أخطأت في حق صديقاتي في مراهقتي وتبت الآن، كيف أتحلل منهن؟
2015-09-03 03:06:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخواني أنا فعلت أمرا وأريد منكم أن تفتوني مشكورين، وأنا نادمة وقلبي يتفطر مما فعلت، عندما كنت في الخامسة عشر أو السادسة عشر كنت أضيف في ماسنجري فتيات وأتعرف عليهن، كانت لي صديقة وضعت صورتها خلفية، أنا ذهبت وأخذت صورتها ووضعتها خلفية لي دون علمها، وأخشى أني وقعت في السرقة وأنا لا أعلم ما كانت نيتي، والمشكلة أن هذه الفتاة ذهبت ولا أعرف عنها شيئا، كيف أتحلل منها؟ ووضعت صورا لأكثر من صديقة، وأظن أني أخذتها متعمدة -أستغفر الله- فكيف أتحلل منهن؟
وأذكر أن صديقة أختي أرسلت صورتها وأخذتها دون علم أختي، وأرسلتها بحجة أنها لي، وهذا عندما كنت أبلغ السادسة عشر أو السابعة عشر، كنت في سن مراهقة، تبت من الذنب، هل علي إثم؟
أنا مصابة بالوسواس القهري مع الذهان، وأخشى أن تؤثر علي هذه القصة، ماذا أفعل؟ وهل سيقتصون مني يوم القيامة إن لم أتحلل منهن؟ أنا لا أعرف كيف أخبرهن، أنا أخشى يوم القيامة ويوم القصاص.
أرجو أن تكونوا رحماء معي فأنا تائبة من هذه الذنوب، وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nouf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- فالذي أحبُّ أن أبيِّنه لك فعلاً أنه ممَّا لا شك فيه أن حق الإنسان المسلم عظيم جدًّا عند الله تبارك وتعالى، والنبي -صلى الله عليه وسلم- عندما كان خارجًا مهاجرًا من مكة إلى المدينة وقف أمام الكعبة وقال: (والله إنك لعظيمة، والذي نفسي بيده للمؤمن أعظم عند الله حُرمة منك) فحرمة المؤمن أعظم من حرمة البيت الحرام، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه) والذي فعلته أنت إنما هو جريمة في حق عرض أختك المسلمة التي ائتمنتك على صورتها.
ولذلك أقول: ما دمت قد فعلت ما فعلت فالمطلوب منك الآن أن لا تُرسلي ولا تحتفظي بأي صورةٍ لأي أختٍ من أخواتك اللواتي يثقن فيك ويتوصلن معك، حاولي واجتهدي ولا تتراجعي عن هذا القرار مطلقًا مهما كانت الظروف (لن أحتفظ بأي صورة لأي أختٍ حتى لا أقع في المخالفة الشرعية بعد ذلك).
الأمر الثاني: اندمي على هذا الأمر، وأنا أرى أنك نادمة فعلاً.
الأمر الثالث: اعقدي العزم ألا تعودي إلى ذلك أبدًا مطلقًا.
الأمر الرابع: اطلبي من هذه الأخت أو من غيرها السماح العام، لا يلزم أن تُخبريها بما فعلتِ، لأن بعض الناس أحيانًا لو أخبرته قد لا يعطيك ما تُريدين من التوبة، وقد يُماطل، وقد يُنكر عليك ويقول: كيف؟ ويدخلك في قضية أنت في غنىً عنها، فأنت قولي: (سامحيني، أنا أحيانًا لعلِّي تكلمتُ في حقك كلمة أو فعلتُ فعلاً، فأرجو منك أن تسامحيني) اجعلي الكلام بهذه الصيغة الإجمالية، ثم بعد ذلك اجتهدي في تحسين صورتها في كل مكانٍ يذكرها الناس فيه من صديقاتك، كلما ذكروها قولي: (هذه أخت فيها خير، وأنا لا أعلم عنها إلَّا خيرًا) وابدئي في الدفاع عنها، ثم عليك بالدعاء لها ما بين الحين والآخر، كلما تذكرتها عليك بالدعاء لها أن الله تبارك وتعالى يُصلح حالها وييسِّر أمرها، وبذلك الله تبارك وتعالى لو علم منك الصدق وإخلاص في هذه التوبة فسوف يغفر لك، ولن يُحاسبك على هذا الذنب -بإذن الله تعالى-.
وأما هي فحقها سوف يُعطيها الله تبارك وتعالى مقابله بطريقته التي يراها، وأهم شيء فعلاً أن تجتهدي في الالتزام بما ذكرته لك، ولا تفكري في هذا الموضوع بعد ذلك، واجتهدي في نسيانه، وأكثري من الاستغفار عسى الله أن يغفر لي ولك وللمسلمين والمسلمات، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.