لا أشعر بالسعادة مع زوجي بسبب كثرة غضبه، فهل أطلب الطلاق؟

2024-02-05 09:59:54 | إسلام ويب

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة منذ ثلاثة أشهر، وبعد الأسبوع الأول من الزواج أصبحت أفكر بالطلاق، وكانت فترة الخطوبة طويلة لمدة سنة ونصف، ولكن خطيبي لم يبق معي سوى شهر ونصف فقط بسبب سفره، وفي الحقيقة لم أكن سعيدة بتلك الخطبة، وكثيرًا ما حدثت مشاكل وخلافات على أبسط الأمور، وكنت دائمًا أصلي الاستخارة، وكان أهلي يعلقون سبب تلك المشاكل على سفره، وأن الأوضاع سوف تتحسن بعد الزواج.

قدر الله وتم الزواج، ولكنني وجدته شخصية مختلفة تمامًا عن فترة الخطوبة، خاصة بطريقة كلامه، مما جعلني لا أتقبله أبدًا، ولا أحب التحدث معه، وإن خرجت معه لا أبادر بالحديث في أي موضوع لأنني أشعر بالحرج من طريقة كلامه، وأصبح سريع الغضب، ويلجأ للصوت العالي كثيرًا، وليس لديه الثقة بنفسه، وليس له مكانة عند أهله ويخبرهم بكل شيء، ولا يأخذ أي قرار إلا بعد مشورة أمه، وإن لم توافق يخبرني بذلك دون حرج، فهي كل شيء في أسرته، أما والده فدوره ثانوي، وهذا ما يضايقني كثيرًا، وقد نبهته على ذلك ولكن دون جدوى، ويؤذيني بكلامه، ويحاسبني لم فعلت كذا، ولم لم تفعلي كذا؟ حتى شعرت بالملل من أسلوبه، وكثير النقد لي على أشياء أملكها وأشياء لا أملكها، وينتقد كل شيء حوله إذا ذهبنا لأي مكان، ولا يرى سوى عيوبه.

أشعر دائمًا بأنني مقيدة من كثرة غضبه ونقده لي، ولا أرى فيه القدوة الطيبة لأبنائي، ولا أستطيع أن أقتدي به أيضًا، فليس لديه مبادئ مهمة، فأنا لي عملي الخاص، وأضع أموالي في مكان هو يعلمه، ولا أعلم عددها، وذات مرة حاول أخذ بعض المال وأنا نائمة ولكنني استرجعته منه.

رغم مميزاته الحسنة بأنه يصلي في المسجد إلى حد كبير، ويرعاني ويساعدني أثناء تعبي، ويحاول إرضائي دائمًا، ويصالحني إذا زعلت منه، ويكرمني ولا يبخل علي بشيء كما يفعل مع أهله، إلا أنني لا أتقبله، ولا أثق به، ولا أشعر معه بالأمان، وأصبحت أنتقده دائمًا حتى بدأ يشعر بالضيق، ولا أشعر بالسعادة معه، فهل أطلب منه الطلاق؟

أفيدوني جزاكم الله خيرًا.

---

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همسة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يسهل أمرك ويحقق لك الوفاق والاستقرار والآمال.

لا نؤيد التفكير في الطلاق من رجل يصلي في المسجد غالبًا، ويراعيك إذا كنت متعبة، ويعتذر إليك إذا أخطأ، بل يجتهد في إرضائك، ولا يقصر في الإنفاق عليك ولا على أهله، ورغم أننا نقدر الصعوبات التي تواجهك، إلا أننا نحب أن نؤكد أنه لا يوجد بشر ليس فيه نقائص، ولن يجد الرجل امرأة بلا عيوب، كما أنه لا يوجد رجل بلا عيوب، ولكن طوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، ومن الذي ما ساء قط، ومن له الحسنى فقط؟

وأرجو أن تركزي على إيجابياته بدلا من الانتقاد لسلبياته، وثقي بأن مسألة التوافق بين الزوجين تحتاج إلى وقت، وإلى مراحل تبدأ بالتعارف، ثم التنازل والتأقلم والتفاهم، ثم التعاون والتوافق، وصولاً إلى التآلف.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك باعتبار والدته كأمك، ولا تتحسسي أكثر من اللازم من تدخلات أمه، وثقي بأنه ليس من مصلحتك ولا مصلحته مواجهة والدته، ولا شك أن إشراك والدته ونقله للأسرار إليها أمر مزعج، ولكنه أيضاً من الأمور التي تحتاج إلى بعض الوقت، أما بالنسبة لعصبيته ورفعه لصوته فهي أمور ستقل مع تفاديك لأسباب غضبه، والتوقف عن انتقاده.

سعدنا بتواصلك، ويفرحنا استمرارك في التواصل، مع مزيد من التوضيح لطرائق تعاملك مع المشكلات، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يرفعك عنده درجات.