الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخِي الكريم: اضطراب ضربات القلب قد تكون أسبابه أسبابا حميدة، أسباب فسيولوجية، وهذا هو الأكثر والأرجح، والقلق النفسي ربما يؤدي إلى اختلال بسيط في ضربات القلب، والإجهاد الجسدي، وبعض الناس لديهم أصلاً قابلية لأن يكون هنالك نوع من الخوارج النبضية، بمعنى أنه يوجد عدم انتظام، ويُعرف أيضًا أن التدخين وتناول الشاي والقهوة بكثرة والكحوليات، هذا كله قد يؤدي إلى اضطراب فسيولوجي في وظائف القلب، وهذا لا يعني أنه يوجد مرضٌ في القلب.
أيهَا الفاضل الكريم: الذي يحدث لك بالفعل قد يكون سببه نفسيًا، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يُحسم، ولا يمكن أن تطمئن إلا إذا شرح لك طبيبك هذا الأمر بتفصيل ووضوح، ومن حقك - أخِي الكريم - أن تسأل الطبيب.
فحص الأيكو - الحمد لله تعالى - طبيعي، وهذا مبشِّرٌ عظيم، بقي أنك ربما تحتاج لعمل ما يسمَّى بـ (هولتر) والهولتر هو رصد لنبضات القلب لمدة أربع وعشرين ساعة إلى ثمانية وأربعين ساعة.
أنا أعرف كثيرًا من الإخوة والأخوات الذين يعانون من هذه الخوارج النبضية، وتُسبب لهم إزعاجًا، وأعرفُ سلفًا أن سببها نفسي أو نسبة لتناول الشاي أو القهوة، أو شيئًا من هذا القبيل، بالرغم من معرفتي لذلك أُرْسلهم لطبيب القلب ليقوم بالفحوصات اللازمة ليطمئنوا أكثر؛ لأن البحوث - والخبرة العملية - أثبتتْ أن الإنسان حين يُوسوس حيال قلبه لن يطمئن إلا إذا قابل الشخص الخبير وأُجريتْ له الفحوصات اللازمة.
فيا أيهَا الفاضل الكريم: اطلب من طبيبك عمل الهولتر، أو يمكن أن تذهب إلى طبيب في أمراض القلب، بالرغم من أنك لست مريضًا بالقلب، بشرط ألا تتردد كثيرًا على الأطباء، يعني حين تذهب إلى الطبيب ويطمئنك مرة واحدة هذا يكفي تمامًا.
في ذات الوقت أريدك أن تمارس التمارين الرياضية باستمرار، ويجب أن تُطبق أيضًا التمارين الاسترخائية.
هذه الضربات تكثر أكثر حين تكون في وضعٍ على السرير وتودّ أن تنام، وهذا يجعلني أكثر ميولاً أنها ناتجة من القلق أو الإجهاد الجسدي، فتمارين الاسترخاء هنا مفيدة جدًّا جدًّا، وموقعنا أعدَّ استشارة تحت رقم (
2136015) سوف تجد فيها توجيهات سوف تفيدك كثيرًا.
وأودُّ أن أطمئنك أن هذا الأمر أمر بسيط، لا تنزعج له أبدًا، حافظ على علاج ضغط الدم، وعش حياة صحية، بمعنى: أن تنام ليلاً مبكرًا، أن تمارس الرياضة، أن يكون هنالك توازن غذائي، أن تحرص على التواصل الاجتماعي، أن ترفِّه عن نفسك، أن تكون شخصًا مُبدعًا في عملك، أن تحرص على أمور دينك... هذا كله -إن شاء الله تعالى- يبعث فيك طمأنينة كبيرة.
وإنِ اتضح أن الأمر ناتج من القلق فهناك مضادات كثيرة للقلق، بعضها بسيط جدًّا، ويُساعد كثيرًا في إزالة مثل هذه الحالات.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.