أسكن مع أصدقائي وأرفض إعانتهم على التدخين، ما رأيكم فيما أفعل؟
2015-09-17 04:49:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا أعيش مع أصدقائي في بيت واحد، ونعمل في تركيا، ودائماً أقول لهم: إن التدخين حرام، وأحدثهم بالدليل وأقوال العلماء، فمنهم من يعترف بخطئه، ويدعو لنفسه بترك هذه المعصية، ومنهم من يقول: إنه مكروه، وكأنه يقول: إنه لا يرتكب ذنوبًا إن دخن السجائر! ويوحي إليّ من خلال تنهيدة طويلة أو كلمة عابرة أنني أصعّب الأمر على الناس، أو يقول في نهاية الحديث: "يا أخي، كل شخص يقتنع ويفهم من الشيوخ بشكل مختلف عن فهم شخص آخر".
أنا إن ذهبت للبقالة وطلب مني أحد أصدقائي أن أجلب لهم السجائر، فلا أقبل، أو نكون في نفس الغرفة وعلبة السجائر أقرب إليّ من صديقي المدخن فأرفض أن أناوله إياها، وحتى الطبق الذي يلقون فيه بقايا السجائر أنا أرفض أن أقربه إليهم ونحن جالسون، وأرفض أن أخبر أحد أصدقائي لكي يجلب السجائر لصديقي الآخر، فأنا أعطيه الهاتف، وأقول له: اطلب منه بنفسك.
هم أحيانًا يتقبلون الأمر، وأحياناً يستاؤون من تصرفاتي هذه، فهل أواصل ما أنا عليه أم هناك ملاحظات حول تصرفاتي؟
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله –تعالى- لك مزيدًا من التوفيق والسداد.
نصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تستمر على ما أنت عليه من نُصحك لزملائك وجُلسائك، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، وتذكيرهم بالخير، ولك في ذلك الأجر الجزيل، ولكن حتى تُثمر النصيحة ويؤتي الوعظ والتذكير أُكله ينبغي أن يُتَّبع فيه أحسن الأساليب وأفضل الوسائل، امتثالاً لقول الله –تعالى-: {ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}.
فينبغي أن تُذكِّر إخوانك وجُلساءك بأضرار هذا التدخين، وأن تُبيِّن لهم بأن الشرع إنما حرَّمه لما فيه من الأضرار والمفاسد؛ رحمةً من الله –تعالى- بعباده، وأنه من جُملة الخبائث التي قال الله –تعالى- عن نبيه أنه {يُحلُّ لهم الطيبات ويُحرِّمُ عليهم الخبائث}، وإذا نصحتَ فقد أدَّيتَ ما عليك.
وأما ما ذكرته من إعانتهم على التدخين، فما تفعله هو الصواب، فلا يجوز للإنسان الذي يعتقد حُرمة شيءٍ أن يُعين الآخرين عليه ولو كانوا يعتقدون حِلَّه وجوازه، فما دمت تعتقد التحريم أو تُقلِّدُ من يقول بالتحريم، فالواجب عليك أن تمتنع عن هذا الحرام وعن الإعانة عليه، لقول الله -سبحانه وتعالى-: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعُدوان}.
نسأل الله –تعالى- لك مزيدًا من التوفيق والسداد.