فتاة بعمر 17 سنة 18 سنة، أي صغيرة بالسن حتى أكون أنا هو حبيبها الأول، وأنا من سيربيها، ويروضها على نمط تفكير معين، وتسيير لشؤون البيت حسب رأيي وإرادتي.
الكل في العائلة يتدخل في زواجي ويعطي رأيه، وهذا سبب لي مشاكل نفسية، بحيث أصبحت أتفادى النقاش وملاقات الناس والأصدقاء، والعائلة، ولو عبر الاتصال بالهاتف، خشية التحدث بموضوع الزواج بعدما تزوج كل أصدقائي بمن فيهم أصغر مني سناً، وأقل مني مادياً.
أنا بسبب كثرة ما أسمع من طرف العائلة حول الفتاة الصغيرة بالسن بدأت أنحاز إلى نصائحهم؛ بحيث أنني تقدمت إلى التحدث مع أب الفتاة كنت قد رأيتها مارة مع أمها بالطريق، ولما سألت عنها وعن عائلتها الكل شكرها وشكر عائلتها، وأب الفتاة رحب بي ولم يرد طلب أبي من المصاهرة معه، والفتاة تبلغ من العمر 21 سنة، وجميلة بالشكل، لكني لا أعرف رأي البنت فيَّ كزوج، بحيث أنها كانت لما تمر من أمامي تلقي علي التحية، ولما علمت بأمر تقدمي إليها مرت مؤخراً من أمامي وكل الغضب ظاهر على وجهها، ولم تحدثني، وكأنها تقول: لا وألف لا!
هذا الأمر جعلني أدخل في وسواس في المستقبل، ممكن أن تخونني وما شابه ذلك من مثل هذه التساؤلات.
علما أنها بدأت طلبات عروض الزواج تتوافد إليها 4 شبان تقدموا لها غيري.
الأمر الآخر هو أن أحد أفراد العائلة تعرف على عائلة محافظة جداً، لديهم فتاة بعمر 17 سنة، ومستواها الدراسي السادس ابتدائي، إلا أنها بها جميع الشروط من دين وخلق وحياء وجمال ومال ونسب وقمة البراءة.
أقدمت مع أمها بعدما وافقت أمها بنظرة كل منا إلى الآخر، وقد أعجبت بها إلى حد ما من خلال النظرة الشرعية الأولى دون التحدث إليها.
تساؤلي هو أنني أخشى من فارق السن الذي بيننا 15 سنة كفرق، ومتسرع بالظفر بمولود، وأخشى أن أظلم هذه الفتاة إن لم تكن قادرة على أعباء تربية الأبناء أو تكون لا زالت صغيرة على تحمل المسئولية، أيضاً لدي تخوف من المستوى الجنسي، بحيث أنني كنت مدمناً على العادة السرية من قبل، وأخشى أن يؤثر ذلك، وأنها أصغر مني سناً ستكون بكامل قوتها الجنسية، وربما أكون مخطئاً بهذا الأمر.
أرجو الإفادة، فأنا أثق في رأيكم، وكلي أمل في مساعدتي، فما هو رأيكم؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنا عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يمُنَّ عليك بزوجةٍ صالحةٍ طيبةٍ مباركةٍ تكون عونًا لك على طاعته ورضاه.
بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فاسمح لي أن أقول لك: إن وجهة نظرك الأولى هي الأوفق والأفضل، لأنه كلما كانت المرأة متقدمة في السنِّ نوعًا ما كلما كانت أقدر حقيقة على التفاهم مع زوجها، خمسة عشر عامًا فارق سِن كبير وليس صغيرًا، هذه طفلة، وستجد هناك فوارق كبيرة جدًّا في الفكر والمشاعر والسلوك والتصرفات، ولذلك رجاءً أن تُعرض تمامًا عمَّا قدَّمه لك أهلك مهما كان فيها من مواصفات؛ لأن هذه طفلة صغيرة، لا تتحمل فعلاً أعباء الحياة الزوجية، وستُفاجأ بأنها بسيطة وبريئة وساذجة، وليس عندها أي فكرة عن شيءٍ، فعندما تريد رأيها في أمرٍ قد يكون حقيقة من المتعذر عليها أن تُقدِّم لك رأيًا صائبًا، لعدم خبرتها أو قلة خبرتها، وعندما يحدث بينك وبينها أي خلاف – لا قدر الله – تُفاجئ أنها طفلة تغضب لأتفه الأسباب وتحتاج إلى مجهودٍ كبير، لأنها لا تُقدر ما معنى الحياة الزوجية ولا تعرف ما هو حق الزوج على زوجته، إلى غير ذلك.
أنصحك – بارك الله فيك – أن تظل على موقفك الذي ذكرته من واحد وعشرين لخمسة وعشرين عامًا، هذا معقول جدًّا، والفارق بينهما ليس كبيرًا، وأنا أفضل أن تكون في الخامسة والعشرين، كلما كانت في هذا السن كانت أفضل وأنضج، على الأقل تكون قد انتهت من المرحلة الجامعية، ومسألة أنتَ تُربِّيها على يدك، هذا ليس صحيحًا، نحن في هذا العصر، الطفل الآن في الروضة تُربِّيه المربيات ويخرج الآن وعنده من المعلومات والأفكار ما ليس عند إنسانٍ كان في المرحلة الابتدائية قديمًا، وطفل المرحلة الابتدائية الآن عقله أنضج من طالب المرحلة الثانوية قديمًا.
ولكن المهم – بارك الله فيك – أن تتخير كما ذكرت بالضوابط الشرعية التي أشرت إليها، وهذا هو الذي أمامك، وليس أمامك سوى هذا الأمر، وهو الحل الأمثل والأنسب والأوفق.
أنت رجل – بارك الله فيك – سِنُّك متقدم، في اثنين وثلاثين عامًا، فتقول لي (خمسةَ عشر عامًا في اختيار الزوجة) أقول لك: هذا جنون، لأنها ستكون في نصف عمرك، وستكون كأنها طفلة أنت تُدَهْدِهُها.
أما خمس وعشرون سنة بينك وبينها خمس سنوات - أو سبع سنوات - معقول جدًّا، وخاصة - كما ذكرت لك - تكون قد تمرَّستْ، وأنت وضعت شروطًا رائعة – التي هي الشروط الشرعية – فلا خوف عليك.
عليك أن تأخذ بالأسباب والضوابط، ولكن اترك عنك الكلام الذي قاله أبوك والذي قالته أمك، لأن الفاضلة فاضلة، والعفيفة عفيفة، سواء كان عمرها عاماً أو عمرها مائة عام، قضية أنها صغيرة تُربيها على يدك هذا كلام وهمي الآن، الناس الآن تدخل إلى مواقع محظورة في الإنترنت وتفعل الأهوال، وقد تكون طفلة في المرحلة الابتدائية وتعرف من الأمور (والله) ما لا تعرفه أمها وهي في التسعين أو السبعين أو الثمانين من عمرها.
إذًا – باركَ الله فيك – عليك بضوابط الشريعة، المرأة المتقدمة في السن كما ذكرت أنت في أول كلامك، ولا تحيد، ولا تقبل، واعتذر لأهلك، وقل لهم: هذه لا تصلح بالنسبة لي، لأن فارق السن كبير، وأنا لن أربيها على يدي، لأنه أصلاً ما من امرأة أو رجل الآن إلا وتمت تربيته بطريقة أو بأخرى.
أخِي الكريم عزيز: الذي يُربي أبناء المسلمين الآن هو الإعلام والأفلام والمسلسلات يا رجل، والإنترنت، وما أدراك ما الإنترنت، الأسرة لا تُربي شيئًا الآن، فإذًا البيت الفاضل هو الذي يُربي أبناءه تربية متكاملة، ويُعمِّق لديهم المفاهيم الشرعية والضوابط الإسلامية الراقية، بصرف النظر عن كونها تحمل مؤهلاً جامعيًا أو لا تحمل.
أسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.