الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، ونصيحتنا لك أن تجاهد نفسك للتخلص من هذه الوساوس، والسبيل إلى ذلك هو أن تُعرض عن الوسوسة، لا تشتغل بها، ولا تبحث عن أسئلة لما تُمليه عليك، فإذا أعرضتَ عنها تمام الإعراض؛ ذهبت عنك -بإذن الله تعالى-.
وأما ما وصفت من تلفظك بكلمات الطلاق، فإنه لا يقع بها طلاق، وزوجتك لا تزال في عصمتك؛ لأنك لم تُنشئ طلاقًا مُريدًا له، بل لو تلفظت بلفظ الطلاق تحت تأثير الوساوس فإن هذا مثل طلاق المُكره، فالعلماء يقولون: الموسوس كالمُكره، ما تلفظ به تحت تأثير الوسوسة لا عبرة به، لقوة الدافع الذي يدفعه، وقلة المانع.
فنصيحتنا لك أن تُعرض عن هذه الوساوس، وألا تعبأ بها، وإلا فإن استمرارك معها سيوقعك في حرج عظيم ومشقة بالغة.
نسأل الله تعالى أن يكتب لنا ولك العافية.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي المستشار الأسري والتربوي، وتليها إجابة د/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
أخِي الكريم: بالفعل أنت لديك وساوس قهرية فيما يتعلق بموضوع الطلاق، والوسواس القهري يُعرف بأنه فكرة أو فعل أو نوع من الطقوس أو صورة ذهنية أو مخاوف أو شكوك، تتسلط على الإنسان، ويحاول ردَّها ورفضها وإيقافها، لكنه لا يستطيع ذلك، ويؤمن بسخفها، ولا يريد أن يُطبقها.
فيا أخِي الكريم: هذا التعريف المبسط ينطبق عليك مائة بالمائة، فأنت قطعًا لا تريد أن تطلق زوجتك الكريمة، إنما هذا الفكر العبثي الوسواسي المتسلط والمستحوذ عليك هو الذي يجعلك تتصرف التصرفات التي ذكرتها.
والذي استوقفني -أخي الكريم- فيما يتعلق بطريقتك ومنهجك في التعامل مع الوساوس، أنك تخضعها لتفاصيل دقيقة، وتجري حوارات مع نفسك لتصل لقناعاتٍ هل أنت مخطئ أم مصيب؟ هل طلقت أم لم تطلق؟ هذا -أخي الكريم- نسميه بالحوار الوسواسي، وهذا أمر سيئ جدًّا.
هذا الوسواس يتم التعامل معه من خلال التحقير وما نسميه بالإغلاق التام. أولاً: عليك أن تستغفر، وعليك أن تستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وأن تُخاطب الوسواس مباشرة، تقول له: (أنت وسواس حقير، لن أناقشك، لن أهتمُّ بك، أنت تحت قدمي) ولا تزد على هذا، مهما كان إلحاح الفكرة الوسواسية.
إذا كررت هذه المنهجية وطبقتها بصورة صحيحة؛ سوف تجد أن حِدَّة الوساوس ابتدأت تتلاشى حتى تختفي تمامًا.
أيها الفاضل الكريم: اصرف انتباهك تمامًا عن هذا النوع من التفكير، وأشغل نفسك فيما هو مفيد، فالوساوس أيضًا تتصيد الناس من خلال وجود فراغ ذهني، يعني فكري أو فراغ زمني، ولذا نُطالب أصحاب الوساوس بأن يملؤوا فراغهم أيًّا كان، وأن يشغلوا أنفسهم، وأن يستثمروا أوقاتهم، وأن يُحسنوا إدارتها... أخِي الكريم: هذا يعود عليك بخير كبير وكثير جدًّا.
تمارين الاسترخاء وجد أنها مفيدة، ربما تسألني: كيف يفيدني الاسترخاء في علاج الوسواس؟ نعم يفيد؛ لأن الوسواس جُلُّه قلق، والقلق يعالج من خلال الاسترخاء، فيا أخي الكريم: ارجع لاستشارة بموقعنا، والتي هي تحت رقم (
2136015) وطبق التعليمات والإرشادات الموجودة فيها، فهي -إن شاء الله تعالى- مفيدة جدًّا.
بقي أن أقول لك: إن العلاج الدوائي ضروري جدًّا في حالتك، بل أراه واجبًا؛ لأنه بالفعل سوف يزيل عنك هذه الوساوس. الوساوس الفكرية تستجيب للعلاجات الدوائية بصورة ممتازة، وفعالية الدواء أتتْ من أنه أثبت أن الكثير من الوساوس حتى وإن كانت خنَّاسية يحدث نوعًا من التغير في الدماغ يؤدي إلى تأرجح أو عدم انتظام في بعض المواد الكيميائية والموصلات العصبية، والتي من أهمها مادة الـ (سيروتونين Serotonin) لذا الأدوية مهمة جدًّا لتضع هذه المادة في مساراتها الطبيعية.
أخي الكريم: أريدك أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا للمزيد من الإرشاد، وكذلك ليصف لك الدواء، أما إذا لم تستطع الذهاب إلى الطبيب فطبق ما ذكرته لك، وسوف تستفيد منه كثيرًا، وفي ذات الوقت أريدك أن تبدأ في تناول الدواء المعروف والمشهور والذي يسمى تجاريًا باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) ربما تجده في العراق تحت مسمى تجاري آخر، الدواء سليم جدًّا، ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة (عشرون مليجرامًا) تناولها يوميًا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولتين يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة يوميًا لمدة أربعة اشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.
الدواء مفيد وفاعل وغير إدماني، وإن شاء الله تعالى سوف تستفيد منه كثيرًا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.