نوبات التشنج التي تحدث لابني تؤثر على نفسيته، فماذا أفعل معه؟
2015-08-12 02:46:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني عمره 16 عاماً، منذ 6 أسابيع حدثت له نوبة تشنج كنوبات الصرع، ثم تكررت بعد 10 أيام، وفي النوبة الثانية عندما أفاق منها لم يستطع الكلام، وذهبت به إلى طبيب نفسي سمع مني وكتب له على أقراص لتحسن الألم الذي يشعر به في حنجرته ويتكلم، واستمر 8 أيام تقريبا بدون كلام، فهو لا يريد الذهاب مرة أخرى إلى الطبيب بحجة أنه ليس مجنون، وأنه عاد ليتكلم.
بالأمس نام في العصر ثم ذهبنا لنوقظه على المغرب حتى يفطر معنا فإذا به لم يستطع الكلام مرة أخرى، فوالده يعمل بالخارج، ومنذ عدة أشهر بدأ ابني بشرب السجائر وعندما علمت وعدني بأن لا يعود لها، ثم عاد لها مرة أخرى، والآن هو عصبي جدا، وشديد العناد والحساسية، لو شتمته حتى ولو بمزاح لا يقبل، ويغضب غضبا شديدا، فهو الولد الوحيد وله أختان، ولأول مرة في حياته يرسب في مادة ويدخل في دور ثان، وامتحانه بعد غد، ووالده يهدده بأنه إذا رسب سوف يخرجه من التعليم؛ لأنه لا يذاكر، ويريد البقاء مع أصدقائه طوال الوقت فماذا أفعل؟
أرجوكم أفيدوني، وآسفة على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله الكريم أن يشفي هذا الابن وأن يعافيه.
هنالك جانب طبي نفسي، وهنالك جانب سلوكي في حالته من حيث الجانب الطبي النفسي، إذا كانت التشنجات الصرعية مُثبتة فلابد أن يتناول لها العلاج وبانتظام، وهذا الأمر يجب أن يُحدده طبيب الأعصاب – أيتها الفاضلة الكريمة -.
الصرع علاجه سهل جدًّا، ويجب ألا يُهمل، إذا أثبت بالفعل أن النوبات التي تأتيه نوبات صرعية.
الجانب الآخر وهو الجانب السلوكي: أعتقد أن هذا الابن لديه عدم استقرار نفسي، لديه عدم استقرار وجداني، والتوقف من الكلام لا أعتقد أنه تصنُّعًا، إنما هو نتيجة لعدم الارتياح النفسي، وهذا التوقف من الكلام ينتج على مستوى العقل الباطني، هو نوع من الاحتجاج، هو نوع من شد الانتباه، هو نوع من الإسقاط النفسي، لا أعتقد أنه يعاني من علة عضوية تمنعه من الكلام، إنما حالته النفسية هي التي تؤدي إلى ذلك.
وأنت ذكرتِ أن هذا الابن لديه الكثير من الحساسية، والعصبية، وأنه شديد العناد، وأنه يحاول دائمًا أن يُفرض إرادته على المواقف، وأنه سريع الاستثارة والغضب، لا شك أنه محتاج لبرامج لتعديل السلوك، وهذه البرامج تقوم على مبدأ: أن نحفزه ونشجعه على ما هو إيجابي، وأن نُقلل من سلوكياته السلبية من خلال التجاهل، وكذلك من خلال الإرشاد.
أرجو أن تُشعريه بكينونته، تُشعريه بأنه عضوٌ مهمٌ جدًّا وفاعَّل في الأسرة، بأنه هو الذي سيكون راعي أخواته، وشيء من هذا القبيل، أعتقد من خلال هذا التحفيز وهذا التشجيع، وفي ذات الوقت أن يكون هنالك نوع من التوبيخ على السلوك الخاطئ، موضوع التدخين وخلافه، يجب أن نتأكد أيضًا من الرفقة.
ويا أيتها الفاضلة الكريمة: درِّبي ابنك على الصلاة، الصلاة فيها خير عظيم، تفتح له فتحًا عظيمًا، ودعيه أيضًا أن يُراجع إمام المسجد ليتحدث معه، ليوجِّهه، ليُرشده.
من خلال هذه الآليات أعتقد أن سلوك هذا الابن يمكن أن يتحسَّن ويمكن أن يتعدَّل.
والده – جزاه الله خيرًا – نعرف أنه يُحبه، ونعرف أنه يريد أن يكون ابنه من أفضل الأبناء، لكن منهج التهديد ليس المنهج الصحيح، يجب أن يعرف ذلك، السلوك التربوي يجب ألا يقوم على التهديد أبدًا، هذا لا يفيد.
بالنسبة لموضوع الأصدقاء: من الصعب أن نحرف اليافعين بالابتعاد عن أصدقائهم، لكن أنصحوه، وابحثوا له عن صداقات بديلة، الجيِّدين من الشباب، الصالحين، الأتقياء، الأذكياء أيضًا موجودون ولا شك في ذلك، فحاولوا بشيء من الكياسة والفطنة أن تستبدلوا له علاقاته، هذا يُساعده كثيرًا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.