يأتيني عند النوم شعور بأني لن أنام، ويصيبني الأرق أياما عديدة بسبب ذلك!
2015-08-26 03:21:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عندي وسواس عدم النوم، أخاف من أني لن أنام، وإذا حاولت أن أنام يصيبني خوف وهلع وألم في القلب، وألم في كامل الجسم وضيق تنفس، وأبكي بشدة، وصرت لا أذهب إلى النوم خوفاً من أن تأتيني هذه الحالة، وأجلس بالأيام لا أنام، وإذا تحسنت حالتي وصرت أنام يكون عندي خوف من أن ترجع لي الحالة، وكأني أنتظرها إلى أن تعود، أريد النوم ولكنني لا أستطيع، لأني أخاف من مقاومة وسواس عدم النوم، وإذا نمت أجلس أفكر طوال اليوم هل سأنام في اليوم التالي أم لا؟ علماً بأن هذا الوسواس متقطع، أيام أنام وأيام لا أنام أبداً، وبعدها توالت علي الوساوس، من أهمها وسواس في التنفس، أفكر بأنني لا أتنفس فبالتالي أنكتم، وأيضاً يأتيني وساوس في الذات الإلهية أخجل من ذكرها.
ما الحل؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
وساوس عدم النوم هي من الوساوس السخيفة، لأن النوم هو أصلاً حاجة بيولوجية وحاجة نفسية وفسيولوجية، والإنسان ينوم تلقائيًا، وهذا أمرٌ أكيد ولا شك فيه.
هذه الفكرة حين تسيطر على الإنسان يكون معها ما نسميه بالقلق التوقعي، وهذا في حد ذاته قد يؤدي إلى اضطرابات النوم، ويُصعِّبَ على الإنسان الدخول في النوم.
الحالة - أيتها الفاضلة الكريمة - تُعالج من خلال التجاهل، ومن خلال تصحيح المفاهيم، والمفاهيم تُصحح بناءً على ما ذكرناه، وهو أن النوم حاجة نفسية وبيولوجية سوف تأتي للإنسان تلقائيًا، رضي بذلك أو لم يرضى، يعني يجب ألا تبحثي عن النوم، بل اجعلي النوم يبحث عنك.
وكل الذي تحتاجين إليه أيضًا هو نوع من الخطوات التمهيدية الجيدة:
• أذكار النوم هي من أعظم ما يُمهِّد للإنسان النوم الصحيح، ويجعله يحسُّ بطمأنينة شديدة، فأرجو أن تقرئي عن هذه الأذكار في كتاب الإمام النووي، وتُطبقيها، وتكون لك قناعة مطلقة بفعاليتها، هذا مهمٌّ جدًّا.
• تجنبي النوم النهاري.
• مارسي شيئًا من الرياضة.
• كوني مسترخية قبل النوم.
• اقرئي شيئًا طيبًا من كتاب أو من صحيفة أو اقرئي شيئًا من القرآن الكريم، وهكذا؛ والنوم يأتي - أيتها الفاضلة الكريمة -.
• عليك أيضًا بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدًّا في مثل هذه الحالات القلقية.
وأنت كما ذكرت وتفضلت لديك الطابع الوسواسي، والوساوس دائمًا تُعالج من خلال التحقير، والوساوس حول الذات الإلهية من الوساوس السخيفة، لكن -بفضلٍ من الله تعالى- يمكن أن تذهب وتزول تمامًا إذا حقَّرها الإنسان.
أنت أيضًا سوف تستفيدين كثيرًا من أحد الأدوية البسيطة، عقار يسمى تجاريًا باسم (أنفرانيل Anafranil) ويسمى علمياً باسم (كلومبرامين Clomipramine)، من الأدوية القديمة نسبيًا، لكنه مضاد جيد للقلق الوسواسي، وهو يحسِّن النوم، فإن ذهبتِ إلى الطبيبة في المركز الصحي يمكن أن تصفه لك، والجرعة المطلوبة هي خمسة وعشرين مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.