أعاني من اكتئاب وخوف من المستقبل، فهل هذا الدواء يناسب حالتي؟
2015-08-27 00:37:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 23 سنة، أصبت بمرض نفسي بسبب عدة مشاكل عشتها منذ صغري من معاناة وحرمان، وكبر معي المرض حتى أصبحت لا أتحمله، حيث أشعر بالخوف من المستقبل والقلق والاكتئاب، وأجد صعوبة في التنفس، وكثرة الوساوس، وأميل إلى العزلة، وقلة تركيز، وفقدان الثقة في نفسي، ولدي شخصية حساسة جدا حيث أتأثر بأبسط الأشياء.
في يوم من الأيام أصبت بانهيار عصبي مع نوبة بكاء، ومن ثم ذهبت إلى طبيب الأعصاب والتخطيط الكهربائي، ووصف لي دواء (solian) و(alpraz) وواصلت مع تلك الأدوية لمدة سنة، وكنت أزور الطبيب باستمرار حيث تدريجيا كان ينقص لي الجرعة إلى أن وصلت إلى ربع حبة كل ثلاثة أيام، رغم أن حالتي لم تشف نهائيا، حيث تأتيني الحالة يوميا في فترة زمنية من اليوم، وفي آخر زيارة لي للطبيب أمرني أنه عندما تمر مدة ثلاثة أشهر أن أتوقف عن الدواء، وأن حالتي ستشفى نهائيا.
بعد 15 يوما من الانقطاع عن الدواء عاودني المرض تدريجيا، والآن أعيش وضعا نفسيا صعبا، وأذكركم أن الحالة تعود لي خاصة يوم أتناول الدواء، وأتحسن يوم لا أتناوله، وحالتي غير مستقرة وما أكاد أحس بنفسي أن تخلصت من المرض نهائيا حتى تعود الحالة من جديد.
ساعدوني، جزاكم الله خيرا، والله تنتابني الحيرة، ولا أعرف ماذا أفعل؟
أسئلتي -من فضلكم- هي:
- هل دواءا (solian) و(alpraz) مناسبان لحالتي؟
- هل ارتكبت خطأ بذهابي عند طبيب للأعصاب، ولم أذهب لطبيب مختص في الأمراض النفسية؟
- هل أعود عند نفس الطبيب أم أغيره بطبيب مختص في الأمراض النفسية؟
هدفي أن أتخلص من الدواء في أقرب وقت ممكن؛ لكي أنعم بحياة طبيعية خاصة وأني ما زلت صغير السن، والحمد لله على كل حال.
في الأخير تقبلوا مني فائق التقدير والاحترام، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخِي: ليس هنالك أسف على أنك ذهبت وعرضت نفسك على طبيب أعصاب، فمعظم أطباء الأعصاب لديهم خبرات معقولة جدًّا في الطب النفسي، لكن أعتقد أنه من الأفضل أن تذهب وتقابل طبيبًا مختصًّا في الأمراض النفسية، فأنت ذكرتَ أن علتك الأساسية هي الخوف والقلق حول المستقبل وكذلك الاكتئاب النفسي، وهذه الأعراض وبهذه الكيفية التي ذكرتها مع وجود الوسوسة والانقباضات العضلية في القفص الصدري التي تؤدي إلى صعوبة التنفس، أعتقد أنها بحاجة لأحد مضادات الاكتئاب والقلق الجيدة، وبفضلٍ من الله تعالى معظم الأدوية التي تُستعمل لعلاج الاكتئاب وتُحسِّن المزاج هي في ذات الوقت مضادة لقلق المخاوف والوسوسة.
فعقار مثل (زيروكسات Seroxat) أو ما يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) أو (لسترال Lustral) قد يكون مناسبًا جدًّا لحالتك، وأعتقد أنك حين تقابل الطبيب النفسي سوف يضع لك الخط العلاجي المناسب.
الـ (سوليان Solian) والذي يسمى علميًا باسم (إيميسلبرايد Amisulpiride) دواء يُساعد في القلق، ويساعد في الأعراض النفسوجسدية، كما أنه يُحسِّنُ المزاج، وبجرعات عالية يُستعمل لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وكذلك لعلاج مرض الفصام.
بالنسبة للـ (alpraz)، والذي هو ألبرازولام: هذا دواء شائع الاستعمال وسط الناس، وهو دواء أراه ممتازًا إذا استعمله الإنسان بشيءٍ من الرُّشد، وهو ألا يكون استعماله لمدة طويلة، وأربعة إلى ثمانية أسابيع مدة كافية جدًّا، وأن يتناوله الإنسان بجرعة صغيرة، يعني هو دواء داعم، دواء يُزيل القلق ويُلطف المزاج، لكن لا يمكن أن نقول أنه بنفس السلامة والفعالية التي تتمتَّع بها الأدوية الأخرى، خاصة الأدوية الحديثة المضادة للاكتئاب وقلق المخاوف الوسواسي.
أخِي الكريم: نصيحة مهمَّةٌ جدًّا، وهي: أن تُدعم العلاج الدوائي بالوسائل العلاجية الأخرى، خاصة: حُسن إدارة الوقت، والنوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، وأن تكون لك مشاريع مستقبلية، وتضع آليات معينة لتوصلك إليها، وأن تخرج نفسك من دائرة الضيق وتشتت الذهن والخوف والقلق، يعني أن تستفيد من طاقاتك بصورة أفضل.
أخِي الكريم: التواصل الاجتماعي الجيد والمثمر يُفيد الإنسان ويقوي من عزيمته، ويعطيك ثقة كبيرة جدًّا في نفسك، ولا يمكن أبدًا أن تصل لقناعاتٍ حول مقدراتك إذا كنت تُقيِّم شخصيتك بصورة سلبية، فأنت لست أقل من الآخرين، وأعتقد أنك إذا سخَّرت نفسك لتكون أكثر منفعة للناس ولنفسك هنا سوف تستعيد ثقة كبيرة جدًّا بنفسك.
يا أخِي الكريم: التعبير عن الذات والتفريغ النفسي وتجنب الكتمان والكبت يزيل حساسية الشخصية، وهذا حقًّا يتأتى من حُسن التواصل الاجتماعي.
هذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به، وأسئلتك واضحة، وأعتقد أننا قد أجبنا عليها، والنصيحة الأخيرة هي: أن الآليات العلاجية غير الدوائية -والتي تحدثتُ عنها سلفًا وذكرتُها لك بشيءٍ من التفصيل- يجب أن تكون هي جوهر منهجك العلاجي؛ لأنها هي الطريقة الأفضل التي تمنع الانتكاسات، وتُساعد في بنائك النفسي بصورة إيجابية جدًّا، وفي ذات الوقت تُبعدك عن تناول الأدوية النفسية لفترة طويلة.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.